«وقعتُ في سحر عيونك، ولم أستطع أن أتلفت لأي جهة سوى أنهار العسل الصافي بها، ياليتني قريبة منك حتى أبوح لكَ بأكبر أسراري وهي هوسي بك»
في تلك المستشفى، مستشفى الأمراض النفسية كمان يقولون، من قال أن المريض النفسي يحتاج إلى مستشفى، بل العكس علاجه التام يكمن في قربه من الشخص المحب، تجلس تلك الفتاة شاردة في الماضي وماذا حل بها، وكيف سيطر عليها عشقها وهوسها بها وماذا كانت نهايتها هي تلك المستشفى المكروهة من الجميع.
شرود في الماضي وآلامه:
تالله كيف يساع القلب لاثنان، فإن لم تكن لي في دنياي، فالجنة المتلقى، وسأنتظرك هناك، فالموت أرحم لي إن لم تكن لي.»
هي: تعرف أنك أول واحد يدخل حياتي كدا بدون استئذان، ولا هو إزاي يستأذن المحب حبيبه؟
مصطفى: أنتِ مين.
هي: أنا اللي حبيتك سر، وهفضل محتفظة بالسر دا طول حياتي، م هو أنا عارفة أنت لو واجهتك بالسر دا يبقى أنا روحي انتهت، لأنك م هتعترف بيه، عندي أفضل عايشة على أمل ذكراك ولا أني أعترف وأخسرك.
مصطفى: هتفضلي تعذبي نفسك علشان السر دا، طب ليه م تعترفي ليا، طب لو م عايزة تعترفي ليا، امم ممكن مثلا تقولي لحد من صحابك أو أي حد قريب منك، لكن ليه تكتمي في قلبك كدا، ليه أصلا م تيجي وتعترفي ليا بحبك.
هي: أيوا، وهيفضل أحسن سر في حياتي كلها، لو جيت واعترفت ليك هخسرك، هخسرك، أنت فاهم يعني ايه هاخسرك، أنتَ لا شوفتني ولا تعرفني، يبقى على أساس هتقبل حبي من أساسه، أنا عندي أموت في الثانية مليون مرة، ولا إني أخسرك، ولا أشوف نظرة شفقة في عينك، عندي أعيش في وهم طول حياتي ولا إني م أتابعك وأشوفك وأعرف أخبارك من بعيد، م هو أنا هاعيش إزاي وأنا مش عارفة أخبارك، دي النفس اللي بتنفسه من غيره أموت، أنا حاسة إني بجري وراء سراب، بس كله علشان ضحكة منك يهون.
مصطفى: ليه كل دا؟ بتعملي كل دا ليه؟
هي: علشان قلتلك م مستعدة أخسرك لاي سبب كان، كفاية عليا أشوفك من بعيد حتى لو مع غيري، المهم تكون مبسوط، تعرف كنت بحلم بحاجات كتير، كتير أويي نعملها مع بعض، أقولك حلمت بإيه، هقولك علشان برضوا م لاقية غيرك أقوله، حلمت بأننا تقابلنا وكان أحسن وأفضل مقابلة في حياتي كلها، حلمت بفستان أبيض حلمت بيوم فرحنا، تصدق دا، تعرف أنا فرحانة وزعلانة في نفس الوقت أن حتى حلمت باليوم دا حتى لو هيتحقق بس مع شخص تاني، وزعلانة أنك بتحب وهتتجوز حد تاني غيري، بس زي م قلتلك الجنة الملتقى، يعني هو الحلم حرام أما أحلمه وم مهم يتحقق، بس احنا عايشين علشان نحلم بس، تعرف كان نفسي نعمل خطوبة وسيشن قمر في سيناء، ونروح دهب أنا بحب دهب أويي يا حضرة الظابط، تصور دا بعشقها أويي، بالرغم إني م روحتها ولا مرة بس بحبها أويي، كنت بحلم بيك أنت دون عن الغير، بس تصور إن فيه حلم حلمته بيك وأنا اللي طلبت منك نتجوز م أنت، بالرغم أنك اللي المفروض تعمل كدا، بس كان حلم، حلم جميل أويي، كان من ضمن الحاجات اللي نفسي أعملها أويي، ضحكت صح، أيوا كدا عايزة أشوف ابتسامتك الحلوة دي بتنور وشك، عايزة أشوف عيونك الجميلة دي وهي فرحانة وبتنور كدا، وحتى كمان شوف جهزت أسماء ولادنا كدا ايه رأيك في سيناء وقصي بحب الأسماء دي جدا، ايه رأيك، وبعبوس: م عاجبينك، طب قولي أنت بتحب ايه وأنا هسمي باللي أنت تحبه.
مصطفى: أنتِ ليه كدا.
هي باختصار وببساطة: علشان بحبك
مصطفى: وهو اللي بيحب يعمل كل دا.
هي: وليه لا.
مصطفى: هو الحب لازم يكون موجود في الجواز.
هي: الحب شيء أساسي، فإن لم يكن هناك حب، لم يكن زواج، ولن يتبقى غير الجفاء.
استيقظت الجميلة من ذاك الحلم الجميل بالنسبة لها على أشعة الشمس وزقزقة العصافير.
هي: أنا ليه صحيت بدري كدا، كنت عايزة أكمل الحلم مع حضرة الظابط، أوبس وراكِ كلية وم تنسي إنها أهم سنة ليكِ، لازم تحققي حلمك علشان دا مترتب عليه حاجات كتير أويي.
دلفت إلى الغرفة تلك الأم: صحيتِ.
هي: أيوا يا ماما.
الأم: طب يلا علشان م تتأخري على محاضراتك أنتِ عارفة أنها أهم سنة هي السنة التانية بس أهم من كل شيء.
هي: حاضر هقوم ألبس.
في جامعة الآداب بدمنهور:
في تلك الكافتيريا.
تجلس هي شاردة تتذكر ما مضى:
آلاء: مين {م،م} دا
هي بضحكة: سر.
آلاء: احكي سرك في بير.
هي: حاضر، أولا: م الأولى دي إني عايزة أكون مهندسة مساحة، والتانية عبارة عن حلم حياتي بيتلخص فيها، الحكاية وم فيها مصطفى.
آلاء: طب أول واحدة وعرفتها، التانية بقا مين مصطفى دا.
هي باختصار وتلقائية: الشخص اللي بحبه.
آلاء: أيوه يعني تعرفيه؟
يعرفك؟
وقعت عليه فين، احكيلي.
هي: هقولك، فيه مرة كنت بتصفح على الفيس بوك وأنت طبعا عارفة إني بعشق الضباط والشهداء وبلدنا طبعا فأكيد عندي ضباط على الفيسبوك، فكنت بتصفح لاقيت إشارة لمصطفى مع ضابط دكتور من الأصدقاء عندي، ثم بضحكة عالية وسعادة: فتحت الأكونت طبعا وتصفحته كان عادي جدًا بالنسبة يعني لا كان حب من أول من أول نظرة ولا غيره، كان مجرد شخص عملت ليه متابعة زي الباقي، مرة في مرة بدأ إعجابي بيه، لحد أما أتحول الإعجاب دا لحب، وما أدراك من الحب عندما يتحول إلى عشق وهوس به، خاصة أنك وصلت إلى أقصى درجات الحب ولا مفر من نسيانه، سيبقى مرافقك ليل نهار حتى في أحلامك، حاولت أمنع نفسي كتير إني أتابع أخباره أو أي شيء خاص بيه بس م عارفة خاصة إنه م يعرفني ولا يعرف شيء عني، وإني بجري ورا سراب اللي هو إزاي مستنية شخص يحبك ولو حاجة بسيطة بس وهو م يعرفك أصلا.
آلاء بصدمة: دا كله ومخبية من ورايا.
هي: وأنا هاعمل ايه يعني يا آلاء، أهو قلتلك على كل شيء.
آلاء: طب إهدي كدا، وشهر رمضان جاي أهو ادعي كتير، كتير أويي، ودعوات رمضان لا ترد.
هي بأمل: حاضر.
هي: هقفل معاكي دلوقتي علشان سارة بتكلمني
آلاء: تمام.
هي: أيوا يا سارة.
سارة: ايه يابنتي فينك كدا.
هي: في الجامعة.
سارة: طب فاضية يعني ولا ايه.
هي: أيوا.
سارة: طب فل أويي، تعالى عيزاكِ.
هي: فيه ايه خضتيني.
سارة: أنت ليه بعت طلب لبيتر، ووديع، ودكتور.
هي: عادي يابنتي فيها ايه.
سارة: حرام يابنتي، بعتي ليهم طلب صداقة ليهم ليه.
هي: عادي يابنتي أنا كدا كدا هحتاجهم قريبا أصلا في عمل مهم بجهز ليه.
سارة: حرام برضوا.
هي: هو أنا بقولك هدخل هحب فيهم.
سارة: انا بقولك كدا علشان تحصني قلبك.
هي: م أنا أكيد م هدخل أكلمهم يعني، آخر مرة كان فيه ظابط عملت ليهم متابعة على الفيس بوك اسمه كابتن إيهاب، لاقيته بعت طلب، فقبلته عادي زي أي واحد عندي، لاقيته دخل على ماسنجر علطول سبته مع نفسه وقمت لغيت الصداقة، ومن ساعتها وهو كل يومين يبعت طلب وبرفضه.
سارة: شطورة يا حبيبي، هو دا اللي كان لازم يحصل.
سارة: وبعدين تعالى هنا، مين دا اللي أنت بتحكي عنه وقرة عينك، وكراشك دا.
هي بضحك : اهو أنت قولتيها قرة عيني.
سارة: بتهزري صح مين دا.
هي بابتسامة متسعة: قرة عيني
سارة: بطلي هزار كدا وفهميني.
هي ببساطة: شخص يحبه بس المشكلة لا هو يعرفني، ولا يعرف إني عايشة على الكوكب أصلا.
سارة: أومال ايه قرة عينك دي.
هي: حرام الواحد يحلم يعني.
سارة: طب وريني صورته كدا.
هي: ايه دا الشيخة سارة عايزة تشوف صورته.
سارة: م تخافي محصنة قلبي.
هي: على العموم هو اللي في صورة البروفايل.
سارة: وهو أنا بالذمة هاعمل ايه بظهره.
هي بضحكة: طب استني هابعتلك صورة تانية.
سارة: برضوا يا بنتي، بعتالي بالكمامة ليه شوفتوه أنا كدا.
هي بابتسامة: إنها الغيرة يا أختاه.
سارة: اخلصي يا بت ابعتي.
هي بضحكة عالية: حاضر.
ثم أرسلت لها صورة واضحة.
سارة: مش اللي هو أويي، م حلو علشان تعملي المهرجان دا كله عليه، دا أنا اتقدم ليا ناس أجمل بكتير أويي ورفضتهم.
هي بصدمة: أنت بتقولي ايه، ومن امتا الحب بيعرف المظاهر، م أنا ممكن أشوف ملك جمال العالم وم أحبه، وأشوف واحد أقل من العادي وأعشقه م أحبه بس، ودا اللي حصلي كدا، الحب اللي بيدخل القلب، م بنختاره على حسب المظهر، احنا بنختار على حسب الجوهر.
سارة: طب اهدي كدا، واحنا في شهر رمضان قولي الدعاء دا وكمان م ينقطع بعد الشهر.
«اللهم إني أحببت عبدًا من عبادك، فأرني عجائب قدرتك به»
هي بأمل: حاضر.
وهَـوسِـي بِـذاك الـمُـصْـطَـفـى.
دينا شاهين.
أنت تقرأ
هوسي المُراد
Mysterie / Thrillerوهوسي لكَ تخطى الحدود، فكيف لشخص أن يصل لدرجة الهوس بشخص لم يراه من قبل؟ كيف لي أن أعشق التراب التي تسير عليه؟ أرأيت كيف لي أن أقع في أنهار العسل الصافي بعينيكَ من صورة واحدة؟ كيف أتخيلكَ في كل شيء؟ لا أعرف ماذا حلَّ بي عندما رأيتُ صورتكَ، أصبحت...