الفصل الخامس:"لنحزم الحقائب"

25 5 32
                                    

يوم آخر مشرق قد حل على هذه المشفى الشامخة،طيور في أعشاشها ،ثماراً في أغصانها، وجوليا تتمشى بهدوءٌ في حديقتها الجديده بكل سلام...

"همـهمـهمـهم~"
تُهمهم بينما يديها تُلامس بتلات الزهور الحمراء التي انتقاها دانيال بنفسه لتناسب ذوق جوليا...

صوت اقدام مُسرعة في الخلف...
شخصٌ ما يجري مُسرعاً..؟
تستدير ببطء لترى من هو

"يا انسه!"
فتى ذو شعر اشقر لامع للغاية،وعينان زرقاء فاتحة وبشرة نظرة،يجري بسرعة ويكاد يفقد انفاسه...
"...؟"
"مهلاً...هاه...هاه..."
بينما تُحدق بهِ جوليا بهدوء وتنتظره ليلتقط انفاسة.
"أتعرفين...هاه...ممرضة تُدعى آن...هاه ...تعمل هنا؟"
"ماذا تُريد منها؟"

لمعت بشرتة ناصعة البيضاء بينما استقام واعتدل بوقفتة ،وعقدّ حاجبية وقال بتعالٍ...

"ما شأنكِ؟"
"يا للوقاحة،في حديقتي وتسأل عن ممرضتي الخاصة ولا ترضى أن تعلمني بما تُريد؟"
فألتفت ليأخذ نظرة خاطفة على مُحيطة

"هذه حديقتكِ؟"
"نعم"

ساد الصمت للحظات...
"لا يهمني ذلك،الان اين هيّ آن؟"

"روان؟"
"آن!"

"لقد تأخرت،والم اخبرك ان تسأل عني في مكتب الاستقبال مالذي تفعله في الحديقة الخلفية؟"
"كنتُ مُسرعاً لاني تأخرت فقررت ان ابحث عنكِ بنفسي،ثم التقيت بهذه الفتاة "
"اه!..هذه هي جوليا الانسة التي انا اكون ممرضتها."
"هذه هي جوليا اللطيفة؟أانتِ متأكدة؟"
"ماذا تعنيّ؟!"
"لا شيء..."
"جوليا،هذا هو روان ،حدثتكِ عنه من قبل."
"هذا هو؟حبيب آن؟...."
"..."
"قلتِ انه يدرس القانون؟"
"نعم،يبتغي أن يغدو محامياً يوماً ما."
"وهل عقلهُ يستوعب كل تلك الدراسة؟"
"..."
بينما كانوا يخوضون محادثة اقرب لتكون مجادلة بالاحرى...
كان دانيال يتمشى بهدوء وبيدهِ كوب قهوته.
ثم استدار ليراهم،أراد أن يتجاهلهم ويستمر بـالمشي بهدوء لكن...
"سيد دانيال،اعرفك،انه روان"
"مرحباً،لابد انك الدكتور الشهير دانيال كريستوف !"
"تشرفت بمعرفتك.."
"لي الشرف"
...
بينما اتجهت جوليا اليه وقالت بكل لطف...
"صباح الخير سيد دانيال..."
"اه،صباح الخير انسه جوليا"
رفع يده بلطف ليربت على رأسها مرةٌ أُخرى،اشك في انه اعتاد على الامر...

ثم امسك روان يد آن
"دعينا نتمشى..."
"ولكن جوليا..."
"ها؟ أنا بخير اذهبِ!"

ثم بقت جوليا مع دانيال والصمت يلعب بينهما
"اذاً...سأغادر الآن..اراكِ في ما بعد"
"اه..نعم"
بينما كان يغادر كالعادة،هو فقط لم يقضِ معها وقتٌ طويلاً،كما لو ان هناك حائط كبير يضعه بينهما...
ولكن لمَ هذا الشيء يضيق نفس جوليا...؟

ما الذي يجعلها تتوق لقضاء المزيد من الوقت معه...

مشاعرٌ تجتاح صدرها...وتنقض على قلبها الضعيف...أعساها تعلم ما هو مجهول يوماً ما؟

حل الليل..،وسكنت الأصوات..في الخارج نامت الأشجار...
تستلقي على سريرها كالعادة...
تنظر الى السقف،لا تمتلك شيء لفعله،وحيدة ...
تزفر تنهيده طويله...تنتظر ذلك الباب لكي يُفتح،ويأتي ذلك الفارس الشجاع ويقتل هذا الملل المرير...

"اعتذر على تأخري جوليا..."
ظهرت آن من الباب ،وفي يدها الشراشف،لابد أنها أتت لتمشيط شعر جوليا لكي تنام.

"كنتُ مع روان طيلة اليوم...لن يُخصم ذلك من راتبي صحيح؟"
"هاها..كلا بالطبع"
"اذاً...ماذا فعلتما؟"
اتجهت للخزانة ،وبدأت بترتيب الشراشف..
"لا شيء ،ولكن تعلمين ان العطلة على الابواب،لذا هو اقترح علي ان نذهب الى مزرعة أبيه في الأسبوع المُقبل..."

لمعت عينا جوليا بالحماس ،ذلك الفارس قد جاء لينقذ جوليا من الملل الذي كان يحتجزها!

"ماذا قلتي له؟!"
"بالطبع رفضت يجب ان اعتني بجوليا "
"...."
"مـ...ما بكِ تحدقين بي هكذا؟"
"يُمكن لآن الذهاب!"
"كلا حقاً...-"
"إذا كانت آن خائفة علي لتلك الدرجة،اذاً سأتي معكِ،...هاه ما باليد حيله..سأبدأ في توضيب حقائبي فقط من اجلكِ!"
نهضت جوليا بهمه وبدأت بانتقاء ثيابها للرحلة...

"لا اعتقد ان السيد دانيال سيقبل جوليا..."

تحطمت امال جوليا اللامعة...كيف ستقنع دانيال بحق الجحيم؟!

"آن...انتِ تحبيني أليس كذلك؟"
"ها..."
"ليس امامي خياراٌ اخر...سنذهب كلتانا لإقناع دانيال!"
"كلا مهلاً!"
امسكت بيد آن بسرعة وبدأت بالجري ،الى غرفة دانيال...
تلك اللافتة التي عُلقت على الباب
٬أُطرق الباب اولاً٬

فتحت الباب بقوة
"سيد دانيال!"
"هاه...اعتقدت اني اعتدت..."

"هناك شيء نود انا و آن طلبة منك!"
"..."

------------------
"كلا"
"لمَ لا؟!!"
"قد تصابين بأذى ،وايضاً قد تمرضين"

"سامرضُ نفسياً ان لم أخرج من هذه المشفى الكئيبة!"
"..."
"جوليا دعينا نذهب..لقد رفضت طلب روان فالاصل..."
"هاه..."
ذلك الفارس المغوار هرب من الوحش وترك جوليا خائبة الامال...

"بشرط..."
استدارت جوليا ...
"ان اذهب معكم لأطمئن على جوليا..."

"اتعني انكَ موافق؟!"
"..."
الفارس عاد وقتل الوحش وعاشوا عيشة سعيدة!
"اشكرك سيد دانيال!!"
"حسناً حسناً ،العفو"
"اسمعتي آن؟ هيا اتصلي بروان واخبريه بموافقتكِ، واخبريه ان ضيفان اضافيان سيأتيان ايضاً!"
"اه..حسناً،شكراً سيد دانيال،انا اكيده ان هذه الرحلة ستسعدنا جميعاً"
فابتسم دانيال بخفة وقال...
"حسناً،الا يجب ان نبدأ بحزم الحقائب؟"
....

انتهى-

the beginning has two endsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن