و إذا بأحدهم يقول: لقد مر وقت طويل، ميكاسا.
لقد بدى الصوت مألوفاً لميكاسا، رفعت المصباح إلى الأعلى حتى ترى من هناك.
لقد كانت فتاة شابة و بشعر طويل ، ظلت ميكاسا تحدق بها ،للحظة شعرت كما لو أن هذه الفتاة التي أمامها تبدو مثل أيرين. صعدت ميكاسا الدرج و اقترب من الفتاة و قالت: غابي! هل هذه أنتِ؟
ظهر ابتسامة لطيفة على وجه غابي و اقتربت من ميكاسا و عانقتها. و قالت: ميكاسا، لقد اشتقت إليكِ.
شعرت ميكاسا ببعض الغرابة فقد مر وقت طويل منذ آخر مرة حصلت فيها على عناق و لم تعد تذكر متى كانت آخر مرة شعرت بهذا الشعور.
بادلتها ميكاسا العناق و شعرت بأنها كانت تحتاج هذا العناق منذ وقت طويل حتى يساعدها على الاستمرار.
نظرت ميكاسا إلى غابي بعد أن مسحت دموعها، و قالت: متى وصلتي؟ و لماذا لم تخبريني بقدومكِ؟
ضحكت غابي و هي تنزل إلى الطابق الأرضي مع ميكاسا، ثم قالت: لقد أرسلت رسالة إلى آرمين، ألم تصل لكِ رسالة منه؟
هزت ميكاسا رأسها بالنفي، ثم قالت: أين القائد؟
ردت غابي: تقصدين ليفاي؟ سوف يصل غداً مع فالكو. في الحقيقة كنت أريد أن أتحدث معكِ على انفراد قبل قدوم ليفاي.
ظهرت علامات الاستغراب على وجه ميكاسا، وضعت المصباح على الطاولة ثم سحبت الكرسي و قالت: تفضلي بالجلوس، سوف أُحضر بعض الشاي، فكما يبدو لي بأنه موضوع مهم.احتست غابي رشفة من الشاي ثم قالت: هل لديكِ فكرة عن وضع ليفاي الحالي؟
وضعت ميكاسا الفنجان على الطاولة ثم قالت: لم يخبرني آرمين الكثير، فلقد قال لي أنه بحاجة إلى علاج فيزيائي حتى يتمكن من المشي جيداً ، و أيضا أنه يريد زراعة اصابع له.
تنهدت غابي ثم قالت: في الواقع، حالته في الآونه الأخيرة أصبحت سيئة، لكنني لم أُخبر آرمين بذلك.
ثم أخذت رشفة من فنجان الشاي لترطيب حلقها و أكملت: أنه مصاب بالأرق و خسر الكثير من الوزن. و يقضي أغلب وقته وحيداُ في غرفته و نادراً ما يأكل، كان دائماً يقول بأنه لا يشتهي الطعام، لكنه يشرب الشاي طوال الوقت.
و مزاجه متقلب، حاولت التحدث معه من أجل أن يهتم بصحته، لكنه يفقد أعصابه عندما أطلب منه ذلك.
كانت ميكاسا تنصت بإهتمام لحديث غابي، ثم أمسكت يد غابي و اقتربت منها و قالت: لم يكن لدي فكرة أن حالته بهذا السوء، لكن لا تقلقي. فلقد كان في السابق مصاب بالأرق حتى أن هانجي أخبرتني بذلك.
ظهرت نظرت قلق على وجه غابي و قالت: لكن...
ابتسمت ميكاسا و هي تربت على يد غابي: لا تقلقي، سوف اساعده كي تعود له صحته. أليس ذلك هو سبب قدومكم إلى بارادايس؟-----
استيقظت غابي بسبب الأصوات القادمة من الطابق الأرضي، فلقد كانت هناك الكثير من الحركة في الأسفل. حاولت العودة إلى النوم لكن لم تستطيع.
لأنها لم تستطع العودة للنوم قرارت النزول إلى الطابق الأرضي بعد أن غيرت ملابسها.
لقد كان المكان نظيف و على طاولة الطعام أبريق الشاي و ثلاث فناجين. صحيح أنها ليلة البارحة شربت الشاي مع ميكاسا و لكن لماذا يوجد ثلاث فناجين. تبادر هذا السؤال إلى ذهنها.
نظرت حولها إذا بها تلاحظ أن هناك حقائب أمام باب الغرفة التي في الطابق الأرضي.و لكن لم يكن هناك أحد في المكان، ثم فُتح الباب الخلفي للمنزل و إذا بميكاسا تدخل. وقفت ميكاسا عند الباب بعد أن تركت الباب خلفها مفتوح.
كان يبدو بأنه هناك شخص سوف يدخل بعدها.
نظرت ميكاسا إلى غابي و الابتسامة في وجهها ثم قالت: صباح الخير، هل نمتي جيداً؟
هزت غابي رأسها ثم أجابت: نعم، لقد نمت جيداً.
و بعد لحظات سمعت خطوات و إذا به ليفاي يدخل المنزل كان يقف خلف ميكاسا.
لقد بدى هزيل الجسد كما لو أنه لم يأكل منذ قرون و كان يمشي يبتثاقل و معه عكازه تساعدة على المشي.
ظلت غابي تحدق به دون أن تقول شيء حيث أنها شعرت بأنه يبدو أسوء مما كان عليه عندما تركته قبل أسبوع.
و إذا به يقول لها بصوت رخيم: صباح الخير غابي.
لم تستطيع الرد غابي فقط ظلت تحدق به، و لاحظت بأنه بدى مختلفاً عندما بدأ بالحديث إلى ميكاسا حيث أنه كانت ملامح وجهه هادئة و ارتسمت ابتسامة خفيفة على وجهه.
شعرت غابي بالضيق، لماذا لم ترى هذا الابتسامة من قبل على وجه ليفاي، ما هو المميز في ميكاسا؟
ظلت غابي تقف في مكانه دون حراك حيث أنها كانت تسبح في أفكارها.
و إذا بصوت ميكاسا يخرج غابي من عالمها الخاص. عندما قالت: غابي، إلا تريدين أن تأكلي؟ فالفطور جاهز.
ردت غابي بعد أن لاحظت بأن ليفاي يجلس على طاولة الطعام: ليفاي، سوف تأكل!
لم يرد عليها ثم ردت ميكاسا: نعم سوف يأكل. سحبت ميكاسا كرسي ثم أكملت: و أنتِ أيضاً تعالي إجلسي هنا.
جلست غابي لقد كانت ميكاسا تجلس بجانبها على رأس الطاولة و ليفاي يجلس أمامها.
كانت غابي تحدق في ميكاسا التي كانت تأكل بهدوء، و فجأة تقع الملعقة من يد ليفاي.
و لم تظهر ميكاسا أي اهتمام فقد كانت تأكل، و لم تقوم بمساعدة ليفاي.
و بسرعة وقفت غابي من مكانها حتى تحضر لليفاي الملعقة من على الأرض لكن صوت ميكاسا أوقفها حين قالت: يمكنك أن تحضر المعلقة بنفسك أنت لا تحتاج إلى أي مساعده، صحيح؟
أنت تقرأ
أسيرة الماضي (Rivamika)
Roman d'amourانتهت الحرب و لا تزال ميكاسا تعيش على ذكرى أيرين. و ليفاي يقرر العودة إلى بارادايس للعلاج، فتطلب غابي المساعدة من آرمين لأنها لن تتمكن البقاء في بارادايس و العناية بليفاي فيقترح عليها أن يسكن ليفاي مع ميكاسا. و لكن هل سوف توافق ميكاسا؟ التصنيف: روم...