في ظلام الليل ، تقف قلعة زولديك شامخة تحرس السهول المبنية عليها . كل شئ محيط بهذه القلعة تعود ملكيته الي الفارس زولديك بامر من الملك .
تقع القلعة في الجزء الجنوبي من مملكة المير ، على الحدود قرب الجبال . هي منطقة بعيدة كل البعد عن اي تجاذبات سياسية نظرا لموقعها . الا انها موقع استراتيجي يحمي المملكة من الاعداء.
الان نحن في فصل الصيف اذا يمكنك رؤية سنابل القمح تغطي مساحات شاسعة ، تتمايل سنابله مع كل نسمة هواء عابرة في هذه الليلة المقمرة . في الارجاء يمكن رؤية صبي في التاسعة من العمر يحمل ملامح طفولية، يمسك بسيف ضعف حجمه ، يلوح به يمنة و يسرى . يرفعه تارة و يهوى به الي الاسفل تارة .
اذا دققت النظر قليلا في الصبي التي يترواح طوله بين 120 و 125 صم ، يمكن انا تشاهده يرتدي درع خاص بالتدريب ، ليس لغرض الحماية بل ليزيد ثقلا الي الجسد بغية اكسابه بنية عضلية ، تلك التي يمتلكها كل الفرسان .
بالرغم من صغر سنه الا انه ياخذ التدريب على محمل الجد . النظرة التي تكسو وجهه تخبرك ان التدريب بالنسبة له امر مقدس . في كل تلويحة سيف تسمع صراخه في المكان ، كان يستنشق اكبر قدر ممكن من الهواء ثم يصرخ باعلى صوت له ليخرج كل قوة لديه في تلويحة سيف لدفع عضلاته الي اقصى حدودها .
الفتى مركز لابعد الحدود ، شعره الاسود مبتل بعرقه و عينه العسلية يتطاير منها شغفه ، حتى سمع صوت حصان يركض نحوه .
" انظر ماذا احضرت لك ، كيلوا " شاب وسيم في التاسعة عشر من عمره صاح بينما ينزل من فوق جواده . شعر اسود يتدلى على كتفه ، حاجبان كالسيف انف حاد و عين واسعة عسلية ، طويل القامة قوي البنية يغطي جسده درع فضي.
"مرحبا بعودتك اخي الاكبر " كيلوا رحب بعودة اخيه الاكبر الذي كان غائبا منذ ايام ، على خلاف من هم في سنه ، كيلوا لم يكن مهتماً بما احضر اخاه معه من سفره ، فعودة اخوه اهم بكثير .
ايلومي معتاد على تصرف اخوه الاصغر ، بما انه تربى معه منذ صغره فقد اعتاد تفرد اخاه في تعاملاته ، حتى ان اخاه الاوسط ليس مثله .
هؤلاء الاثنين هما ابناء الفارس سيلفا زولديك، الابن الاكبر ايلومي زولديك و هو فارس مبتدئ رتبة 6 ، الأخ المتوسط رين زولديك عمره 14 سنة فارس متدرب رتبة 5 ، و الاخ الاصغر كيلوا زولديك و هو فارس متدرب رتبة 1.
بكونه الابن الاكبر لعائلة زولديك فكل ما يمتلكه والده من لقب (فارس) و ممتلكات كلها ستكون له ، اما بالنسبة للاخ الاوسط فسيكون المستشار الخاص به و يده اليمنى . اما بالنسبة للاخ الاصغر كيلوا زولديك فلن يبقى له اي دور في العائلة و سيجبر على الرحيل في سن الثامنة عشر ، و من ذلك الحين سبكون عليه ان يبذل ما في وسعه للعيش .
قد تكون قسمة غير عادلة خصوصا بالنسبة لكيلوا الا انه لا يابه مطلقا ، بل تربطه علاقة قوية باخويه الاكبر منه . لذلك يكن له ايلومي و رين كل الحب و يقومون باحضار له هدايا في كل مناسبة يتمكنون من الخروج فيها.
كان ايلوم الاكثر خروجا للمدينة لمرافقة تجارة العائلة لذلك يقوم بتوفير قسط صغير من مدخراته لشراء هدايا لاخوه الاصغر . اذ ان العائلة تمر بضائقة مالية نظرا لتدريبات الاخوين الاكبر سنا و نفقات اللازمة لتجهيز الدفاعات ،مما ترك العائلة تتصرف ب 1000 قطعة ذهبية بتوزيعها على نفقات الاكل و الماء و عدة قطع لبقية العائلة (باختلاف الكمية بين شخص و اخر ).
كان ايلومي يحمل في يده صندوق خشبي به عدة نقوش على جانبيه، بعد فتحه ظهر سيف بطول متر تقريبا غمده اسود تتخلله خيوط فضية و مقبض خشبي بلون برونزي يحمل نقش اسد في اخره .
" يا له من سيف جميل " صرخ كيلوا بينما قام باخراج السيف من غمده و لوح به مرتين ، سيف مثل هذا مصنوع من خام خاص ليزيد من تحمله و حدته ، اضافة الي النقوش التي يحملها مما يزيد من سعره مقارنة بالسيوف العادية .
" سعيد بانه اعجبك ، من حسن حظي اني وجدته عند بائع متجول لا يعرف قيمته الحقيقة مما جعل سعره قليل مقارنة بالسيوف العادية نظرا لانه مستعمل "
-سعيد بانه اعجبك - كانت كلمات نابعة من قلب ايلومي ، فقد عنى كل كلمة منها ، مرت فترة طويلة منذ ان راى اخاه الاصغر يضحك في سرور كمثل بقية الاطفال في مثل سنه .
"ان كنت قد اكملت تدريبك يمكنك العودة للمنزل معي الان " بينما يمتطي حصان تكلم ايلومي .
"مازلت قليلا . يمكنك ان تسبقني "
"حسنا اذا ، اراك لاحقاً"
بعد ان انصرف ايلومي عاد كيلوا زولديك يتدرب على سيفه الجديد قليلا قبل ان يتوقف ويعيد النصل الي غمده ، نظر حوله يمينا و شمالا فلم يجد احد لذلك مد ذراعه ليتفقد الجانب الداخلي منه .
برز 'وشم' على شكل جمجمة كريستالية على ذراع كيلوا ثم بدا باصدار ضوء خافت ، قبل ان تطفو الكريستالة و تنزل الي يديه .
بالتفكير في الامر قام كيلوا بتحويل الكريستالة الي عدسة و قربها من عينه و نظر الي السيف .
لا تبخلو علينا بالاعجاب و التعليق