مَا قبْل الخِتَام

179 18 67
                                    




فتَح جيك عينَيه أخِيرًا لِيَجِد نفسَه فِي مكَانٍ حَالِك .. لَم يشعُر بِأطرَافِه كمَا لَو كَان تَحت تَأثِير مُخدِّر مَا

إلتقَطت مَسامعِه خُطوات شَخصٍ مَا الذِي تكرَّم علَيه بفَتح عينَيه المعصُوبتَين والبَاحثِتَين عَن تَفسِيرٍ مَا

وجَد نَفسه فِي مكَانٍ مَألُوف، إنَّه السِّردَاب كَان عِبارَة عَن مخزُون مِن الخَمر

تجمَّد مُتعجِّبًا وتوسَّعت عينَاه لكِن سرعَان مَا عَادت لوَضعِها الطَّبيعِي

كَان فِي حالَة صدمَة أفقدَته النُّطق لِوهلَة لكِن إستَجمَع أفكارَه وهُو يرَى جسَد جاي علَى بُعد سنتِيمترَات مِنه دُون أي مَلامِح مقرُوءة وهُو يتَّخذ الكُرسِي المَعدنِي مهجعًا لَه

هُناك سونغهوون حيثُ يقِف فِي الزَّاوِية ويصنَع علامَة المُثلَّث بكِلتَا يدَيه وكأنَّه يَستقصِد مِحوَر صداقَة الثُّلاثِي هُنا وكأنَّه يُقيم طقُوس شَيطانِية وسيُقدِّم جيك كقُربَانٍ لصَالِح العدَالة

لَم يتحرَّك لكِن إكتفَى بتَحرِيك رَأسِه كَي يُقابِله وجهًا لِوَجه

أخَذ علَى نَفسِه عهدًا أن يَمتنِع عَن الكلاَم معَ جيك .. لَن يُحدِّثه بعْد الآن، أمرَه غرِيب

فصَل علاَمة المُثلَّث عَن يدَيه لِيضَع كفِّه الأيسَر فَوق رقَبتِه يُمسِّدها بينَما يُهمهِم سَاخِرًا مُتجهِّم الوَجه

إشتعَلت النِّيران بخُلد جيك وهَم بِالهجُوم نحوَه إلاَّ أنَّه وجَد نَفسِه عاجزًا .. فيدَاه مقيَّدة بِالأصفَاد وساقَاه مُكبّلة بِالحبَال

تلقَّت شفَته السِّفلِية ضَغط هائِل مِن عضَّاته المُفترِسة، توهجَت عينَيه بفَتِيل الكَراهِية ثُم صَاح بِنبرَةٍ أجشَّةٍ "مُغفَّلان قُوما بِفَك قَيدِي حالاً"

وكأنَّهما سيَستمِعَان إلَيه

خَيط مِن الدِّماء سَال مِن أنفِ سونغهوون،
كَان يُعانِي مِن إلتِهَاب رِئَوِي حَاد فالمخزُون مِن سَقفِه لِأخمَص أرضِه مُشبَّع بأبخِرة السَّجائِر النَّتِنة

يضَع مُلصَّق رَمزٍ تَعبيرِي لِوَجْه أصفَر سعِيد دَاخِل لسَانِه

يُلطَّخ شِفاهَه بالدَّم الذِي سَال مِن أنفِه يُفرِّكها بِأصَابعِه علَى شكْل دَوائِر

وذَلِك الأخِير الذِي يُعانِي مِن إحتِقَان الأنْف وجلَب معَه مِرهَم مُستطيلِي يَستنشِقه كَي يُخفِّف مِن حِدَّة الإحتِقَان

مُدبّر المَكائِد.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن