الفصل الثاني

5.2K 446 212
                                    

رواية 28 حُزَيْرَان

رسالتك اليوم :

لا ولن ينساك الله، ولو ظننت أنك بالكاد تتحمَّل الحياة، يأتيك باليُسْر والفرج في ذلك الوقت الذي تشعر فيه أنك على شفا حفرة من السقوط، فالله إذا أراد بك خيرًا تعجَّبتَ من طريقته، يأتيك الخير من بين ألف طريقٍ ضيَّق، حتى أنك لا تعلم متى وكيف حدث ذلك، كرم الله واسع.💛
================================

بسم الله نبدأ

في منزل "ملاك".

خلد "ملاك" للنوم بجانب صغاره، و ظل يفكر كثيرًا في هذا الوغد الذي خدعهم بأنه يُدّعى "چورچ" و يحمل نفس ديانة "ماري" التي وقعت ضحية في حب هذا الملعون "يهوذا"، و لكن أين ذهب؟ لم يرَه منذ أن قيدها في غرفتها الخاصة لكي تعود إلى رشدها، و لم يره أيضًا يوم وفاتها، أين الحب الذي غمرها به و وعده بالبقاء بجوارها دائمًا؟
أخذ نفس عميق وزفر بتعب شديد، حاول أن يتوقف عن التفكير مؤقتًا و أغمض عينيه، و أخيرًا غط في سُبات عميق من شدة الإرهاق .

في تمام الساعة الثالثة والنصف فجرًا.

سمعت "چانیت" أثناء نومها صوت صراخ فقيدتها "ماري" توقظها، و هي تهتف لها بصوت عالٍ:

ـ ماتديهوش دم ياماماااا! ابعدي بابااا بعييييد.. لاااء ماماااااا.. الحقي أخوااااتي ابعدييييهم محدش ياخد الدم! يامااامااااا قووووومي!

استيقظت فزعة و جبينها يتصبب عرقًا ، أخذت تلتفت يمينًا و يسارًا و تلتقط أنفاسها بصعوبة بالغة، اعتدلت لتتفقد عائلتها بجانبها، و حينما وجدتهم بخير، تيقنت أنه كابوس مزعج و تنفست الصعداء، أخذت تتطلع إلى زوجها النائم والحزن يكسو ملامحه، شعرت بالاشتياق لابنتها، فنهضت لتذهب إلى غرفة "ماري" ربما تُطفئ نيران شوقها و حنينها إليها.

خرجت "چانيت" من غرفتها و توجهت إلى غرفة "ماري"، لكن وقفت مكانها متصلبة، و أخذت دقات قلبها تتسارع خوفًا مما رأت حينها!

شهقت بصدمة و خوف، و اتسعت حدقتيها لهَول ما رأته عيناها و سمعته أُذناها، بدأ جسدها يرتجف فزعًا ، وظلت تهمهم بالنداء لزوجها، و لكن لم يخرج صوتها أطلاقًا.

أخذت تنظر يمينًا و يسارًا، و سرعان ما فرّت إلى غرفتها و أغلقت اتجاهي الباب بإحكام، ظلت تصرخ بصوت عال، و لكن لم يستطع أحد سماعها حتى زوجها.

تصبب جسدها عرقًا كمَن سُكِب فوقه دلو ماءٍ، و كاد قلبها يتوقف رعبًا من قوة هذا الصوت الذي إذا سمعه بشري لهرول إلى أعلى الجبال.

حاولت الثبات بكل ما أوتيت من قوة، لكن خارت قواها من الفزع حين رأت هذا الظل يقترب من خلف باب غرفتها، و ما زاد الأمر سوءً انقطاع الكهرباء، فزاد خوفها الضعف و ارتعد قلبها رعبًا على صغارها الأبرياء.

28 حزيران  بقلم/ مريم نصار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن