20

2.4K 53 2
                                    

*تنهدت رشا تسترخي في مقعدها المقابل لفراش صغيرتها فرح التي كانت تغفو بهدوء ينعكس علي
ملامح وجهها الجميل البرئ ولكن الصغيرة كانت شاحبة صفراء الوجه كثيرا تهذي في نومها الهادئ
بتشنج.....بينما الأم الشابة قلبها يتمزق إلي أشلاء
وهي تري صغيرتها الجميلة تتألم وماباستطاعتها سوي الإنتظار..نهضت فجأة تجفف دموعها حينما غمغمت الصغيرة التي لم يتعد عمرها الثمان سنوات بهمس:
"ماما حبيبتي....ما م"
"ماما هنا جنبك ياقلبي....فرح افتحي عيونك لماما
علشان قلبها يطمن"
*همهمت رشا باكية وهي تركع فوق ركبتيها أمام طفلتها تقبل يدها الصغيرة والدموع تهطل من عينيها كأمطار غزيرة لا تتوقف:
*فتح باب الغرفة ودلف الطبيب المعالج لحالة الصغيرة التي تتدهور يوماً بعد يوم:
"مدام رشا ممكن تهدي شويه من فضلك"
*قفزت واقفة وتقدمت من الطبيب الخمسيني ذو الوجه البشوش وقالت بقلق:
"ليه مفاقتش لحد دلوقتي يادكتور بنتي هيحصلها حاجه قولى من فضلك؟"
*وقف الطبيب بجانب فرح يفحص نبضات قلبها وجفونها المغلقة وفحص عينيها التي أصبحت
تتحرك قليلاً وقال بهدوء:
"اطمني هي بخير وهتفوق إن شاء الله بس لما نسبة المهدئ اللي في المحاليل تبدأ تروح هي دلوقتي في حالة استرخاء"
*وقبل أن تسأله عن حالة ابنتها التي تأخرت كان والدها يدلف إلي الغرفة مستنداً علي عصاه ونظر إلي حفيدته التي كانت تبلل شفتيها وتهذي قائلة:
"ماما"
"وبعدين يادكتور توفيق حالة حفيدتي بتسوء كل يوم لسه مفيش أخبار عن المتبرعين أنا مستعد أدفع ملايين بس فرحه تبقي بخير"
*وضع الطبيب يديه في جيوب معطفه الأبيض وقال بطريقة مهنية:
"المشكلة مش في الفلوس ياسيد وهبي ومدام رشا عارفه كده كويس المتبرعين كتير والعملية ممكن تتعمل خلال أسبوع لكن المشكلة....."
*قاطعه وهبي متذمراً وقد فقد هدوئه:
"يعني إيه؟ قولي لو أنتم مش قادرين تعملوا حاجه تعالجوا بيها حفيدتي أنا مستعد أسافرها من بكره تعمل العملية بره مصر بس متقوليش في مشكلة"
*أومأ الطبيب لوهبي برأسه هامساً:
"وهبي بيه ياريت تهدي شويه حفيدتك محتاجه الراحة اتفضل معايا نتكلم في مكتبي....اتفضلي
معانا مدام رشا من فضلك"
*هزت نادية رأسها وانحنت تقبل جبهة صغيرتها وهمست للسيدة فوزيه مربية فرحه ومربيتها من قبل:
"ماما فوزية لو حصل أي حاجه اضغطي ع الجرس الممرضة هتيجي علي طول"
*وأثناء خروجها من غرفة طفلتها بعد أن ألقت عليها نظرة حزينة اهتز الهاتف بجيب بنطالها فأخرجته......وزفرت متذكرة تفرك جبهتها:
"اوووف فارس نسيته خالص....الو ايوه فارس أنا أسفة"
"نادية إنتي فين؟ أنا روحت مخازن الجمرك زي ماقولتليي في المسج واستنيتك هناك"
*هتف فارس بقلق وهو يقود سيارته خارجاً من منطقة جمارك الأسكندرية متجهاً إلي فيلا جده
بمنطقة سموحة حيث أحتفال الشباب:
*مررت رشا أناملها بين خصلات شعرها الناعمة وهمست بتعب:
"أنا أسفة بس حصلت حاجه منعتني إني أجي بجد مش عارفه أقولك إيه أنا عارفه إن النهارده....."
*قاطعها فارس بلهفة جعلت من يجلس بجانبه يلتفت برأسه ناظراً له بنظرة مسددة مبهمة المعاني:
"إنتي كويسه صوتك تعبان..في إيه وهبي بيه بخير ..نادية أنتي بتعيطي"
*فقدت كل قوتها علي التحمل فارس الحسيني أصبح الأقرب لها كم تمنت شقيق وصديق كفارس الذي بهتم بها ويشاركها همومها.....شهقت وجلست على أحد المقاعد تقل بتقطع:
"أن...ا تعبانه....تعبانه جدا"
*عقد فارس حاجبيه...وغمغم:
"إنتي فين يانادية؟ عشان اجيلك"
*لا مجال للأخفاء فقد أصبح فارس صديقها المقرب بل شقيقها الذي لم تلده أمها وقد أحسنت صنعاً
فهي تحتاج إليه لتشاركه همومها....ضمت شفتيها لتأخذ نفسا عميقا لتقل :
"أنا في مس........"
*صوت فرملة قوية وصرخة فارس بغضب:
"مش تسوق عدل يابني في حاجه اسمها غمزات في العربيه كنت هتودينا في داهيه"
*ثم أتاها صوت أجش ذو نبرة عميقة تعرفت عليها سريعا:
"الحمد لله خير كويس إنك لحقت وفرملت بسرعة"
*أجابه فارس بنفس الغضب:
"مش عارف إيه شويه العيال اللي بتسوق بالسرعة الجنونية دي"
*ثم نظر إلي الهاتف المتصل بسماعة السيارة وقال:
"أسف يانادية اظن أنك سمعتي كل حاجه"
*ابتلعت ريقها وهي تتحسس عنقها الطويل:
"ايوه يافارس الحمد لله عدت على خير"
*وبعد تردد طويل قالت:
"أنت لوحدك؟"
"لأ مع مازن روحنا مع بعض الجمرك علشان يشوف الشغل اللي وصل..وكنا طالعين على سموحه علشان الحفلة اللي عملها جدي للعرسان بس هنعدي عليكي الأول...ههه إنتي فين؟"
*كانت تلك كلمات فارس التي أجاب عليها بها والآخر يتابع الحديث بهدوء.....للحظات تاهت ولم تستطع الإجابة ولكنها فوراً استجمعت نفسها تقل:
"لا لا....اقصد مالوش لزوم تيجي وتتعب نفسك أنا الحمد لله ارتحت لما اتكلمت معاك"
"تعب إيه يابنتي إنتي عارفه غلاوتك عندي"
*تمتم فارس بصدق....عينان ضاقت وأذنان التهبت باحمرار عند سماع جملة فارس التي تبعها صوت
أصبح هادئاً غير متوتر:
"أكيد يافارس عارفه....بس اطمن أنا كويسه وبابي كمان ماما فوزية المربية بتاعتي تعبت شويه بس ضغطها كان عالي والحمد لله بقت أحسن....علشان كده تلاقيني كنت منهاره عشانها ونسيت كل حاجه"
*استعاد في ذهنه صوت هتف بحدة منذ سنوات:
"أنت إزاي تطلب منها كده أنت ناسي إنها مراتك عايز تخالف شرع الله وتعمل الشئ اللي حرمه ربنا
استغفر الله العظيم....استغفر الله العظيم"
*استفاق على صوت أعتذارها الرقيق حينما تنفست وهمست بتباطئ:
"أنا بكرر أسفي ليك....و ولمازن بيه"
*ضم فارس شفتيه وغير مسار السيارة لليمين ليأخذ المنعطف الأول للخروج من طريق الكورنيش
والدخول إلي الطريق المؤدي إلي منطقة سموحة وهو يقل:
"تمام بكره إن شاء الله هستناكي إياك متجيش ملك هتزعل جداً وكمان محمد و مايا"
*رفعت عينيها المتورمة تنظر إلى غرفة طفلتها وفرحتها وسبب سعادتها:
"هحاول إن شاء الله يافارس بس اطمن الأول علي ماما فوزية"
*انتهت المكالمة وذهبت إلي مكتب الطبيب الذي كان ينتظرها هو ووالدها الذي رفع عينيه ورمقها بحزن يغمره الندم.
**************************
*بداخل حديقة فيلا الحسيني حيث كانت تسود أجواء الفرحة والسعادة كل ركن بالحديقة الواسعة مع صوت الموسيقى والرقص ورائحة الشواء التي تغمر الأنوف والارجيله بكافة أنواعها بجانب كافة أنواع المشروبات الباردة والساخنة والفواكه الطازجة وكل مالذ وطاب.....
تتعالي ضحكات الشباب لتمتزج مع ضحكات الآباء والجد الأكبر يجلس في مقعده يدخن الأرجيلة برغم رفض هشام و تذمر يوسف ولكنها ليلة العمر وربما لن تتكرر له مرة أخرى.....
أحفاده يجتمعون وأولاده من حوله فكادت الدموع أن تطفر من عينيه وهو يرى رقص الصغير عبد الله مع يوسف الصغير علي إيقاع أغاني المهرجانات بتلك الطريقة التي أدت إلي ارتفاع ضغط يوسف ونظراته المستغربة متى وأين تعلم الصغير تلك الرقصات المستفزة وكان رد عبد الله:
"في المدرسة يابابا"
*انعقد حاجبا يوسف بغضب عن أي مدرسة يتحدث !! عن مدرسة تدرس المناهج التعليمية بثلاث لغات مختلفة غير العربية. !!.......عن مدرسة قسطها السنوي يعادل ثروة صغيرة !! إنه كان في سن ذاك الصغير المحتال يدرس بالمدارس الحكومية برغم ثراء عائلته ولكنها كانت مدارس شعارها الأول التربية قبل التعليم.
*ضحك عدنان الذي قال ليوسف الشارد:
"إيه يادكتور أنت مستغرب ولسه ياما هتشوف"
"مش ممكن اللي بيحصل ده في حاجه اسمها أديك في البق إيه....."
"تلق ياعمي وأديك في الجركن تركن"
*أجاب محمد ضاحكاً بجانب أصدقائه الغير معروفين وهم يهتزون على أنغام مهرجان اديك..
*ضرب يوسف كفيه ببعضهما هامساً لحماه صاحب الابتسامة المبتهجة:
"لو شمس شافت المنظر ده هتقع مغم عليها والله يابابا"
*وبمكان أخر بفيلا الشمس....
*كانت الأجواء لاتختلف كثيراً عن أجواء احتفال الشباب بل ازدادت برقص الفتيات والنساء والبنات الصغار وقهقهات النساء العالية......
كانت العرائس مميزات بملابسهن حيث ارتدت مايا ثوباً بدوياً أسود جميل شفاف مطرز بنقوش ذهبية يبرز جمال جسدها الممشوق ونقوش الحنة تزين ساقيها الناعمتين وليلي ترتدي جلباباً بلدياً ذي شقين يصل كلاهما إلي أعلى ساقيها أحمر قرمزي
ومنديل أحمر مزين بسلاسل ذهبية مع نقوش
لاتختلف كثيراً عن مايا.....الصغيرات نادرة وسارة وسرين و جميلة أبنة مريم كلهن يرتدين بدل راقصات يهتزن بها وسط ضجيج الموسيقى.
*كانت شمس مذهولة وهي ترى الصغيرات اللاتى يرقصن باحتراف على الأغنيات الشعبية وتشاركهن الرقص العرائس بجانب ملك التي تركت صغيرتها ورد لجدتها مني وظلت ترقص دون توقف......
*همست شمس لشقيقة زوجها مريم التي تحمل صغيرها سيف الذي بلغ من العمر العشرة شهور:
"شايفه البنات بترقص إزاي حتى جميلة بتعرف ترقص مش ممكن اتعلموا فين الرقص ده !!"
*ضحكت مريم وهي تهز صغيرها الذي أخذ يصفق ويهتز هو الأخر فوق ساقيها:
"جميلة طول النهار قدام التلفزيون بترقص لحد ما بقت متمكنه بالشكل ده...حتي كريم بيقولي ساعات
اتعلمي من بنتك"
*ضحكت شمس وداعبت الصغير الذي يشبه والده كثيراً وتمتمت وهي تسجل بهاتفها رقصات الصغيرات:
"أنا بصور فيديو عشان الدكتور يوسف يشوف بنته المنحرفة"
*وفوق الأريكة الأخرى قالت زينب لهنا التي يبدو عليها الشرود:
"هنا هاتي أمير وقومي ارقصي مع البنات"
*هزت هنا رأسها مبتسمة وقبلت صغيرها الذي يسكن حضنها بهدوء:
"لا ياطنط أنا قاعدة جنبك"
*مالت لجين علي صديقتها زينب حماة أبنتها السابقة:
"شايفه يازينب أهي بقت كده على طول منطوية علي نفسها ومش عايزه تخرج من البيت حتى"
*شعرت زينب بالحزن على هنا الزهرة الجميلة التي ذبلت أوراقها قبل أوانها وهي تشعر بالسوء والحزن أيضاً لما فعله أبنها المتهور والذي جني علي نفسه قبل أن يجني على زوجته.....هو أيضا قد حُرم من حضور تلك المناسبة العائلية بسبب أفعاله الخاطئة بحق نفسه والجميع وهمست:
"معلش يالجين أنا عارفه إن سليم السبب في كل اللي حصل بس...."
*احتضنت لجين صديقة عمرها ورفيقة الحياة وهي تقول مبتسمة:
"ده نصيب وكل واحد بياخد نصيبه يازينب الحمد لله"
*وعلى الطرف الآخر جلست نغم بجانب سلفتها وحماة أبنتها ونظرت إلي ورد التي تنظر إلى الجميع بعينين واسعة بريئة وكأنها تكتشف الحياة:
"الحمد لله على نعمة الفرحة عقبال مانفرح بولاد منة يارب"
*ضحكت مني من قلبها باتساع وهي تنظر لمنة التي تشاركهم الرقص:
"يارب يانغم....ويسعدهم إلا قوليلي هي ناريمان مجتش ليه؟"
*هزت نغم رأسها يأسف هامسة وهي تنظر لياسمين التي تجلس بجانب الجدة الكبيرة نهلة وتترقرق بعينيها الدموع:
"بسبب مشكلة أحمد مع ياسمين أصل احمد وياسمين سابوا بعض"
*شهقت مني بفزع:
"ليه؟ لا حول ولا قوة إلا بالله دي البنت زي القمر ومؤدبة وهاديه"
*هزت نغم كتفيها بجهل فهي لم تعرف تفاصيل تلك المشكلة العائلية:
"والله مش عارفه الله أعلم بس ربنا يستر ومتكنش ناريمان هي السبب من الأول كانت رافضه البنت بسبب ابوها اللي يرحمه بقى ويغفرله اللي عمله"
*بينما كانت شمس تحدث مريم التي قالت بدورها لزوجة شقيقها:
"هي ناريمان السبب أكيد فضلت تزن لحد ما الواد والبنت سابوا بعض ع الله ترتاح"
"لأ حرام يامريم بلاش نظلمها دي حتى زعلانه وكلمتني تعتذر عشان ضغطها عالي ومش قادرة تيجي من كتر زعلها"
*أكدت شمس بعقلانية شديدة وهي تخفي ماتعرفه من أسباب شرحتها لها ملك بالتفصيل:
*هتفت مريم متأثرة وهي تناظر ياسمين تارة و هنا تارة أخري:
"والله قلبي واجعني علي البنتين شايفه قعدين إزاي ربنا يصلح الحال ويقدم الخير....حتي منة برغم إنها بترقص وتضحك بس موضوع الحمل ده تعبها وكل يوم في مشكلة مع آنس"
*نظرت لها شمس قائلة:
"أنا اتكلمت معاها وقولتلها في ناس كتير بتتأخر في الحمل وبيكون مفيش أمل بس ربنا كبير وإن شاء الله اللي ليها نصيب فيه هتشوفه....بس أنس ذنبه إيه؟ ردت عليا تقولي أنا حاسه إني بظلمه ياعمتي"
*أكدت مريم بقولها:
"وقالتلي نفس الكلام دى طلبت منه يتجوز قولتلها إنتي غبية مانا اتأخرت في الحمل كام سنة وفي الأخر ربنا كرمني بجميلة وبعدين سيف بس بنت أخوكي دماغها أنشف من الحجر"
*اتكات نهلة علي عصاها تقل بتعب:
"دماغي وجعتني فين سماح تيجي تطلعني اوضتي دول متعبوش من الرقص"
*ظلت تبحث بعينيها عن سماح ولكن يبدو أن سماح منشغلة أيضاً بالرقص مع الفتيات أما أم صالح فقد لجأت إلي النوم بغرفة سماح بعد أن هتفت متذمرة في الجميع:
"أنا دماغي وجعتني أما أروح أنام بس أكلي كام حته بسطه " (حلوى الجاتوه)
*وبعد أن امتلئت معدتها ذهبت إلى النوم وهي تبرطم كعادتها:
"تحبي أساعدك ياجدتي"
*عرضت ياسمين مساعدتها للجدة المسنة التي بدا عليها التعب....فابتسمت لها نهلة وهي تمد كفها إلي
الجميلة التي تجلس بجانبها في هدوء:
"إنتي أخت فارس صح يابنتي"
"أيوه ياجدتي أنا ياسمين"
*همست ياسمين مبتسمة برقة.....فقالت نهلة بوجه بشوش:
"طيب ياحبيبتي تعالي طلعيني الاوضة بتاعتي علشان تعبت"
*وبالفعل ساعدتها ياسمين في الصعود إلي الطابق الثاني حيث توجد غرفتها.....وبعد أن ساعدتها في التمدد فوق فراشها سألتها بهدوء:
"تحبي أجيب لحضرتك حاجه تشربيها"
*نظرت لها نهلة دون أن ترد وقد لاحظت التماع عينيها الفيروزية بالدموع....ثم أومأت برأسها تقل:
"اديني كوباية ميه علشان أخد حاجه للصداع يابنتي
وتعالي قعدي جنبي شويه"
*ساعدتها ياسمين بود وجلست بجانبها صامتة حتى قطعت نهلة هذا الصمت بقولها:
"قوليلي ياحلوة ياأم عيون جميلة في حد مزعلك ..أوعي تكون حماتك والله أشدلك ودنها...ولا يكون الواد فارس أضربه بالعصايه دي محدش فيهم كبرعليا"
*هزت ياسمين رأسها نفيا ولم تستطع حجب عبراتها التي تساقطت بغزارة وكأنها كانت تنتظر البوح لأحد ما عما يؤلمها.....
*********************
*نظر الطبيب إلي والد رشا وقال بلهجة عملية يشرح بها حالة الصغيرة:
"يا وهبي بيه الموضوع مش متبرع وبس في تحاليل وأنسجة لازم تتطابق مع أنسجة فرح وده الصعب في زرع الكلية"
"يعني إيه يادكتور توفيق"
*تساءلت رشا بلهفة وهي تلتفت إلي طبيب صغيرتها المتابع لحالتها....فقال الطبيب بعد أن أخذ نفساً عميقاً:
"يعني يامدام رشا بعد نتايج التحاليل اللي أظهرت إن أنسجة فرح مش متطابقه مع أي متبرع قدرنا
نتواصل معاه حتى أنسجتك وأنسجة السيد وهبي
غير مطابقة بالمرة"
*بكت رشا بحرقة وهتفت بمرارة غصة:
"والحل إيه؟ أنا مش هقدر اتحمل بنتي تروح مني أعمل حاجه يادكتور أرجوك"
*رمقها الطبيب وقال متسائلاً بحيرة:
"مدام رشا أسف على تطفلي بس ممكن أسالك فين والد فرحه...لأن اعتقد بنسبة 90٪ هو الشخص الوحيد اللي أنسجته ممكن تكون متطابقة مع فرحه وده الحل الوحيد دلوقتي"
*نظرت رشا إلي والدها الذي قطب حاجبيه غاضبا وصاح بضيق:
"اتوفى....أبو فرحه متوفي يعني لازم نشوف متبرع تكون أنسجته مطابقة لحفيدتي يادكتور"
*أومأ الطبيب برأسه متفهماً الأمر الذي أصبح أكثر تعقيدا وقال بحيرة إنتابته:
"يبقي لازم نلاقي متبرع في أسرع وقت تكون أنسجته مطابقة مع أنسجة فرحه ع الأقل بنسبة 50٪ وإن شاء الله نلاقيه بأسرع وقت"
*مع بداية ساعات الصبح الأولى*
*وبغرفة الصغيرة التي بدأت تستفيق من نومها الذي استغرق وقتا طويلا....جلست رشا أمامها
تطعمها وهي تداعب وجنتيها التي توردت قليلاً:
"يلا حبيبه مامي دي اخر معلقه عشان خاطر ماما حبيبتك"
*هزت فرحه رأسها بعناد ورثته عن والدتها:
"خلاص يامامي شبعت....مامي أنا هخرج من هنا امتى أنا مش بحب المستشفى"
*أجابتها مربينها السيدة فوزية بضحكة مشرقة وهي تقف بجانبها:
"لما تاكلي كل الطبق ده وتبقى كويسه هتخرجي من هنا طول مانتي مش بتاكلي الدكتور مش هيرضي يخرجك"
"لأ خلاص هاكل اهو يادادة"
*هتفت الصغيرة وهي تفتح ثغرها الوردي المنمنم باتساع:
*همست رشا وهي تضع الطعام أمام السيدة فوزية:
"أكليها ياماما لحد ما خرج أجيب قهوة حاسه إن راسي هتنفجر من الصداع"
*نظرت لها السيدة العجوز وقالت بتذمر واضح:
"وبعدين معاكي ياناديه قهوة قهوة من غير أكل أنا هلاقيها منك ولا من بتك كلي سندوتش ولا باكو بسكوت يابنتي عشان تقدري تقفي على حيلك"
*هتفت الصغيرة بشفاه مزمومة:
"عشان خاطري يامامي لو بتحبيني كلي إنتي كمان وإلا هخاصمك يومين"
"يومين بحالهم لا يبقي لازم أروح أجيب سندوتش وأكله حالاً أنا مقدرش اخاصمك دقيتين مش يومين"
*قالت رشا ضاحكة وهي تحتضن أبنتها التي ابنتها لها بسبابتها قائلة:
"وعد يامامي"
*هزت رشا رأسها تهمس:
"وعد ياروح قلب مامي"
*وبداخل مطعم المشفى*
*جلست رشا على إحدى الطاولات تتناول شطيرة ساخنة مع كوب من القهوة.......كانت تمضغ الطعام بتمهل وتشعر مع كل قطعة بأشواك تنخر عنقها ولكنها وعدت صغيرتها وها هي تنفذ الوعد:
*وفجأة شردت بعقلها إلي مكان بعيد و ذكريات مازالت تحاصرها وتختبئ داخلها بعد مرور سنوات على تلك الذكريات التي لم ولن تنساها أبدا:
*قبل مرور ثمان سنوات وبضعة أشهر*
*ابتسم وهو يمضغ طعامه بتمهل مستمتعاً بمذاقه الرائع وأمسك بكفها يقبله قائلاً بحنانه الذي اعتادت عليه:
"تسلم إيدك حبي الأكل لذيذ جداً....مش بتاكلي ليه ؟"
*ظلت صامتة تنظر له و تحاول استرداد مالديها من طاقة فولاذية لقول ماتود أن تخبره به:
"بالهنا والشفا حبيبي أنا مش قادره أكل أي حاجه"
*قال باستغراب وهو يتوقف عن تناول الطعام:
"إنتي بقالك كام يوم متغيرة ووشك مجهد إنتي تعبانه...."
*ثم وقف منتفضاً وأكمل بقلق وهو يمرر أصابعه فوق وجنتها الشاحبة:
"نادية إنتي تعبانه ومخبيه عني يلا قومي...قومي نروح للدكتور بسرعة"
*هزت رأسها وتمتمت بارتباك وكفها يحتضن كفه الممدود وهمست بتعب والغثيان يفتك بمعدتها:
"لا أنا كو...يسه الحمد لله أقعد كمل أكلك حبيبي"
"لأ إنتي مش كويسه في حاجه تعباكي"
*قاطعها بصوت أشد حدة وأقوي قلقاً....لم تستطع إجابته فقد أطبق الغثيان على أنفاسها فركضت إلي
الحمام سريعاً تفرغ ما بمعدتها وقد تحول لون وجهها إلي الأصفر الشاحب.
*هرول خلفها بخوف وأمسك خصرها ليساعدها على الوقوف وأخذ يملس فوق وجهها بالماء الفاتر
وهو يردد:
"نادية إيه اللي بيحصل؟ إنتي بقالك كام يوم ع الحال ده إنتي......"
*ثم توقف فجأة عن الكلام وانعقد حاجباه بصرامة والشك يداهمه خاصة وأنها قد التزمت الصمت ونظرت له من خلال المرأة ولاحظت عيناها إنقباض ملامحه:
"نادية إنتي....إنتي حامل"
4
*سألها وهو يبادلها النظرات من خلال المرأة وقد بدا الأمر له أكثر وضوحاً.
*ابتلعت ريقها ومرت دقائق على صمتها حتى قالت أخيراً بصوت متقطع:
"ايوه أنا حامل في شهرين"
*أحست بشعور غريب أنها قد علقت في فخ نظراته الغاضبة لكنها نفت تلك الأفكار السوداء عنها وتابعت بابتسامة انحسرت فوق شفتيها:
"أنا روحت للدكتور مع ماما فوزية وقالي إني حامل في سبع أسابيع و....."
*تركها وخرج متوجهاً إلي غرفة نومهما وبدأ في ارتداء ملابسه بهدوء دون أن يعلق....وقفت خلفه تلمس كتفه العاري برقة وهمست:
"أنت مش قولت هتبات هنا الليلة"
*رفع حاجبيه بانزعاج واضح والتفت ينظر لها وهو مقطب الوجه :
"لازم أمشي ورايا حاجات لازم أعملها"
*ردت بحرارة وشفتاها تلمس عنقه بارز العروق:
"مش هتقولي مبروك ع البيبي"
*زفر بضيق وأكمل أغلاق ازرار قميصه الأبيض بعنف ولم يجيها......نظرت إليه بحزن تقل:
"مازن أنت مش فرحان بحملي"
*استمر علي صمته المهيب....فاشتدت شفتا نادية وهتفت:
"مازن أنا بكلمك رد عليا من فضلك"
"أرد أقولك إيه؟هه قوليلي أرد أقول إيه؟ يظهر إنك مش واخده بالك إننا متجوزين في السر من ورا أبوكي ومن ورا أهلي"
*صاح فيها بغضب واتجه إلي إحدى ضلف الخزانة ليخرج منها شرائط أقراص منع الحمل والقاهم بعنف أمام وجهها وأكمل صارخاً:
"مش اتفقنا إنك تاخدي من الحبوب دي لحد مانقدر نقولهم إننا اتجوزنا....كنتي بتكدبي كل مرة أبقي فيها معاكي وتقوليلي باخد اطمن ياحبيبي وإنتي بتكدبي عليا"
*هزت نادية رأسها تقل باكية:
"لأ مكنتش بكدب كنت باخدهم بإنتظام والله بس نسيت وفي أوقات أنت مكنتش بتديني فرصة بس
أنا عمري ماكدبت عليك أو خليت باتفاقنا يامازن"
*ساد صمت مريع بينهما وكان ينظر إليها بقلب مفطور لايتحمل دموعها إنه يعشقها فهي عشقه الأول والأخير عشقها منذ رآها أول مرة تطير كالفراشات تخطف الأنظار بجمالها الأخاذ ورقتها الناعمة حين كانت طالبة بالسنة الأولي بالجامعة وهو بالسنة النهائية وقتها صمم أن تكون له...........
*وعندما أعلن لها عن حبه تفاجئ بأنها هي الأخرى تبادله الحب وعشق كل منهما الأخر عشقاً جنونياً حتي تقدم بطلبها ووافق والدها بل وعمل معه لفترة حتى حان وقت تعارف العائلتين وكانت الصدمة الكبري حينما رفض والدها وبشدة زواج أبنته الوحيدة منه.......
*وأعتقد أن الرفض من جانب والدها فقط ولكن والدته أعلنت هي الأخرى رفضها بغضب وكانت حجتها التي استعانت بها أنها غير مريحة بالنسبة لها ولم تدخل قلبها.....واستمر العناد بين العائلتين وفشلت كل محاولات الحبيبين فقررا الزواج خاصة بعد أن تقدم ابن العم بطلب الزواج منها.
*آفاق من شروده على صوت شهقاتها فاحتضن وجهها يمسح دموعها بشفتيه:
"إنتي عارفه أنا بحبك قد إيه؟ إنتي حته مني روحي والنفس اللي بيخرج مني يانادية بس الظروف دلوقتي صعبة علينا.....والدك بيكرهني وبيحاربني في شغلي كأني عدوه بعد ماكان بيساعدني.
*وأمي اللي رافضه جوازنا ومصممة علي رفضها برغم كل محاولات بابا معاها أنا مش عارف إيه سبب رفضهم ده ومش قادر استوعب إنه مجرد عدم ارتياح زي مابيقولوا.......وفي نفس الوقت أنا مقدرش استغني عنك أو أسيبك لغيري يانادية"
*صمتت عن البكاء وقد اختنقت أخر احرف كلمتها تماماً وهي تخفض عينيها المرتعبتين من فكرة فقدانه أو الأبتعاد عنه:
"مفيش قدامنا حل غير إننا نواجهم ونقولهم إننا متجوزين من سنة وإني حامل....ده الحل الوحيد حبييي"
*تنفس بجهد وأحس أنه يحارب نفسه بذلك القرار ولكن هذا الوقت غير صائب تماماً للإعلان عن زواجهما وحملها خاصة بعد أن خضعت والدته منذ شهور قليلة لجراحة حرجة بالقلب:
"في حل تاني يانادية....حل نقدر بيه ناخد وقتنا في اقناعهم"
"حل إيه؟"
*تمتمت برقة وهي تضع رأسها فوق صدره:
*مرر أصابعه بين خصلاتها الناعمة برقة والحزن يسكنه يقل:
"نادية حبيبتي اللي هقوله ده صدقيني غصب عني بس لازم يحصل لحد ماتتحل كل التعقيدات والمشاكل دي"
*رفعت رأسها من فوق صدره ونظرت اليه مباشرة وقلبها يدق بصخب:
"مازن أنت تقصد إيه؟ مش ممكن يكون قصدك إني أنزل البيبي....مش معقول صح؟"
*بقي لحظات متسمراً في مكانه كتمثال حجري وقد فقدت عيناه القدرة على النظر في عينيها:
*فصرخت بغضب وهي تلكمه في صدره:
"أنت عايزني اقتل ابننا؟ أتكلم قول حاجه....قولي لأ عمري ماهفكر في كده"
*صرخ هو الأخر في وجهها صرخة ارعبتها وقذفت الرعب في أوصالها:
"لأ مش عايزك تقتليه بس للضرورة أحكام وأحنا دلوقتي في مشكلة كبيرة لسه مخلصناش منها اللي بقوله في مصلحتنا في الوقت الحالي ده يا نادية اللي في بطنك لازم ينزل"
*تجمدت في مكانها مذعورة توقف قلبها رعباً واتسعت عيناها ارتياعاً وترقرقت بالدموع وأحاطت بطنها
وهي تهدر فيه صارخة:
"لا لا لا مستحيل أنزل أبني لأ مش هنزله ولا هموته لو أنت خايف تواجه عيلتك بيه أنا بقي مش خايفه ومش جبانه زيك عشان أقتل ابني....فاهم"
*رفع يده ليصفعها ولكنه توقف عن صفعها وبكتلة يده ضرب فوق رأسه أكثر من مرة.....وقال من بين
أسنانه قبل أن يخرج من الغرفة:
"اللي بطنك ده هينزل فاهمه....لازم ينزل يانادية"
*وخرج بعد أن أغلق الباب بقوة جعلتها تنتفض بخوف:
*اهتز كتفاها منتفضة حينما استيقظت من شرودها علي يد والدها التي ربتت على كفها:
"نادية سرحانه في أيه؟"
*ضحكت ساخرة:
"نادية أنا بكره الاسم ده زي مابكره صاحبته"
*جلس والدها أمامها وأمسك بكفها يضغط عليه:
"متنسيش أن صاحبته تبقي أمك وهي بنفسها اختارت اسمك يكون على اسمها"
*ضحكت بشدة وهي تكتم فمها واستمرت في الضحك كأنها لم تضحك من قبل حتى التفتت إليها بعض الرؤوس....فقال والدها بهمس:
"إنتي اتجننتي بتضحكي علي إيه؟"
*هتفت من بين أسنانها وقد إنتهت نوبة ضحكها الهستيرية:
"بضحك ع الخيال اللي عايش فيه لحد دلوقتي وقصة الحب الأبدية اللي مش مخلياك قادر تفتكر
إن نادية هانم سابت بنتها وطفشت"
"نادية امك مطفشتش....أمك"
*حاول وهبي التبرير لكنه التزم الصمت مرة أخري فرفعت إليه حاجبيها وتساءلت:
"هه يلا دور على كدبه تالتة ولا رابعة ولا عاشرة يا
بابا أرجوك كفايه..أنا بنتي بتموت وأنت لسه بتكدب وبتقول عن أبوها مات وهو عايش"
"أبوها ده ندل اتخلى عنك وطلب منك تموتيها وهي في بطنك"
*صاح والدها وهو يشدد علي كلماته بغيظ شديد فلم تتحمل إكمال المناقشة ونهضت لتمشي ولكنها عادت من جديد إلي والدها الذي يحني رأسه بتعب وانحنت هي الأخرى تستند فوق الطاولة بمرفقيها وهمست له متسائلة:
"إيه هو السبب اللي خلك ترفضه وتحرمنا من بعض....ومن فضلك يا بابا متقوليش إنه مكنش مناسب ليا لأني عارفه إنك بتكدب عليا وعلى نفسك ولأن شريف أبن اخوك هو كمان مكنش مناسب ليا"
"مدام رشا....فرح طلباكي في أوضتها"
*همست الممرضة مبتسمة لرشا التي التفتت لها تجبها:
"أنا جايه حالاً شكراً"
*ثم قالت لوالدها الملتزم الصمت:
"لسه الكلام بينا مخلصش يابابا"
***************************
*أوشكت أجواء الحفل على الإنتهاء ورحل أصدقاء العريسين حتى مازن الذي أعجبته الأجواء
وأخرجته قليلاً من همومه...ولم يتبق سوي رجال العائلة الذي جلسوا يتحدثون في بعض الأمور:
"وبعدين ماحنا لازم نعرف إيه اللي بيحصل هناك"
*تمتم محمد لمالك الذي كان يدخن في ركن بعيد بالحديقة بعيداً عن أنظار والده :
*هز مالك رأسه وقال معترضاً:
"هنعمل إيه يابني أنت عارف إننا النهارده ممنوع نخرج من هنا...خلاص مش قادر تبعد عن مايا يوم"
"على أساس إنك قاعد على بعضك....أنا عايز بس أشوف إيه اللي بيحصل عاملين إزاي وكده أنت فاهم يابني"
*دمدم محمد بمكر وهو يغمز لمالك الذي قال بلهفة هو الأخر:
"طيب إزاي تفتكر ملك ممكن تساعدنا"
*هز محمد رأسه بصرامة:
"لااااااا مستحيل ملك يعني فضيحة والعيلة كلها هتعرف ده لو وكالة الاستخبارات الامريكية معرفتش"
*ضحك مالك بعلو....وفرك لحيته مفكراً:
"طيب مين مش معقوله أمي أو أمك.....اااه سماح"
*أصدر محمد صوتاً من بين شفتيه وهو يهز راسه برفض:
"سماح هتعمل فيها أم العروسة وأكيد بتنفذ أوامر عمتي بحذافيرها"
"أيه رأيك في أم صالح ؟"
*اقترح مالك مبتسماً وكأنه حصل على الحل الأمثل لكن محمد أحبطه على الفور حينما صرخ بوجهه:
"مييييين؟ دي عقبال ماتسمع في التليفون يبقي عدي 30 سنة تقريباً ولو حبيت تسمع بمزاجها طبعا
هتفضل تدينا مواعظ وحكم..ملقتش غير أم صالح ..لأ طبعا"
"اوووف أمال مين يابني خلاص بقى نبقي نعرف بعدين أكيد الحفلة متصورة وفي صور كتير"
*صاح مالك متأففا بملل.
*وبعد قليل التمعت عينا محمد وابتسم قائلاً:
"بسسسس أنا عرفت مين اللي هيقدر يساعدنا"
"ميين؟ "
*تساءل مالك بسعادة بعد أن أصابه بعض الأحباط:
"مايو عشان خاطري أقفي أخد لك صورة بقي"
*همهمت نادرة بدلال لمايا التي وقفت أمامها
تتراقص بتمايل وإغواء شديدين بناءا على طلب نادرة التي التقطت لها أكثر من خمس صور:
"خلاص بقي يانادرة تعبت وبعدين إيه حكايه اتصوري وحدك وبعدين عنهم دي....همم اوعي تنزلي الصور دي فيس أو انستا أقتلك"
*غمزت لها نادرة غمزة شقية وهي تلوي شفتيها بابتسامة:
"عيب يامايو اطمني الصور دي علي موبيلي بس للذكرى وفي الحفظ والصون"
وبعد قليل
"لا لا يالولي اقفى كده أيوه حطي إيدك في وسطك"
*ظلت نادرة تلقي بعض التعليمات لليلى التي صاحت مبتسمة:
"اتعلمتي الحركات دي فين ياتحفة ...إنتي لازم تاخدي كورسات جلسات تصوير"
*هزت نادرة كتفيها بثقة:
"امممم هفكر....يلا سمايل بقي أخر صورة"
*استجابت لها ليلي بهدوء وهي تبتسم برقة وقالت
باستغراب:
"ليه كل الصور دي احنا اتصورنا جوه كتير جداً ليه صممتي تصوريني هنا وحدي"
*ظلت نادرة تنظر إلى الهاتف وتتفحص الصور التي التقطتها باحتراف وأجابت دون أن تنظر إليها:
"عادي صور للذكرى هحتفظ بيها على موبيلي"
*فكرت ليلي قليلاً وهمست بتأكيد:
"ناردة اوعي حد يشوف الصور دي"
**غمزت لها نادرة غمزه شقية وهي تلوي شفتيها بابتسامة أخرى ماكرة:
"عيب يالولو اطمني الصور دي علي موبيلي بس للذكرى وفي الحفظ والصون"
*تنبيه بوصول رسائل علي موبيل مالك ولحظات واستلم محمد نفس الرسائل نظر كلاهما للآخر واطلقا ضحكة صاخبة:
"شوفت القردة يابت اللذينه إزاي صورتهم بالشكل ده"
*هتف مالك بانبهار شديد وهو، ينظر إلى إيقونة أنوثة متفجرة الجمال بجسد ناري وجمال يغوي القديسين.....بينما محمد كان في عالم آخر بفم متسع وعينان محملقة كادت أن تخرج من محجريها وتصلب جسدي كاد أن يفتك به.....
*مايا حبيبته رائعة الجمال مكتملة التضاريس المبهرة عيناها شعرها فمها صدرها منحنيات جسدها الواضحة أسفل ثوبها الشفاف التهب وجهه بالأحمرار الشديد وقال مبتلعاً ريقه:
"إيه رايك تيجي نروحلهم ؟؟"

مـــــــلك روحـــــــــيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن