النِهاية.

205 32 48
                                    

قرأتُ آخر صفحات المُذاكِرات ولم استطع كبح الدموع أن تسقُط على وجنتاي ، شعرتُ بكُل كَلِمَة والآن أتفهم لماذا كان هو يمنع أن أقترب منه أو أُريه أي علامة حُب ، لقد كان خائفًا من الحُب ، مثلها تمامًا ، لقد كان خائفًا من أن يُحبني لأترُكه. نظرت إلى عينيه البُنيتين التي غرقتُ بهما حُبًا أكثر في كُل يوم ، ابتسم بألم وأخُذ المُذاكرات الثمينة واحتضنها إليه والدموع على وشك أن تنهمر من عينيه وتخونه.

”هل علمتي الآن لماذا أنا خائف؟“ تساءل بصوتٍ مُتحشرِج والألم واضحٌ في عينيه.

”ولكنني لن أترُكك أبدًا.“ أجبته بصوتٍ خافِت مُتألِم ليُومئ رأسه بالرفض مرارًا وتكرارًا.

”لا تقطعي وعدًا لا يُمكنُكِ الوفاء به! فهُم أيضًا عاهدوني من قبل لينقضوا بوعودهم بعد هذا وظَللتُ وحيدًا!“ صرخ ولم يستطع منع دموعه أكثر من هذا واخذت تنهمر على وجهه الجميل ورأيت في عينيه كُل مشاعره ، رأيتُ كم كان مُهَشمًا ومُتألِمًا من الداخِل.

بدأتُ بالبُكاء مَرَّة أُخرى ، ولكِن هذه المرة احتضنت وجهه بين يدي وقُمتُ بتقبيل شفتيه بحرارة ، أردتُ أن يعرف كم يعني ليّ وأنني مُستعِدة بإكمال ما تبقى من حياتي أفي بوعدي له ، كُل هذا مُقابِل أن أُريه كم أُحبهُ. شعرتُ بحبهُ ليّ من خلال هذه القُبلَة ، شعرتُ بيأسه أن يكون معيّ ولكن خوفه يمنعه ، ولن أسمح لخوفه أن يبعدهُ عني ثانيةً.

عندما ابتعدتُ عنه كانت عينيه لازالتا غارقتا بالدموع ، مسكتُ وجهه برفق وجففت دموعه وقَبَّلتُ رأسه.

”استمع إليّ هذه المرة جيدًا...“ بدأتُ حديثي وأغلق عينيه مُستعدًا لما حضرته لأجله. ”أنا لا أرى المُستقبل ، ولا أنت أيضًا ، لا يُمكنني خسارتُك فقط لخوفِك مِن أن أترُكك ، ولكنك تعلمني جيدًا وتعلم كم تعني ليّ ، ولن أسمح لخوفك أن يتحكم بحياتك أيضًا ، خوفك هذا سيجعلُك تبقى وحيدًا للأبد ، وهذا لا يصنع اختلافًا كبيرًا. أنا أعلم كم أنت قوي ، وأنا لن أدعك تنهزم هكذا أبدًا ، أُقسِم بكُل ما لدي أن أبقى إلى جانِبك ، ألا تظُن أنني أيضًا خائفَة من خُسارتِك؟ ألا تظُن أن قولك هذا لا يؤلمُني؟ إنه يؤلمني حقًا ، ولكنني سأبقى بقية حياتي أعدُك إن كان هذا سيُثبت مدى حُبي إليك.“ توقفتُ قليلًا بعد حديثي هذا لأنظُر إلى عينيه بتمعُن وحُب.

”أُحبُك ، چاي.“

ابتسم والدموع تُغرق عينيه وضمَّنيّ إلى صدره بقوة والتفت ذراعيه القويتين حول خصري وشعرتُ بدموعه تُبللُ سُترتي.

”وأنا أُحبُكِ أكثر ، لونا...“ قالها بصوتٍ يرتجف وأكمَّل. ”أنا أخشى أن أخسركِ حقًا ، لقد فقدتُ أُمي أولًا ، وبعد ثلاثة سنوات فقدت أبي بسبب حُزنه على أُمي ، وكبرتُ في منزل جدتي حتى توفيت هي الأُخرى العام الماضي. أنا نذير شؤمٍ حق.“ قالها بنبرة صوت موجِعَة وشعرت بجسده يهتز من شدة البُكاء على خِسارة من يُحبهُم.

”لا تقُل هذا ، أنت أكثر شخصٍ ثمينٍ ليّ ، چاي ، إن قلبي يؤلمني لأجلك ، صدقني سأفعل ما بوسعي ألا ابتعد عنك أبدًا ، سأُحافظ على وعدي لك ، فقط ثق بيّ.“ قُلتها وربتُ على ظهره أُحاول تهدئته.

ابتعد قليلًا وظلت عينيه الحمراويتين المُنتفختين من شدة البُكاء مُتعلقتا بي ، حاول أن يستعيد رباطة جأشه وجفف دموعه بغضب وتنفس حتى يستطيع السيطرة على نفسه. بعد أن هدأ تمامًا أمسك بيداي وحدَّق بقوة في عيني وكان يرتجف قليلًا.

”لن أكذِب ، أنا لستُ مُستعدًا لفتح قلبي تمامًا ، ولكِن ، يُمكنني أنا أُحاول لأجلك ، أتمنى فقط أن تكوني صَبورة معي ومُتساهلة مع قلبي. هل ليّ بهذا؟“ طلب چاي برفق وعينيه تحملان كُل الحُب الذي كُنت اعطيه له طوال تلك السنوات الفائتة.

ابتسمتُ بشِدَّة وشعرتُ بقلبي يخفق من شدَّة الحُب ، اومئتُ رأسي واحتضنت چاي إليّ بقوة مَرة أُخرَى خاشية أن يكون كُل هذا مُجرد حُلم وسأستيقظ منه لأجد أنهُ نُزِع منيّ.

”سأظل انتظرُك إلى ألف سنة قادمة.“

══════⊹⊱≼≽⊰⊹══════

أول قصة مُكتملة ليا بعد فترة طويلة... أتمنى تكونوا استمتعوا بيها وحبيتوها واتعلقتوا بيها زي ما أنا اتعلقت ، حقيقي كانت خفيفة ولطيفة عليا وأنا بكتبها وببقى مستنية كل يوم اتنين وخميس علشان انزلها. طلب أخير بقى هو أنكوا تقولولي رأيكوا فيها بكومنت علشان هيعنيلي كتير إني اقرأ الكومنتات في آخر القصة لو مش هيكون كتير عليكوا أو هيضايقكوا ، مش عايزة صمت فضلًا. كونوا بخير دائمًا.

𝐏𝐇𝐎𝐓𝐎𝐆𝐑𝐀𝐏𝐇 ➳ 𝐖.𝐉𝐇حيث تعيش القصص. اكتشف الآن