"إيناااااااس"
*ناداها بصوت حاد متشنج جمد الدماء في عروقها وشحب وجهها بأصفرار.......في حين
أغمضت جيلان عينيها وأصابعها تنكمش على نسيج بلوزتها الحريري.
*أقترب أكثر وهو ينظر حوله بريبة من الفوضى التي تعم المكان وهمس بتشدد وهو يرمق حماته الملائكية شزرا :
"في إيه.....بتصرخي ليه بالشكل ده.....وإيه اللي كسر الدنيا كده.....اتكلمي يا إيناس"
*أنتفضت في مكانها المتجمدة فيه لا تتزحزح من شدة غضبه وأخفت ببراعة خلف ظهرها الشيك المظهر بأسمها بمبلغ مالي كبير...... مال حصلت عليه
لقاء ليلة ضاجعت فيها رجلا آخر غير زوجها:
"هيكون في إيه بنتي أعصابها تعبانه بعد اللي عملته حضرتك"
*غمغمت جيلان متحججة بزواجه بأخرى غير أبنتها لتشتت إنتباهه عن إيناس الذي تصفدت جبهتها بالعرق البارد وظلت ترتجف بإرتباك خوفا أن يكتشف عاصم فعلتها.
*عقد حاجبيه وقال بصلابة :
"لو سمحتي متدخليش بيني وبين مراتي أنا بسألها هي مش بسألك إنتي"
*أستدارت جيلان إلى أبنتها وصاحت بغضب :
"شايفه البيه جوزك بيقوللي إيه......طبعا ماهو عمل اللي هو عايزه وإنتي مش مهم......بنتي مقهورة وأنت جاي تشخط وتنطر روح شوف الهانم اللي أتجوزتها قالت إيه لبنتي"
*رفع قبضة قوية مضمومة أمام وجهها ......قبضة كادت أن تهشم وجهها وهتف متسائلا:
"عملت إيه؟ وبعدين تميمة تعرف إيناس منين علشان تعملها حاجه"
*عقدت إيناس ذراعيها أمام صدرها وقالت بنبرة متهكمة :
"أنت جاي ليه يا عاصم أفتكرتني دلوقت... وبعدين مامي حقها تدافع عني خاصة بعد اللي عملته فيا الجربوعة اللي أتجوزتها"
"إيناس إياكى تغلطي عاصم الفيومي ميتجوزش واحدة جربوعة......إياكى تنسى إنها مراتي يعني زيها زيك تمام أتفضلي قولي إيه اللي بيحصل هنا وإيه اللي قالته تميمة يخليكي تجنني بالشكل ده"
*ثم التفت إلى حماته التي تقضم شفتيها غيظا وقال آمرا:
"من فضلك ممكن تخرجي عايز أتكلم مع مر......."
*صرخت إيناس تقاطعه:
"لأ مامي مش هتخرج من هنا.....الهانم اللي مش جربوعة أهانتني وغلطت فيا.....وكل ده ليه عشان أتصلت أسأل عنك بعد ما قفلت تليفونك كنت قلقانه عليك وهتجنن ليكون حصلك حاجه وآخرتها أتشتم ويتقالي بكره يرميكي يا قذرة....أنا قذرة
ياعاصم بيه.....بس الهانم مش جربوعة"
*أرتسمت على شفتى جيلان أبتسامة ماكرة وهي تستمع إلى حديث أبنتها التي قلبت الأدوار وأتهمت تميمة بحديث لم تقله بل قالته هي..........وأكملت إيناس دورها بأتقان شديد و إنحدرت فوق وجنتيها الشاحبتين دموع التماسيح لتقول:
"أنا لما وافقت تتجوز كان عشانك أنت يا عاصم عشان تكون سعيد وتخلف الولد اللي نفسك فيه مش عشان أتشتم وأتهان"
*لمعت عيناه بوميض شرس وهمس عاصم بعد صمت طويل مختنق:
"هي قالتلك كده لمجرد إنك سألتي عني........وليه
وإيه اللي خلاكي من الأساس تكلميني كان غرضك إيه يا إيناس ولا أخدتي الأمر من أمك"
"أسمع يا عاصم أحفظ لسانك أنا مليش دعوة أنا جنب بنتي اللي أنت دمرتها بعمايلك"
*دمدمت جيلان بسخط وهي تقف أمام عاصم الحانق ويشعر بأن الأمر أكبر من مجرد مكالمة هاتفية أجرتها إيناس.......يعلم جيدا أن إيناس لن تتهاون وتصمت بسهولة خاصة وحماته الحية الرقطاء تقبع خلفها دائما.......لذلك هتف وهو يصرخ فجأة بجنون:
"عمايلي أنا ولا عمايل الهانم بنتك هي السبب في كل ده......هي اللي صممت لما جيت لحد عندها أسألها وأخد رأيها إني أتجوز.....هي اللي قالتلي لأ أتجوز لأني مش هقدر أربي أبن ليك من واحدة تانية"
*أكمل صارخا وهو يرمق إيناس التي تبادله النظرات الشرسة:
"كنت منتظر كلمة واحدة منها تقولي لأ أعمل اللي أتفقنا عليه من الأول وكنت وقتها هنفذ وعدي برغم
إني كنت هخالف أمر أبويا.......بنتك وقفت هنا في نفس المكان وقالتلي أتجوز بس بشرط أكتبلي الفيلا دي أو مصنع أو شركة عشان أضمن حقي عايزه تضمن حقها معايا دلوقتي بعد كل اللي عملته
عشانها.........
يبقي مين فينا اللي دمر التاني ياهانم أنا ولا بنتك"
*صمت فجأة يلتقط أنفاسه الهادرة من شدة غضبه
وأشار إليها بسبابته يحذرها:
"إياكى تقولي عمايلك أنا قبلت حاجات كتير عشان بنتك وضحيت بحاجات أكتر بس هي للأسف لأ "
*ظلت إيناس تنظر إليه وهي متفاجئة من ردة فعله العنيفة الغير متوقعة..........تعرف أنها أقترفت خطأ كبيرا عندما أستمعت إلى والدتها وطلبت منه أن يكتب لها أحد أملاكه......ولكن ما زاد من حقدها الأسود هو دفاعه عن تلك الحقيرة الصغيرة التي تزوجها:
"تقصد إيه بإنك ضحيت يا عاصم تقصد إنك أتجوزتني وأنت عارف إني مستحيل أخلف بعد الحادثة ورغم كده أتجوزتني"
*أظلمت عيناه أكثر وهو يراها تدور حوله وتبكي بحرقة هامسة:
"أنا بحبك يا عاصم وبغير عليك وفي نفس الوقت مكنتش عايزه أحرمك من اللي نفسك فيه يبقى مين فينا اللي ضحى"
"إنتي طبعا اللي ضحيتي.....لكن يظهر العروسة الجديدة تأثيرها قوى على عاصم بيه"
*تابعت جيلان وهي رافعة أحد حاجبيها بسخرية
أقترب عاصم بخطوة واسعة من أم زوجته جعلتها ترتد إلى الخلف بصدر لاهث.....بينما تابع هو
وعينيه تبرقان غضبا و أحتجاجا:
"إنتي تسكتي خالص وتتفضلي تطلعي بره الاوضه دي ولا أقولك أطلعي بره بيتي كله وحالا"
*شهقت جيلان مرتاعة من وقاحة عاصم و حدته التي تعدت الحدود ونظرت إلى أبنتها التي لمحتها فإرتبكت وصرخت في وجهه:
"مامي مش هتخرج من بيتي يا عاصم ولو صممت على خروجها أنا كمان هخرج معاها ومش هرجع البيت ده تاني"
*لحق حاجب عاصم بالآخر أرتفاعا وهو يسمعها متوجسا وقال بهدوء من بين فكيه المصطكين:
"إنتي بتهدديني يا إيناس......إنتي حصل في مخك حاجه.....يظهر إن تساهلي معاكي وطيبتي الزيادة عن اللزوم خليتك تفتكري إن دراعي بيتلوي لا يا
مدام مش أنا اللي دراعه يتلوي أبدا"
"طبعا لازم تقوللي كده دلوقتي كله من الجربوعة الحقيرة قليلة الشرف اللي أتجوزتها عليا"
*كانت تلك الكلمات هي الطامة الكبرى التي جعلت عاصم يهبط بكفه الكبير فوق وجه إيناس لأول مرة
بشدة.....صفعها صفعة جعلتها ترتمي أرضا من قوتها
صرخت جيلان وإنحنت تحتضن إيناس التي صاحت ببكاء وعويل :
أنت تقرأ
تميمة حظ
Romansa"نوفيلا مكتملة" "نبذة من الأحداث" "" "" "" "" "" "" "" "" "أنت مشترتنيش.. علشان تعاملني زي جارية أشتريتها من سوق الجواري" *أجابته بجرأة وقد رفعت وجهها أخيرا لتقابل بركانا ناريا يشتعل بعينيه الرماديتين اللامعتين. *أتسع...