قضية غامضة {3}

61 3 4
                                    

《لا تجعل الرواية تلهيك عن عبادتك》

《سبحان الله، الحمدلله، لا إله إلا الله، الله أكبر، لا حول ولا قوة إلا بالله》

نبدأ بسم الله

_____________


في العاشرة مساءً، حيث الجميع نائمًا، إلا هذا الشاب كان عازمًا على الجلوس هنا أمام هذه الغرفة التي تجمع الفتيات معًا، كالحارس الذي يحمي الأميرة. على الرغم من تعبه بسبب السفر وعدم نومه الجيد، إلا أن عزيمته كانت أقوى. قد يراه البعض شديد الحساسية أو مبالغًا في رد فعله، ولكن دعني أخبرك أن هذه صفة للشرقيين، أو بالأحرى العرب. إذا بحثت في صفاتهم، ستجد أنهم شديدي الغيرة والمبالغة فيها. فالنساء هن شرف العائلة، ومنذ قدوم الإسلام جعل معاملتهن كالملكات، لا يمكنك رؤية جانبهن الرقيق والحنون واللطيف إلا إذا كنت سيدهن. حيث يحمينهن من شرور العقول والنفوس المريضة. هذه نبذة صغيرة عن صفاتهم التي لا يمكن للكلمات أن تعبر عنها بشكل كامل، فالمبالغة فيها تستحق.

تنهد الشاب بتعب شديد وهو يناجي ربه، يطلب الصبر ويتمنى أن يمر الوقت بسرعة ليغادروا هذا المكان المشؤوم. حقًا، لم يشعر بالارتياح منذ وصولهم إلى هذه البلدة، ولم يعرف سبب عدم ارتياحه. في حين نهض ليو من فراشه، فلم يستطع النوم بسبب التفكير الكثير. هو أيضًا لا يشعر بالارتياح ويرغب في الحديث عن ذلك للجميع، لكنه لا يستطيع فعل ذلك، حيث لا يريد إزعاجهم أو إثارة قلقهم. حقًا، يشعر بالتعب وكان يتمنى من داخله أن يخفي هذه القضية عن الجميع، ولكن المسؤولة منعته من ذلك، لذا كان سيذهب بمفرده إن رفضوا الذهاب. خرج من غرفته ليستنشق الهواء الطلق قليلًا ويرى ظلًا يجلس هناك. لم يخدع نفسه، فقد تفاجأ وارتعب من شدة الظلام، حيث لم يكن القمر ينير العتمة. اقترب من صاحب الظل، ثم نظف حلقه قبل أن يسأل

-ألم تتمكن من النوم؟

نظر فادي نحوه، ثم تنهد قليلًا وفرد قدميه وقال بعبوس

-لا أثق بالمكان، ولا أشعر بالارتياح.

ثم رفع بصره وتابع بجدية

-ماذا بجعبتك؟

ابتسم ليو، ثم جلس بجانبه وأجاب

-أريد أن أقول شيئًا، وأعلم أنك الشخص المناسب لسماع ذلك. أنا لا أريد أن يصل الحديث للفتيات صراحة

كان فادي ينصت بعناية، بينما يكمل ليو حديثه

-لذا، أعتقد أن شيئًا مريبًا هنا!

ألقى نظرة على فادي ولم يجد رد فعل، فأدرك أن الشاب أمامه قد لاحظ ما يعنيه. ابتسم وأكمل

-يبدو أنك لم تندهش؟

أجابه فادي بسخرية خالية من الفكاهة

-سأدعي الاندهاش الآن.

متاهات الحلمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن