-03-

150 28 53
                                    

'في الحقيقةِ أنتَ تعلم أنَّ هذا قدرنا '

- فتىٰ القمر-

- - -

باليوم التالي خصصت وقتًا أطول لمراقبة القمر كما يفعل، ما يثيره نحو القمر يحرك فضولها لكن لسوء حظها لم تتمكن من فهم ما يجعله يظل ساكنًا لكثير من الوقت قد يصل لأربع ساعات بلا حركة ساكن الجثمان فقط يتأمل القمر..

في النهاية هي قررت تجاهل الأمر ليس وكأنه سيفيد بشيء في كل الأحوال..

مرت عدة أيام لم تلمح طيفه في الأرجاء خلالها. خارجيًا هي لا تهتم لكن داخليًا هو حقًا يثير فضولها..

تذهب يوميًا حيث متجر تايهيونغ وتجعله يتحدث أمامها عنه بطرق غير مباشرة لكن تايهيونغ رغم صغر سنه مقارنة بها هو فطن لما تريد فكان يزودها بأكثر مما تطلب فالفضول كان صفة تشارك كلاهما بها..

بمساء اليوم هي قررت سؤاله إذ أنه لا يظهر تقريبا سوىٰ بالليل حيث يختفي البشر ولا يتبقىٰ سواه وقمره..

انتظرتْ خروجه يومها من شرفتها لترتدي معطفها وتخرج بعده بقليل حيث يمكث وحده.

علىٰ بُعد بَعض خطوات منه اتخذتْ مجلسها.. هي تحترم خصوصيته ومساحته الشخصية في النهاية..

ضمت ساقيها لصدرها في هدوء تراقب القمر وقد راق لها الأمر كثيرًا.. 

تأمل القمر من هذا الموقع يختلف كثيرًا عن تأمله من المنزل بينما هي شاردة في تحديقها نحو القمر والالتفات نحوه بين الحين والآخر شعرتْ بلدغة بغتة في طرف ساقها لتنظر نحوها وتجد أفعىٰ صغيرة حول ساقها فصرختْ بقوة خائفة لا تدري ماذا تفعل بتلك الأفعىٰ حول ساقها..

وهذا القابع أمامها لا حياة لمن تنادي في عالم آخر..

« يا هذا ساعدني! »

لا إجابة بحثت عن حجارة قريبة منها لتلقها علىٰ ظهره فالتفتَ يعتري ملامحه الغضب ليرىٰ وجهها الباكي وإشارتها نحو ساقها فهرع إليها سريعًا يمسك الأفعىٰ من رأسها بطريقة ما محررًا ساقها من براثنها ثم نهض بها ملتقطًا حجارة كبيرة وقتلها بها..

عاد أدراجه نحو تلك الفتاة متفقدًا ساقها ليجدها لازالت تبكي كما هي وبعض الدماء يسيل من ساقها فاقترب بفمه نحو الجرح يسحب دماءها الملوثة بفمه ويبصقها بعيدًا ثم نهض لإحضار إسعافاته الأولية من منزله وجلس أمامها ناظرًا لساقها يضمدها ويطهرها

« لم أكن أدري أن هناك أفاعي بهذه المنطقة!  هل سأموت؟!  لازلت صغيرة بعد! »

لم يرفع نظره عن ساقيها ويبدو عليه التركيز الشديد فيما يفعل فشعرت بالضيق..

هل حقًا يتجاهلها؟!

« ياااه هل سأموت! »

بنبرة أعلىٰ تحدثت لكنه لم يلتفت فنغزت كتفه بسبابتها فرفع رأسه نحوها قائلًا بصوت عميق به قليل التلعثم

« هل تناديني؟ »

« أنا أتحدث معك منذ الكثير ! كيف لم تسمعني! »

راقب حركة شفتيها بتمعن هادئ لتعقد حاجبيها قائلة

« هل أنتَ متحرش؟! »

« ماذا تريدين؟ »

« هل سأموت؟ »

« نعم.. »

هو راقب هلعها واستمتع بإضافة المزيد منه

« كيف للثعابين أن تكون بهذه المنطقة النظيفة! »

« يوجد منزل مهجور في هذا الحي  يسكنه الكثير من هذه الخبائث.. »

« لن أموت صحيح؟.. »

انتهىٰ من لف القماشة حول ساقها وتركها تثرثر خلفه، هو بكل الأحوال لا يسمعها بوضوح فأخذت تهرول خلفه توقفه فالتفت لها قائلًا بنبرة ضجرة

« ماذا تريدين؟! »

« شكرًا لك.. »

لم يتمكن من اللحاق بشفتيها وقراءتها فاستفهم عن قولها لتعيده مرة أخرىٰ مع تحديقاته نحو شفتيها لتنقلب انفعالاتها من الشكر للغضب تضرب كتفه بقبضتها الصغيرة

« أنت حقًا متحرش! »

ثم التفتتْ تغادره ليتأفف بضيق لما نعتته به لكن هو لا يهتم بالتوضيح، فلتظن ما تشاء..

توجه هو للجلوس مرة أخرىٰ بعد رحيلها ليجد بعدها كف تحط علىٰ كتفه فالتفت لها

« ما اسمك؟ »

ناظرها من رأسها لأخمص قدميها  ثم أردف

« لا شأن لك.. »

شعرت بالإحراج فغادرت موقعه عائدة للمنزل..

تحسستْ الضمادة بأناملها قائلة

« لقد أنقذني ... لكنه يظل متحرشًا.. »

ذهبت حيث تقف عادة قبل النوم حيث نافذتها تطالع ظهره فتنهدت تنقل نظرها نحو الستائر لتهم بإغلاقها..

عادت بنظرها نحوه ريثما تسحب الستار لتجد عينيه تطالعها..

كانت هي أول من سرق انتباهه من القمر.. .

MOONCHILD || فتىٰ القْمرِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن