- 01-

347 39 46
                                    

'لقد ولدنا في ضوء القمر '

-فتىٰ القمر-

- - -

بعض اللقطات بحياتنا العادية إن حُمِلت بمنظور آخر لربما تكون من أعظم نِعم حياتك..

الهواء وكيف تشعر بمداعاباته اللطيفة لوجهك.

الطيور وسرور يصحب زقزقتها فيتدفق لخلايا قلبك .

ضوء الشمس ومساعدته بالضوء لكل ما يطلب منه الإنارة..

كل تلك الأفكار تزاحمتْ بعقل چيريونغ راسمةً ابتسامة لطيفة علىٰ ثغرها لتغلق عينيها بامتنان لكل ما وصلت إليه الآن..

فها هي تنتقل لشقة مستقلة تمامًا تبدأ بها حياتها بعيدًا عن كل ما يؤرقها كفتاة بالغة مستقلة بذاتها..

توقفت السيارة أمام المنزل الجديد والذي انتهتْ من إعداد الأساسيات به قبل عدة أيام..

ترجلتْ من السيارة تطالع ثمرة اجتهادها وصبرها مبتسمة بفخر ليخرجها سائق الأجرة من شرودها بضغطِه علىٰ البوق مطولًا..

انتبهتْ عاقدة حاجبيها لإزعاجه والتفتَتْ تخرج حقائبها وتنقده أجره لتغادرها سيارته فعادت هي لتأمل منزلها قبل ان تأخذها خطواتها نحو الداخل..

زوج من الأعين غادرت الكتاب التي تتصفحه تطالع الشرفة حيث تقف جارته الجديدة أمام منزلها البسيط، ملامحه الساكنة لم تتغير وكذا اتجاه تحديقه.. حيث تقف هي..

عاد لكتابه يطالع محتواه باهتمام دالفًا شرنقته من جديد.

- - -

ألقتْ بجسدها علىٰ الفراش بعد الكثير من الترتيبات والتنظيفات المنزلية، هي بحاجه للاستحمام الآن والنزول للتبضع  فهي لم تتناول شيء حتىٰ الآن..

نظرتْ للساعة لتجدها الحادية عشر مساءً فنهضت سريعًا للاستحمام وترددت قليلًا ..

هل تخرج الآن بهذا الوقت المتأخر؟..

« الحي آمن كما قال بائع هذه الشقة، سأذهب. »

ارتدتْ معطفها وغادرتْ منزلها لتجد الشارع ساكن تمامًا من أي مخلوق فعادت عدة خطوات للخلف بخوف..

كادتْ تفتح باب المنزل لكنها توقفتْ هامسة لذاتها

« هذه ضريبة الاستقلال فلكل ثمنه، أنت بالتأكيد لن تنامي جائعة بعد كل المجهود الذي بذلتينه، سنعود سريعًا! »

تركتْ المقبض والتفتَتْ ذاهبة نحو أقرب متجر لشراء بعض الطعام سريع التحضير وعادتْ بخطوات سريعة خائفة فهي بالنهاية لازالتْ فتاة بسيطة في حي هادئ لا ينيره سوى ضوء البدر..

تلتفت بين الحين والآخر خلفها مع وتيرتها السريعة بالسير حتىٰ اصطدمت بصدر صلب لترتد للخلف بهلع صائحة

« أنا آسفة ، أرجوك لا تؤذيني! »

رفعتْ عينيها صوب عينيه ليطالعها بنظراته الهادئة دون إجابة فاستغلت فرصتها تغادر موقعه ثم دلفتْ للمنزل بسرعة تُنَظم اضطراب أنفاسها الهائجة ثم همستْ بتقطع

« إياك وإعادة الكرة چيرو! »

خلعتْ معطفها بهدوء ثم توجهتْ للمطبخ تعد طعامها وتتناوله بهدوء بينما تتصفح هاتفها بملل، انتهتْ لتجلي الصحون وتذهب لفراشها بعد يوم طويل متعب لجسدها وعقلها..

نظرتْ من شرفتها لتغلق ستارها فوجدتْ صاحب الصدر الصلب لازال بالخارج لكن هذه المرة هو يطالع القمر فقط في هدوء..

تطرفتْ بنظرها تطالع ماحوله عساها تجد ما يشغله لكنه لا يفعل أي شيء سوى تأمل القمر والقمر فقط..

سَحبتْ الستار تغلقها وخلدتْ للنوم..

MOONCHILD || فتىٰ القْمرِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن