مهمة غير واقعية {5}

4 0 0
                                    

《لا تدع الرواية تلهيك عن عبادتك》

《سبحان الله، الحمدلله، لا إله إلا الله، الله أكبر، لا حول ولا قوة إلا بالله》


  نبدأ بسم الله 



البعض يعتقد أن حياته بائسة ولا يشعر به أحد. وهو ينغمس في أوهامٍ لا مفرَّ منها، إذ إنها مجرد سرابٍ لا يمكن الخروج منه. فالجميع يختبر محنًا في حياته، فمنهم من وُلِدَ بلا عائلةٍ وعاش دائمًا في دار الأيتام، ومنهم من يمتلك عائلةً دافئةً ولكنه يعاني من مشاكل صحية، ومنهم من يعيش مع عائلةٍ قاسية، ومنهم من يجتمع فيه الاثنان، ومع ذلك، من المؤكد أن لديهم مشاكل أخرى، ومنهم من يعيش في أسرة مشتتة. 

وسوف تظل الحياة على هذا النحو، فلا أحد كامل سوى خالق هذا الكون.


بعد مرور الوقت بسرعة وبينما كانت الليلة تمتد، استفاقت الطفلة ولمست جسد شقيقتها لتجدها باردة وفي نفس الحالة. ثم قامت وانتفضت من مكانها فور فتح الباب ودخول فتاة لم يتجاوز عمرها السادسة والعشرين وهي تتثاءب بكسل ثم قالت بلا احترام عندما لاحظت الفتاتين، حيث كانت ترتدي ملابس العاملات في القصر وشعرها قصير يصل إلى عنقها، وعينيها حادة بلون بني وتوجد شامة في وجهها، وكانت بشرتها خمرية قمحية

 -لماذا تنظرين إليها كالجرو؟

 ثم صاحت بانزعاج

 -أنتِ لماذا لا تزالين نائمة؟ انهضي! 

حركت الملقاة على الأرض بقدمها وهي تستمر بالحديث

 -قلتُ لكِ انهضي! 

 قاطعتها الطفلة بصوت مبحوح وهي تشد ثيابها وتكبت دموعها حيث شعرت بالمرارة

 -لن تنهض.

 توقفت العاملة ثم قالت بدهشة 

-ماذا؟  

أجابت الطفلة بصوت يكاد يسمع

-لقد ماتت. 

هذه الطفلة قد أدركت أن شقيقتها قد توفت، كما أخبرتها في يوم من الأيام، عندما يبرد الجسد، تعلمي أن الجسد أصبح جثة، أي ماتت. 

ظلت تحدق بجثة شقيقتها بعيون ميتة فقد تُركت وحيدة في هذا المنزل المظلم، لا تعرف ماذا تفعل وما يخبئه القدر، بينما هي بداخل دوامة أفكارها المتشائمة. نظرت المرأة بدهشة، ثم قالت بتعبير متعجب

 -إذًا، ماتت!

ثم ابتسمت، فهي كانت تتمنى موتهم منذ عملها في خدمتهم، إذ هي بالأساس لا تعمل واجبها على أكمل وجه. 

تركتهم وذهبت إلى سيدتها لتبلغها عن الأمر كانت تلك الطفلة تقف تحدق بالباب، ثم ترجع تقعد بجانب شقيقتها وتمسك يدها، ثم تضع رأسها على قدميها وتكبح الدموع، لكنها لم تتمكن من إخفائها، وظلت تتعالى صوتها في هذه الغرفة المظلمة.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 15 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

متاهات الحلمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن