متاهات الحلم

مدينة فارغة {2}

《لا تدع الرواية تلهيك عن عبادتك》

《سبحان الله، الحمدلله، لا إله إلا الله، الله أكبر، لا حول ولا قوة إلا بالله》

                                                    نبدأ بسم الله

فجر جديد، أمل جديد يزيل عنا اليأس الذي كاد أن يزرع داخلنا، يوم جديد وخطر يقترب باستمرار لأولئك الذين يسعون نحو الأمام.

.............

استيقظت تلك الفتاة ذات الشعر الطويل المنسدل الذي كان مُرتَبًا قبل نومها من فراشها، بعد إيقاف صوت المنبه، ثم اتجهت نحو خزانتها واختارت الثياب التي ستحتاجها، ووضعتها في حقيبتها السفر. ثم جهزت بقية الأشياء. 

بمجرد الانتهاء، فتحت نافذة غرفتها وتوجهت مباشرة إلى المرحاض لتتوضأ وترتدي فستانها الأخضر الذي يحمل خطوطًا بيضاء وأكمامًا طويلة، ثم ربطت شعرها للخلف وارتدت رداءها الأسود المصنوع من القلنسوة فوقه، وخرجت مباشرة من غرفتها. وفي طريقها إلى المطبخ، قد نظرت إلى الغرفة المجاورة، وكادت أن تدخلها، لكنها تراجعت عن ذلك بعد أن نظرت إلى تلك الفتاة النائمة التي تبتسم، مما يشير إلى أنها يراودها حلمًا جميلًا، ولا ترغب في أن تستيقظ منه، وهذا جعل من الأخرى أن تتراجع عن فعلها وتتركها تستمتع بأحلامها. ثم توجهت نحو المطبخ وهي تفكر، وفي طريقها صادفت الفتاة ذات الشعر المموج، فتحدثت بفزع ووضعت يدها على قلبها

-أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أفزعتِني يا فتاة!

نظرت الفتاة بتعب إلى الأخرى، في حين كانت تتمتم، ولم تستوعب ورد كلماتها التي تقولها، ربما كانت تعويذة أو تنطق وهي نائمة، فتحدثت باستغراب أثناء حركة يدها أمام وجه تلك الفتاة

-هل أنتِ لا تزالين نائمة يا أكينا؟ 

تنهدت الفتاة بتعب، ثم رفعت الكوب ورشفت منه القهوة التي يحتويه، ثم تحدثت، وكل ذلك، تحت أنظار ورد التي تنتظر محاولة عدم فقدان صبرها

-أشعر بأنني أصبحت عجوزًا.. أو بأنني أصبحت سمكة تتنفس خارج الهواء.

تحولت عينا ورد بالملل، بعد أن أيقنت من أنها ليست واعية.

-للتصحيح، السمك يعيش داخل الماء!

قاطعتها الفتاة بانفعال، وهي تنظر نحوها بعيون متعبة، مما زاد من قلق ورد.

-لا يهم، فالسمكة في النهاية تحارب من أجل البقاء على قيد الحياة، وهذا سيكون شعاري من الآن فصاعدًا.

هدأت الفتاة قليلًا، وتنهدت ورد بارتياح، معتقدةً أنها سترحل وتتجهز، لكن الفتاة استمرت في الحديث، فوضعت ورد رأسها على باب المطبخ، ودعت في داخلها أن ينتهي هذا الوقت بسرعة.