مُدبّر المَكائِد.

00:00

فِي يَومٍ جدِيد

يسِير جيك علَى طرِيق الخَط السرِيع دُون رسْم مرُور، يَقتطِع الشَّارع خلافًا لأنظِمة السَّير ودُون إكتِرَاث بينَما عبَثت أنَامِل الرِّياح بشَعرِه ذهابًا وإيابًا، أسهَب بصَره نَحو الشَّفق الذِي تداخَل مَع القَزع فِي السَّماء قبْل أن يُلاحِظ بزُوغ ظِل مِن العدَم

ظهَر سونغهوون أمامَه وهُو يكوِّر شفتَيه مُصفِّرًا كجرَس إعلاَن لِقدُومه فجعَّد الآخَر مَلامحِه بِإمتقَاع

طالَت النَّظرات وإحتَلَّهما الهُدوء، كِلاهُما ظَن أن الحدِيث سَيبتدِء مِن الطَّرف الآخَر

"رَأيت قالِب لُبِّك، رأيتُك علَى شاكِلتك الحَقيقِية مِن النِّفاق، رَأيت أكاذِيبك تَشرق مِن آفَاق مَغربِها، رأيْت نتِيجَة مَا حصَداه والدَيك مِن كفَالة تَربيتِك .. أجَل .. كفالَة تَربوِية .. لَم تَعرِف يومًا مَن هِي وَالِدتُك الحَقيقِية التِي لَم تتَّخِذك كقُرّة عَينٍ لهَا أو وَالِدك الحَقيقِي الذِي تمنَّى العُقم لزَوجتِه، الجمِيع يرغب بِالحصُول علَى هِبة خيرِية أو عطِية شَرعِية علَى هيئَة ذُرِّية طيِّبة يتوَارثونَها لِلأجيَال القادِمَة لكِن أبَاك كَان غَير شاكِرًا لأنعُمِه، أرَاد الإمتِنَاع عَن ذَلِك يَا لسُخرِية القدَر"

نفحَة هَواء ساخِنة غادَرت ثَغر جيك، أثَارت كلِمات سونغهوون شيئًا ما في نَفسِه

"صحِيح وُلدِت أعلَى رتبَة مِنك، وُجِدت بَين أسرَة غنِية ترفَع الأقلاَم لبَيع أولاَدهِن العَائِقين علَيهِن، أُخذِت مِن قِبل عَائِلة ثرِية أخرَى لاَ تُؤمِن بإكرَام الطِّفل تَم أخذِي فقَط لإستِقبَال مُتطلَّباتهِن أو لإستِكمَال أعمَال خبَاثتهِن حتَّى تَنتشِر علَى نِطَاق وَاسِع، تعزَّزت مِن قِبل مَن أذلَّنِي يومًا حتَّى غدَوت أُذِل مَن هُم أسفَلِي، لَم أكُن الفتَى الجيِّد الخلُوق مِثلك، لَم أختَر الهَيئة التِي خُلقت علَيها، لَم أنمُو نُموًا طبِيعيًا بَين عائِلة حنُونة وبِيئة عطُوفة، لاَ أحَد يُفكَّر كَيف أنَّنِي عانَيت مُسبقًا!"

"الجمِيع يُفكر بِالنَّتيجَة فأنَا أفكِّر بِمَا أنتَ علَيه الآن لاَ مَا كُنت عَليه فِي السَّابِق فِي الوَاقِع لَم تتغيَّر وُجهَة نَظري بِك مُنذ الصِّغر، أنتَ ركَنت إليهِم بدلاً مِن أن تبحَث عَن فُرصة لِلهرَب"

"أتَعرف ماذَا يَعني أن تتدرَّب تَحت إشرَاف والِدك؟ يقُوم بتَعليمِك عَن الحَياة المهنَية والعمَلية ثُم يَأتِي شَخصٌ آخَر يرِيد أن يكُون مُدرِّبك الشَّخصِي عِندمَا يَرى أن ترْبية أبِيك فِي الحضِيض لأنَّه رَأى مدَى تأثُّرك علَى أسلُوبِه، أي مُتدخِّل فِي الكَون لاَ يَستطِيع السَّيطرة عَلى أوضَاع التَّربية مَا بَين الوالدَين وبِالأخَص الوَالدين المُزيفَين لأن أصْل النُّمو فِي الجُذور بإمكَانِك إقتِصاص الفُروع لكِن قَد يكُون الآوَان قَد فَات حينَما تَرى نفسِية الفَرد مُحطَّمة حتَّى لَو كُنت واعِيًا بنَفسِي وأحَاوِل إصْلاَح ذَاتِي لاَ يُمكننِي الرُّجوع لِأن الأمْر إستَولى علَي بشَكلٍ كَامِل