الحلقة الثانية '2'

678 60 10
                                    

«شـــاهــدٍ ومـــشـــهــود»
-الــحـلـقة الثــانـيـة-'2'

فتحت عيونها بإرهاق وهي بتحاول تستجمع نفسها، وفجأة كل إللي حصل إمبارح هاجمها وتملكها الرعب وهي بتقنع نفسها إن دا كله كان هلاوس مش أكتر من الإرهاق
حاولت تستجمع نفسها ومتسبش الخوف يتمكن منها وخاصة أنها لوحدها وفي مكان متعرفش فيه حد ..!

قامت من على السرير وأخدت شاور سريع ولبست هدومها علشان تنزل وتبدأ أول يوم لها في البحوث والمشاريع إللي جات علشانها ..
بس فجأة وبعد ما خلصت لبسها حست بحركة وبعض الخربشات برا ..

قالت "سيراي" بهدوء:-
- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، امسكي نفسك يا سيراي دي مش أول مرة تقعدي فيها لواحدك ... شكل أعصابك تعبانة والمفروض مكونتيش تيجي وتقبلي البعثة دي ..
بس دي كانت فرصة مش هتتعوض .. بإذن الله أخلص وأرجع مصر أخد فترة راحة كبيرة ..

وخرجت برا في رُدهة الشقة الصغيرة بخطوات بطيئة وهي بتقنع نفسها إن مفيش حاجات ودي مجرد تهيؤات ..
وفعلاً ملقيتش حاجة غريبة، اتنهدت براحة وبدأت تجمع بعض الأوراق من على الترابيزه وتحطهم في شنطتها قبل ما تمشي بس إللي صدمها وخلاها تفقد توازنها وتسقط على المقعد ..
لما لقت فنجان قهوة سخن يبدو إن لسه معمول ومحطوط على الترابيزه بجانب الأوراق والملفات..
وبتردد مدت إيديها وحطتها على الفنجان وفعلاً لقيته سخن.

قالت بصوت عالي مليان بالقوة:-
- أيًا كان إنتَ مين!! أنا مش بخاف لأن ربنا موجود، لو إنت جن فأنا محصنة نفسي كويس ومتقدرش تمسّني بسوء..
للأسف إنت وقعت في شرّ أعمالك لأن سيراي مش سهلة ومش بتخاف ألا من إللي خلقها..

قابلها الصمت ومفيش أيّ حاجة، هي اتعودت دايمًا تفضل لواحدها وتعيش أكتر الأوقات كدا بحكم إنها دايمًا في الجامعة وبتسافر بعثات..

أخدت كل إللي هتحتاجه وخرجت من الشقة علشان تبدأ من بدري، وظلت تردد أذكار الصباح تحصن نفسها.

جوا الشقة وقف وهو حاسس إن الألم بيتمكن منه، خلاص معدتش وقت لازم يتخلص بقاا من اللعنة دي..
هي الوحيدة إللي تقدر تساعدة، لازم تقدر تشوفه بقاا!.

                          ******************

داخل معمل واسع مُجهز بأحدث الأجهزة وقف "سيراي" مع بعض الزملاء إللي تعرفت عليهم، ومنهم فتاة من مصر تُدعى "أحلام".

- شوفتي التطور والأجهزة يا سيراي، وكمان المواد، حاجة كدا وهم.

- إن شاء الله لما نرجع هنعمل في بلادنا إللي أحسن، إحنا عندنا أفكار مذهلة، هنفذّ كل تجاروبنا.

- بجد نفسي، بس لو كان موجود كان زمان في حاجات كتير اتغيرت.

- قصدك على مين يا أحلام.!

- البروفسور عمرآن البنا، أوعي تقولي مسمعتيش عنه!

- إزاي مسمعتش عن العبقرينوو، نفسي وحلمي أحضر ليه محاضرة، واتعلم على إيده .. من بعد أخر مُركب أنتجه وهو مختفي.!

«شـاهـدٍ ومـشـهـود» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن