-02-

157 32 58
                                    

" نحن نحتاج سماء الليل أكثر من أي شيء آخر.. "

- فتى القمر -

- - -

استيقظت باكرًا تتجهز للذهاب للعمل فلا راحة لها الآن،  هي للتو بدأت حياتها.

في الحافلة حيث ازدحام البشر ، تطالع وجوه البشر حولها كلُ وجهٍ يحكي قصته.

هنا الصديقة تشاور صديقتها ويبدو عليها السعادة.. ربما تخبرها عن موافقة والديها علىٰ حلم ما ولربما تخبرها بمبادلة من تحب ذات المشاعر..

هنا شارد الذهن يطالع الطريق بفراغ خارجي لكن لا أحد يعلم ما يدور في عقله، ربما  تفكير زائد في حمل فاق طاقته ، ربما يمنح عقله بعض الراحة بتأمل الطريق فقط والشرود لكن زفرته الطويلة أعطتها الإجابة..

هو يحاول التخلص من أفكاره متناسيًا أن التفكير في عدم التفكير بحد ذاته تفكير..

توقفت الحافلة عند محطتها لتَخْرج من تأملها حيث الشركة التي تعمل بها..

رأسها يكاد ينفجر من كثرة الأكواد البرمجية أمامها في محاولات بائسة لإخراج ما يعيق تفعيل البرنامج..

اقتربت منها أحد صديقاتها تضع لها كوبًا من المشروب الدافئ جوارها يرخي أعصابها فنظرت لها بامتنان شاكرة ثم عادت لمتابعة عملها..

هذه الأفعال البسيطة تبعث دفئًا خاصًا للأفئدة، وربما هذا اللطف هو ما ساعدها علىٰ سرعة إيجاد هذه الأخطاء..

في طريق عودتها توقفت عند البقالة قرب منزلها لشراء ما تحتاج فإذا بها تجده مجددًا يتبضع بالكثير من الأشياء فاختارتْ ما تريد ووقفتْ خلفه تنتظر دورها بعده..

طال انتظارها لكثرة ما يبتاع فشعرت بالضجر لتردف

« أنا فقط أبتعت بعض الأشياء! لما لا أحاسب أولًا.. »

انتقلت نظرات البائع نحوها ولحسن حظها لم يسمعها القابع أمامها بوضوح فلم يلتفت لذا تابع البائع محاسبته لتتنهد بضيق ضاممة ذراعيها لصدرها حتىٰ انتهىٰ اخيرًا جارها من حاجته وغادر..

أخذ البائع يحسب حاجتها ليتساءل ببعض الفضول

« هل أنتِ جديدة في الحي؟ »

« هل هو واضح للغاية؟ »

« عدم معرفتك للسيد كيم توضح ذلك. »

« هل اسمه كيم؟ »

« هذا اسم العائلة.. لا أحد يعرف اسمه الشخصي. »

« ولمَ يجدر بي معرفته؟ هل هو مَعْلَم أثري أو ما شابه؟ »

«هو فقط غريب الأطوار.. لكن لحسن الحظ هو نادر الظهور.. »

انتهىٰ من لملمة أغراضها في الاكياس ليردف بابتسامته المربعية

« أين تسكنين، آنستي؟ »

سردت له العنوان ليفغر فاه قائلًا

« أنت جارته! يا إلهي! »

« يبدو ذلك، لمَ تسأل علىٰ العنوان؟ »

« سيقوم عامل التوصيل بتوصيل أغراضك مجانًا لأنك جارتنا الجديدة! »

ابتسمت چيريونغ للطافته وبدا لها صغير السن قليلًا  فسألته

« ما اسمك؟ »

« تايهيونغ.. كيم تايهيونغ آنستي! »

« تبدو صغيرًا.. شكرًا للطفك! »

ابتسامته المربعية ازدادتْ لينحني لها بخفة ثم غادرتْ مع عامل التوصيل حتىٰ المنزل ورغم مجانية التوصيل هي نقدته بعض البقشيش.

كعادتها صنعت طعامها وجلستْ تتناوله ولا تفعل أي شيء سوىٰ تقضية الوقت والقضاء علىٰ مللها، اقترب موعد نومها فتوجهت لغرفة نومها وكادتْ تغلق الستائر فوجدته مجددًا يجلس بذات الهيئة ينظر للقمر..

« ما المثير حقًا في النظر للقمر؟ »

تساءلتْ ببعض التعجب لتتخذ من الأرض مجلسًا وتركت شرفتها مفتوحة تطل علىٰ القمر..

تحاكي فعلته البسيطة لاكتشاف ما يراه من خلال جَلسة كتلك..

تثاؤب عميق فارق ثغرها لتستقيم تنظر نحوه حيث يجلس قائلة

« يبدو أنك حقًا غريب الأطوار.. »

ثم أغلقت ستارها وذهبت للنوم بينما هو ظل يطالع القمر بأعين متلألأة مليئة بالمشاعر يقصص عليه حكاياته .

هي بالرغم من قراءتها لكل الأوجه عجزت عن قراءة خاصته وما ترويه ملامحه من حكايات..

MOONCHILD || فتىٰ القْمرِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن