Pαραƚ

243 31 5
                                    




العَاشِر مِن آب، 2011م

"لقَد شاهَدت هذَا فِي فيلمٍ مَا، أتُريد تطبِيقه علَى الوَاقِع؟ لنُجرِّبه علَى تِلك الفتَاة"

"مُلخَّص الفِيلم؟"

"سدِّد أهدَافك تِجاه مَن هُم عكْس بنِي جنسِك فهَذا يُبرز جبرُوت الرَّجل وقوَّته أمَام نعُومة الفتَيات وحَساسيتهِن، أن تتحكَّم بِالفتيَات لأمرٌ عجِيب ومُمتِع حقًا تخيَّل أن تقُوم بقِيادَة أختِك الصغِيرة فعِندمَا تَأمُرها بِأن تفعَل كَذا تُنفِّذ طلبِك بِطاعَة دُون تذمُّر"

"وعِندمَا لاَ تسمَع وتُعصِيك؟"

"نقُوم بمُعاقبتِها"

الصَّدِيقَان جاي وجيك يقِفَان أمَام تلْك الفتّاة الصَّغِيرة حنطِية البشَرة بشِفتَان مُكتنِزتَان مَع تَسرِيحة القرنَين فَوق رَأسِها تَرتدِي جَوارِب لطِيفَة ومنفُوخة

هُناك مجمُوعة مِن الأطفَال المُتنمِّرين يتَطاولُون عليهَا ويقُومُون بضَربِها وسَرقة ألعَابِها

أرَاد جيك الإشتِرَاك معهُم فِي الحدَث وأحضَر معَه جاي ليقَع الآخَر تَحت تَأثِير إغوَاءَاتِه ووَساوِسه الشَّيطانِية

"الرِّجال لاَ يَعتنِقُون العَواطِف جاي، لنُفرِض سُلطتِنا علَيها"

"يجِب علَى الرُّجل أن لاَ يذعَن لِلعوَاطِف مُطلقًا!"

"القَوي لاَ يرحَم أبدًا، القوِي لاَ يتَساهَل مُطلقًا"

إقتَحم جيك مَساحتِها الشّخصِية ويدِه تمتَد لضَغط فكِّها قَائِلاً بمَلامحٍ هَازئة "بكَّاءة، لنُمرِّغ أنفِها فِي الوَحل"

إنقَاد لَه جاي ليُجازِف بدَفعِها لقَالِب وَحل حدِيقَة المدرسَة فتصاعَدت قهقهَات الأطفَال فِي الأرجَاء

أثنَاء ذلِك أخرجَت الفتَاة نشِيجًا حادًا وَسط حبكَة نسِيج قُطيراتِها فِي الإرتشَاح

شعرُوا التَّلامِيذ بالإكتِفَاء مِنهَا فتفرَّقُوا فِي جهَاتٍ مُختلِفة

ولَم يبقى سِوى الرَّفِيقَان جاي وجيك

أرَاد جيك فِعل المَزِيد لهَا لكِن وقُوف طرَفٌ ثَالِث بينهُما كَان حائلاً علَيه

خُطوة تلِيها خُطوة أخرَى، قَام ذِلك الفتَى الشَّاحِب برَفع الفتَاة مِن الوَحل القذِر ليرَى مَلامحِها المطمُوسة

مسَح وجْهِهَا بقُماشٍ تَم غَمسِه فِي المَاء ليَبتسِم لهَا إبتِسامَة بَاهِية عِندمَا رفعَت ناظِريهَا إلَيه بعيُونٍ دَامِعة لتُبادِله فِي حُزنٍ وإمتِنَان

مُدبّر المَكائِد.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن