مدينّة الوِحده؛ ١

28 6 13
                                    

بارّيس؛ ١٩٢٢.
جِ.

ومّا حلَّ بكِ يا بلدِ الحُبِّ.
يا بلدِ العاشقّين، اهاتّهِ أنتِ؟

عَلّى مرِ القرون لُقِبّت بارّيس بِ مدينّة العاشقين، فَ مَن أحبَ يُحِب فِي بَارّيس، يُشارك شرِيكّه القهوه المُرّه صبَاحًا جانِب الخُبزِ الطازج على أنغامِ موسيقّى الجاز الكلاسِيكّيه، أتسائلُ مَا حدّث لكِ سنّوات غيابّي لتُسمّي بِ مدينّة الوِحده، كَم فؤادٌ يُكسر شاهدتِهُ، كَم لقصة حُبٍ أخمدتِهّا.

أخذتُ أجولَ البلدّه ناظِرٌ بِ عُمقٍ إلى كُل عينٍ مَارّه، ما تحمُل مِن همٍ وألمٍ؛ غمٍ ونَدم.

ولآسّى الحُبِ نحنُ ندفعُ أثمانِه دِماءً،
أكُلُنّا هُنا لأجلِ نسيانِ حُبٌ مَا اقسمنًّا عَلى دفنهِ معنّا إلي المماتِ؟

الذين وقِعُوا فِي الحُب، وقعوا مِنهُ ايضًّا.

أنَاسٍ وحيدّين يسيرون تائهّين، لا آرّي أي ثُنائّي بِ الطُرُقّات، فَقط أجسادٍ غائِمّه للهمِ حاملّه،
أجسادٍ لا روحَ فيها، ك فُخارٌ بارِدٌ ينتظِرُ يدٍ دافِئّه تملأُه.

مَا بكِ يا بارّيس أصبحتِ بارِدةٌ خامِدّة، ثقيلةٌ على الروحِ هواءُكِ بالٍ.

أخذتُ كوبَ قهوتّي جالِسٌ أسفلَ شجرةٌ، لكِن تلكَ المرةٍ انا وفَقط، لا يُشارِكُني شريك قهوةً مُرّه ولا موسيقيةٌ حُلّوه، لا عناقٌ دافِيء ولا أحادِيثُ.

أخرجتُ أقلامّي الحبرّيه لأُدوِّن ما رآيتَ لِساعاتّي الأولّى بِ مدينّة الوِحدّه.

وضعتُ نظارتّي الدائِريه وارتشفتُ قهوتّي، إنتصتتُ إلى ألحانِ الطيور العازِفّه، لا يُسمع بِها إلا أصواتِ مُداعبة الهواءِ لِأوراقِ الأشجار، وكُلٌ مِنُّنا أسفل شجرةٌ مَا.

أُدعّى جُونغكُوك، وهذّا يومّي الأول في مدينة الوِحده.
أيستطِيع المرءِ الهرُوبَ مِن حُبٍّ اقسمَ عَلّى دفنهِ وسطَ أضلعُهِ فِي قبرٍ لا يَسّع عَاشِقٌ؟.
-

-

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
Lonesome town. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن