مدِينّة الوِحده؛ ٤

18 6 41
                                    

دايجو؛ ١٩١٠م.

أدركتُ شيئًّا بَعد قُبلتُنا، أيقنتُ أن السُكر أصبح مالِحًا والعسل أصبح طالحًا والخُمر مُرًا تالِفًا؛ لأن لا شيء تَعلّى على نبيذيتكِ التي تُردي العاشِق ليكون ثملًا في بحور عذوبتِها وتائهًا.

بَقيتُ اتخبط في فِراشّي الليلَ بِ أكملهِ، ف كُلما ما تذكرتُ ملمس شفاهُكِ العذب وكيف تمسكتِ بِي كَ طِفلةٌ إحمرت وجنتّاي كَ مُراهِقٍ فِ المرحلّه المُتوسطّه.

وحين أشرقت الشمسِ أقمتُ جذعّي مِن السرير لسماعّي ضوضاءٌ بِ الأسفلِ وإستنتج رأسّي فورًا أنهُم بعض القرائب هُنا للإطمئنان، ويال السذاجه مَن مات والِدُنّا ف مِن أي للإطمئنان بابٌ لهذا المنزِل.

جففتُ شعري المُبلل بعد أخذي إلى حمامٍ بارِد وأدلفتُ إلى الأسفل مُهكم الملامِح ثقيلُ النفس لبُكائي بِ المِرحاض، ما أغربّي.

اتخبط ليلة وفاة والدي مِن قُبلة مِنكِ مُحرجًا بدلًا عن البُكاء عنهُ، وبالحتمِ هذا الحُب سيكون بدايتّي ونهايتّي.

أنزل الأدراج مُمسكٌ المنشفه لأُناظِر مَن بالأسفل، كانت تجلس عمتّي وخالتّي مَع والِدتي يُحاولون إلقاء النُكاتِ، اجل بالطبع فَ توفّى أزواجهُم مُنذ ما يُقارب عشر سنوات.

القيتُ التحيه عليهُم لأُبدل نظرّي إلى الطاوِله، لأراكِ جالِسةٌ ترسُمين مَع شقيقتي قليلًا علُكِ تُلهيلها.

كُنتِ تبتسمين بِ حنوٍ إليُها مِن حينٍ إلى آخر وتُبعثرين شعرُها وتُربتين عليُها، ولوهلةٍ شعرتُ بِ الغيرةِ.

حين وقعت عيناكِ على طريقّي إحمرت وجنتاكِ وتلعثمتّي بِ الكلِمات لتُديري وجهُكِ، إبتسمت بِ خفة لأشُق طريقّي إلى غُرفة الطعامِ أُحضر فطورًا إليهُم فَ لَم يكُن يفعل ذاك غير أبّي.

دقائِق وإستمعتُ إلى خالتّي توبِخُكِ أن تستقيمي وتُساعديني أنتِ وشقيقتي، لكنك رفضتي أن تُساعدني شقيقتي وأخبرتِها أنها رُبما مُتعبه ومُنهكّه، أخذتُ أُناظِر الطعامِ وأبتسم إلى كيف تتحدثين.

دقائِق وأدلفتي إلى غُرفة الطعام لتتحمحمي وترفُضين وضع عيناكِ بِ عينّاي، أردفتِ بِ هدوءٍ "بِ ماذّا أُساعدُكَ جيون؟" وأخبرتُكِ أنني بِ الفعلِ إنتهيت وأن تُحضرّي فَقط طاولة الطعام بِ الحديقّه.

في الواقِع لَم أنتهي بعد لكنني لا أُريد تواجُدنا فِي مكانٍ واحِد بِ الفعل الأن لكي لا تشعُري بِ الحرج.

خرجتُ أُجفف يدّاي وأخبُركِ أن تنقِلّي الصحونِ إلى الخارِج لأذهب أنا أسقّي أنا الورود والأشجار بِ الخارِج، حصدتُ بعض البُرتقال لكُم ثُم وضعتُ الطعام إلى أسماكّي وأعددتُ طعام جروّي وحينما إنتهيتُ ذهبت إلى الحديقه الخلفيه لكُم.

Lonesome town. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن