مدِينّة الوِحده؛ ٥

13 5 9
                                    

١٩١١؛ دايجو.

لازلت أبحث عن الأيام الخالية من الألم،
الخالية من الشعور بالخيبة والندم ورمادية الايام وبؤسها، هناك حيث يمكنني أن أنام بِسلام.

إعتدتُ رؤيتُكِ بِ اليومِ مُدة لا تقِلُ عَن العشرِ ساعات، ف كُنتِ تأتين تُجالسين شقيقتّي وتمرحين معها كثيرًا؛ ايضًا كُنتِ تُصادقِين والدتي وتُساعديها في غيابِ عمتي وخالتي.

كُنتِ بينُنا دائمًا،
في كُل حينٌ وآخر أنتِ كُنتِ هُنا.

وحينما أخبرتُكِ أنَ ما مِن داعٍ إلى وجودكِ بينُنا ويجب عليكِ الدراسه أكثر فَ انتِ مِن المتفوقين بِ جامِعَتُنا، لكمتّي كتِفي لتقولي ان هذا اقلُ ما يُمكن تقديمَهُ لوالدّي.

لا ادري لِم خاب أملي؛ لكن ازعجتني الجُمله ف ظننتُ أنكِ ستقولين أنهُ اقلُ ما يُمكن تقديمَهُ لي انا.

كُنت أحرصُ على الدِراسه صباحًا ف قَد أهملتُ مِن دراستّي ما يكفّي، لآنتهّي وأذهب اعمّل في حرفة ابي التي تركُها مِن بعدهِ وكانت ورشة حِدادة.

إعتدتُ إستراق الأنظار إليكِ في الحديقه وأنتِ تروّين الزهور بينما تعتقدين انني أدرُس، ايضًا في بعضِ الأوقاتِ إعتدتي أنتِ تدريسّي.

مرَّت ثمانِ أشهُر مُنذ وفاة والدي، ولَم تغيبي عَن ناظرّي يومًا؛ بَل كُنتِ دائمَه الحضور على طاولة الفطور ثُم مُغادرة منزلّي حين ذهابّي إلى الورشّه.

إزدادت بنيتّي ضخامةٌ وأصبحت يدّاي دائمًا خشنة الملمس، رُغمَ كونّي فنانٌ انحتُ وأرسمُ اللوح الجميله وما كان ليومٍ أن اصبحتْ يدّاي بِها شائّب؛ اصبحت تِلك اليد المُمسكه بِ فُرشّاةِ الرسمِ دائمة الجروحِ والخشونّه.

إزدادَ الحملُ عَلى عاتِقّي فَ توًا أنهّت شقيقتّي مرحلةٌ مِن الثانويه لتنتقِل إلى المرحلةِ الآخيره، لَم اكُن أجمع الكثير مِن المالِ لشراءِ لها ملابِسٌ جديدة تتفاخر بِها لعامُها الجديد بالدِراسه، لَم أملُك حتّى أموالَ جامِعتّي
ف بِالكاد إبتعتُ إلى هانا كُتب دراستُها ودفعتُ إلى مدرستُهّا، كانت الأموال الّتي أجنيها لا تكفّي شيءٌ بتاتًا.

عمِلّت والدتّي على النسيج وقد ساعدتُها هيڤين كثيرًا فَ كانت تعرض القِطع الّتي تصنعُها والدتي على اصدِقائُها وتجني الأموال لها.

شعرتُ بِ قلة الحيله والحرجُ الدائم مِن هيڤين، اخذتُ اتجنّب رؤيتُها دائمًا أدرسُ بِ غُرفتّي لأنتهي واذهب إلى الورشة وأغفل هُناك حتّى لا تراني وانا عائِد.

فَقط إلى كيفَ آل بِنا الحالُ إلى اليومِ، آل جيون كانت العائِله الأكبر بِ القريه تعرف بِ تاريخُها بِ الحِداده والرُقّي، آل جيون مالكّون أكبرُ العقارات بِ القريه إلى كيف وصلتُ إلى هُنا انا، قَد ماتَ والّدي وماتَ معهُ سِر إحياء الورشّه.

Lonesome town. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن