الفصل الرابع

440 36 5
                                    

و بسرعة وقفت غابي من مكانها حتى تحضر لليفاي الملعقة من على الأرض لكن صوت ميكاسا أوقفها حين قالت: يمكنك أن تحضر المعلقة بنفسك، أنت لا تحتاج إلى أي مساعده، صحيح؟

رد ليفاي بسخرية: يمكنني إحضارها، لست في حاجة للمساعده
انحنى بجسده الهزيل إلى الأرض حتى يحضر المعلقة، لم تكن سوى لحظات حتى تمكن من رفع الملعقة من على الأرض ثم وضعها على الطاولة
.
عادت غابي إلى مكانها و جلست بهدوء و عينها لاتزال مُعلقة على ميكاسا. حيث أنها كانت تشعر بالغضب من ميكاسا
.
قالت ميكاسا بعد أن أنهت طعامها: سوف أذهب الآن، حتى لا اتأخر على عملي في المشفى، و بعد الظهر لدي عمل تطوعي في دار الأيتام، سوف أحاول أن لا اتأخر في العودة للمنزل
.
أخذت حقيبتها التي كانت على الكرسي، ثم قالت و هي تنظر إلى غابي: غابي، لقد قمت بتحضير بعض الارز و الحساء للغداء فقط يجب عليكِ تسخينه. حسناً، سوف اغادر الآن أراكم في المساء
.
لم تنطق غابي بأي كلمة أما ليفاي كان يأكل بصمت، خرجت ميكاسا من المنزل ثم أغلقت الباب خلفه
.
و

فجأة خرجت غابي بسرعة خلف ميكاسا تاركه ليفاي وحيداً.

لحقت غابي بميكاسا حيث أنها لم تكن قد ابتعد كثيراً عن المنزل. مشت غابي بسرعة حتى تتمكن من الوصول إلى ميكاسا ثم وقفت أمامها و قالت لها: لماذا فعلتِ هذا؟
توقفت ميكاسا في مكانها و قالت بتعجب: ما الذي فعلته؟

ردت غابي بصوت يدل على الغضب: لماذا لم تساعدي ليفاي؟

لم تنطق بأي كلمة للحظة حتى تدرك ما الذي تقصده غابي ثم قالت: تقصدين الملعقة؟
ردت بصوت عالي: نعم، هو يحتاج إلى مساعدة
.
وضعت ميكاسا يدها على كتف غابي وقالت: أنه لا يحب هذا
.
نظرت غابي إلى ميكاسا و الدموع في عينيها حيث أنها لم تستطيع كتم الحزن و الغضب و قالت: ماذا
!
تنهدت ميكاسا ثم نظرت إلى الساعة التي في معصمها و قالت: سوف أتأخر، سأتحدث لكِ في المساء
.
غادرت ميكاسا و هي تلوح بيدها، وظلت غابي واقفة في مكانها تمسح دموعها
.

في المساء عادت ميكاسا إلى المنزل، و هي في طريقها رأت المنزل مُضاء بشكل لم تعهد من قبل.
فهي معتادة على مظهر المنزل الموحش، لكن هذه المرة كان الأمر مختلف
.
فتحت الباب و دخلت إلى المنزل بهدوء، كان ليفاي يجلس أمام طاولة الطعام و معه بعض الرسائل التي يقرأها
.
اقتربت ميكاسا منه ثم قالت: ما تفعل؟

رفع رأسه ثم نظر إليها و قال: لقد وصلتي! لم أشعر بوجودك
.
ردت عليه: من المؤكد أنك لن تشعر بي لأنك كنت مشغول بالقراءة، لكن أنت لم تجب على سؤال ما هذه الرسائل؟

وضع الورقة التي كانت في يده و قال: إنها رسالة من فالكو
.
ثم قال و هو يمسك بعض الرسائل في يده: هذه لكِ
.
لاحظ ليفاي أن الابتسامة التي كانت على وجهها قد اختفت عندما رأت الرسائل التي تخصها
.
تناولت ميكاسا الرسائل و بدأت بتقلبها ثم وضعت رسالة على الطاولة اما باقي رسائل قامت برميها في موقد الطبخ حتى تبتلعها النار. و هي تقف أمام الموقد تنظر إلى رسائل تتحول إلى رماد كما لو أنها تريد أن تتأكد بأن هذه الرسائل لم يعد لديها أي آثر
.

قاطع صوت غابي شرود ميكاسا حين قالت: لقد عودت في الوقت المناسب.
نظرت ميكاسا إلى غابي ثم قالت: نعم، لقد عدت قبل قليل. ثم سألت: كيف كان الغداء؟

اشاحت غابي نظرها ثم قالت: سيئ، لقد احترق علي الطعام
.
قالت ميكاسا بدهشة: لم تأكلوا شيئاً منذ الصباح
!
ردت غابي بإرتباك: لا، لقد تناولنا بعض الفواكة و أيضا قام ليفاي بتحضير عجة البيض
.
عندما قالت غابي أن ليفاي قام بصنع العجة لهم على الغداء
.
ابتسمت ميكاسا بعد سماع ذلك، لأن هذا أعاد لها بعض الذكريات ، بعد إحداى الحملات الاستكشافية أصيبت هانجي بإصابة ليست ببليغة، و كانت ميكاسا تعتني بها
.
و فجأة دخل ليفاي غرفة هانجي و هو يحمل صينية فيها طبق من عجة البيض التي أعدها و كأس من العصير، ثم وضعها على الطاولة أمام هانجي
.
قال بصوت هادئ: يجب عليكِ أن تأكلي جيد حتى تستعيدين صحتكِ
.
ارتسمت ابتسامة على وجهه هانجي و قالت: لقد أعد لي الطعام الذي أحبه
.
نظر ليفاي لهانجي بطرف عينه ثم قال: لأن هذا الطعام الوحيد الذي يمكنني إعداده
.
ردت هانجي و هي تأكل و الطعام في فمها: لا يهم، الأهم هو أن عزيزي ليفاي قام بإعداد الطعام لي
.
رد ليفاي عليها و هو في طريقه للخروج من الغرفة: يجب عليكِ أن لا تتحديث و الطعام في فمكِ هذا مقرف
.
و ثم خرج من الغرفة. و كانت ميكاسا تحاول أن تسيطر على نفسها حتى لا تضحك
.
نظرت إليها هانجي ثم قالت بعد أن بلعت الطعام: أن غير معتاد على المدح. ثم ضحكت و أكملت قائلة: أن ليفاي طيب و يهتم لمن حوله لكنه لا يحب إظهار ذلك
.
ردت ميكاسا: أن يهتم بكِ كثير
.
ردت هانجي بعد أن أنهت كأس العصير: نعم، و يهتم بكم أيضا
.
أعاد صوت غابي ميكاسا إلى حاضرها عندما قالت: هل يمكنني التحدث معكِ بعد العشاء؟

أسيرة الماضي (Rivamika)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن