- 05-

147 28 68
                                    

" الذين جمعوا أشواكهم يكشفون عن جمالهم، بالتأكيد سينظر أحدهم لأشواكك.. "

-فتى القمر-

- - -

بالعاشرة مساءً من كل ليلة كان يجتمع كلاهما يتشاركان بعض الكتب والاقتباسات المفضلة وتشاركه جيريونغ بأغانيها المفضلة ، كان يستمتع بقضاء الوقت رفقتها كثيرًا وإعجابهما يتزايد نحو الآخر دون أن يدركا ذلك..

لأول مرة هو يجد أحدهم يحمل أفكارًا متقاربة لخاصته وذوقًا مشابه لخاصته..

« أنا أعمل في البرمجة.. تخرجت منذ عامين ، ماذا عنك؟ »

« أنا تخرجت من الهندسة لكن لا أجد بها راحتي.. ظللت شاردًا لعامين من تخرجي حتى وجدتني أنكب على الأوراق وبعض الأقلام أقرأ وأدون أفكاري فأجد كتابًا يكتب..
لذا يمكنك القول بأني كاتب غير معروف الهوية بعد.. »

أوه مندهشة غادرت ثغرها لتبتسم باتساع قائلة

« هل قمت بنشر شيء منهم؟ »

« لا ليس بعد، لم أُطْلِع أحدًا عليهم من قبل.. »

« آمل حقًا أن تفعل ذلك يومًا ما..إذًا من أين تكتسب قوت يومك؟ »

« أنا لم أجد راحتي بالهندسة لكن هذا لا يعني أنني تركتها تمامًا.. أنا أعمل من المنزل . »

« لمَ؟ »

« حالتي الصحية لا تسمح لي بالخروج كثيرًا..»

« هل هو داء خطير؟ »

ضحك بخفة قائلًا

« هل حقًا لم تلاحظي الأمر بعد ولازلتِ تظنين نظري لشفتيك تحرشًا؟ »

شعرت وكأن دلو ماء انسكب علىٰ رأسها فطالبت ببعض التوضيح فقال لها بلغة الإشارة

« أنا أصم جيريونغ..
لدي ضعف قوي بالسمع ولا أتمكن من سماع الكثير..»

نظرتْ له مطولًا بينما لم تفهم هي حديثه فضحك لمنظرها وترجم حديثه لما تفهم لتلين نظراتها قليلًا فضيق عينيه قائلًا

« هل هذه النظرات نابعة من شفقة؟ »

« لا.. إطلاقًا.
كيف لهم أن يحكموا عليك بهذه القسوة! »

« لم أعد أهتم وهذا ما يهم.. »

« إذًا ماذا عن المقاطع التي كنا نستمع لها سويًا؟.. »

ضحك بتوتر ثم قال لها

« أممم في الواقع.. أنا كنت.. أعني..
حسنًا لم استمع لهم معك وقتها لكن استمعت لهم فيما بعد أقسم!
واعتراف آخر، كثرة الموسيقى تؤلم أذني فلم أستطع سماعهم جميعًا.. لا تحزني همم؟ »

ابتسمت وقالت

« لم أحزن بالطبع.. إذًا ألن تخبرني باسمك بعد؟ »

بتذمر لطيف ختمت حديثها ليبتسم قائلًا

« نامچون.. اسمي هو كيم نامچون. »

- - -

في اليوم الموالي هي عكفت علىٰ الحاسوب تتعلم لغة الإشارة...

ترغب بتحضير مفاجأة لطيفة له..

بالعاشرة مساءً بعد أن قدم كلاهما ليتشاركا المجلس بالليل أمام ضوء القمر نظرت نحوه فجأة ثم قالت

« لدي مفاجأة لك! »

ابتسم بهدوء مظهرًا غمازتين لطيفتين جوار ثغره فاستقامت تحاكي بلغة إشارة مبعثرة نظرًا لعدم تعلمها الجيد

« أنتَ الوحيد الذي يعطيني الراحة أكثر من أي شيء.. »

ابتسامته اتسعت يطالع لطافتها في التعبير عما تريد بلغة الإشارة فاستقام متجهًا نحوها يطالع عينيها بهدوء قبل أن يردف بصوت عميق خافت جوار اذنها

« تعرفين .. أنا أفضل مراقبة شفتيك عن لغة الإشارة.. »

لامس بإبهامه ثغرها بخفة ثم ابتعد تاركها في حيرة وارتباك من أمرها..

لِمَ تشعر بهذا السرب من الفراشات يحوم داخلها لمجرد كلمات بسيطة منه..
هل وقعت له؟..

التفت نامچون ليغادر المجلس باكرًا فذهبتْ نحوه تلحق به تُوقِفه فالتفت لها..

طالعت أعينه بهدوء تتأملهم لعدة لحظات فلم تتمكن من الحديث بينما ابتسامته الدافئة لازالت علىٰ ثغره بثبات .

اقتربت بغتة تجذبه نحوها تطبع قبلة رقيقة في زاوية فمه ..

فانتقلت الدهشة منها إليه..

هل هي ايضًا تشعر ذات المشاعر؟...

- - -

تلك العيون آثمة، مُسكِرة، غاوية، تفتعل الأفاعيل بقلبي دون خجل؛ تحرقني، تلهب نسيم الليل علىٰ جسدي، تنثر ثقوب سوداء في قلبي تبتلعني اثر تحديقة منك.

- هاديس -

MOONCHILD || فتىٰ القْمرِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن