هذه الرواية خلتني مدمنة بطريقة جنونية و أنا أقرأها حرفيا 700 صفحة انهيتها في 3 ايام من شدة التشوق !
الرواية مقتطفة من قصة واقعية حسب ما صرحت به الكاتبة في بداية الرواية
اولا تبدأ الرواية في جزيرة جربة التونسية و المعروفة بتواجد طائفة يهودية تقارب 2000 شخص (تونسيين ) مع المسلمين ، ريما فتاة مسلمة كانت انها تعمل في منزل أسرة يهودية و حين ماتت عهدت بإبنتها الى جاكوب(اليهودي الذي تعمل عنده )و الذي ربى ريما كإبنته تماما قبل ان يتزوج و يصبح له أبناؤه حتى ،حيث انه اعتبرها ابنته البكر و حافظ على وصية أم الفتاة بأن يحافظ على دينها (الاسلام) و أن لا يتدخل أو يحاول التأثير عليها ، كان كل يوم جمعة يأخذها لدروسها في الجامع بعد صلاة الجمعة و يجلس خارجا منتظرا خروج تلك الصغيرة ، ألا ان تلك الصغيرة باتت تكبر شيئا فشيئا و من الطبيعي انها بدأت تمارس طقوسها الدينية أي الصلاة لكن هذا رغم غرابة حدوثه في منزل يهودي ألا ان جاكوب كان يحترم وصية الأم و ترك الفتاة دون أن يتدخل أو يسأل السؤالات التي لطالما تبادرت الى ذهنه ، كان الوضع مستقرا الى هذا الحد فرغم إختلاف الديانة فهي ابنته و تناديه "بابا يعقوب " منذ كانت صغيرة و ترعرعت تحت يديه ، إلا ان ما جعل الوضع يتغير هو إتخاذ ريما قرارها بالحجاب إذ ان جاكوب صدم من إرتداء ريما الحجاب أمامه و عدم ازالته حتى في البيت و هذا ما أثار قلقه اذ ان ابنته ريما التي رباها و يداعبها و يحتضنها و يمزح معها بدأت تضع الحدود بينها و ما جعله يصدم اكثر هو انها صارحته بكونه أجنبيا عنها ووجب إرتداء الحجاب أمامه ،طبعا هذه الافكار كانت جديدة على جاكوب خصوصا انها اتته من إبنته البكر التي رباها و سمع منها كلمة بابا لكن حبه لها و وصية أمها جعلتاه عاجزا على محاولة تغيير رأيها المشكلة ليست هنا بل في زوجة جاكوب ذات المعتقد اليهودي و التي أصبحت مع تعلم ريما اكثر و ممارستها لدينها على أرض الواقع تخشى تأثر ابنائها الصغار بريما و ما كان لها ألا ان خرجت من المنزل مهددة جاكوب أما هي و ابناؤها أو ريما و للأسف ما كان لجاكوب سوى ان يختار اسرته لذا قرر إرسال ريما الى منزل ابنة عمه "سونيا "في لبنان و التي كانت يهودية متزوجة في مسيحي (في زواجها الثاني ) أما زواجها الأول فكان من مسلم و هي تملك ابنتين من زواجها الأول لذا ظن انها قد تقبلها .
إنتقلت ريما للعيش في لبنان في منزل سونيا و لاقت استقبالا من إبنة سونيا "ندى (بطولة الرواية) " و التي كانت تعتنق الديانة اليهودية التي ربتها عليها أمها رغم كونها من أب مسلم .
قبل ايام طرق باب منزل ندى من قبل شخصين احدهما مصاب بشدة و الآخر يسنده إليه ، عرفت انهم من حركة المقاومة جنوب لبنان ضد الاحتلال الاسرائيلي و بالتالي فهم مسلمون دون شك ، طبعا بما انها تخاف من ردة والدتها ان سمعت بمساعدتها لمسلمين لذا نقلتهم الى مستودع المنزل و دعت أخاها (مسيحي و هو ابن زوج امها و ليس اخاها حقا) ليعالج أحد الرجل المصاب و المدعو أحمد ، بعد يوم استيقظ احمد في ذلك المستودع و اخبره صديقه انه اصلح عطب السيارة و انهم سيذهبون و كان قد لاحظ نجمة داود (السداسية) التي تملكها ندى لذا استغرب كثيرا من مساعدتها لهم ، دار حوار بسيط بينهم عن العلاقة بين اليهود و المسلمين و تسائل عن سبب تقديمها المساعدة رغم انه مسلم فشرحت له ان اسرتها تحوي اكثر من ديانة لذا هي متعودة على هذا و لم تدخل في التفاصيل ،ثم غادر احمد و صديقه في اليوم الموالي ، بعد فترة تفاجئت ندى بأنه يوجد من تقدم لخطبتها ، كانت ترفض فكرة الخطبة و الزواج من الاساس و لا علاقة بالشخص ايا يكن و لكن ما صدمها ان من تقدم لخطبتها هو نفسه أحمد ، من ناحية أخرى بعد الحوار الذي دار بينهم شعر احمد ان من واجبه تصحيح مفهومات ندى عن الاسلام و أن عليه دعوتها ، تدريجيا صار يذهب لمنزل أسرة ندى ليلتقي بها و تدور بينهم حوارات و مناظرات دينية يجيب فيها احمد عن تساؤلات ندى امام كامل الاسرة التي وضع احمد قاعدة امامهم بأنه لا يحق لغيرها أن يسأل و يجيب أما البقية فسيجيبهم لاحقا ، و كثرت زيارات احمد مع تبرعه ان يكون معلم ريما (الطفلة المسلمة التي أتت من تونس) للدين ،حينها كانت ندى تحضر معهم تلك الدروس و تتعلم و تطرح اسئلة مجنونة احيانا فقط للفت الانتباه ، بعد وقت حدثت حادثة موت ريما و التي جعلت ندى تحبط و تمرض بشدة ثم بعد فترة اختفى احمد بعد تحرير الاسرى من سجون الاحتلال ،حينها اختلف الوضع فاحمد لم يكن ، واصلت دراستها للدين من جميع النواحي الى أن وصلت أخيرا للإسلام و اعلنت اسلامها لكن لم يكن الامر سهلا بالنسبة لها فاذا بها تفاجئ ان امها أقرب الناس إليها طردتها من المنزل حرفيا ! اجل طردتها و كانها شخص غريب !
"هنا تدرك نعمة ان تولد مسلما و في أسرة مسلمة ، نعمة يجب ان نحمد عليها الله مرارا و تكرارا "
بعد سنوات ظهر احمد من جديد لكن بشخصية أخرى ، شخصية جون ، اجل فقد ذكرياته كلها و تحول الى مسيحي بعد أن تعرض لحادث سقوط و انقذه شيخ مسيحي جعله يعيش معه في قرية مسيحية علمته الديانة المسيحية
أصبحت هي مسلمة بفضله و حين عاد وجدته مسيحي
حرفيا حين وصلت معي حبكة الرواية الى هذا المستوى اشتعل الحماس داخلي ! خصوصا إن الرواية على وشك الانتهاء و الصفحات التي تبقت معدودة !
لحسن الحظ و بعد عدة احداث سعيا في استعادة احمد لذاكرته استعادها و تزوج كلاهما في النهاية
.
.طبعا هذا ملخص الرواية و التفاصيل التي فيها كثيييييرة لكنني أردت أن أوضح الفكرة العامة لها
بالنسبة لي هذه الرواية اوضحت لي ان ابسط الاشياء التي نظنها مسلمة و عادية كالعيش في مجتمع مسلم قد تكون من امنيات غيرك و ان البعض يكتم دينه و الحق الذي وصل إليه خوف ان يطرد و يدمر حياته ، القضية ليست سهلة نهائيا و هذه الرواية تشرح تماما صعوبة ما يعانيه المعتنقين الجدد للإسلام و الظروف القاسية التي يمرون بها من تشريد و تعنيف الخ ألا انهم يتمسكون بما يؤمنون به بشدة
من أهم الاشياء التي لا يجب ان يمر يوم دون أن نفعلها هي شكر الله تعالى على سائر نعمه التي انعم بها علينا 💗.
أظن ان هذه روايتي المفضلة إلى حد الان 😜💖 و أنصحكم بشدة ان تقرؤوها 💖💖
VOUS LISEZ
💥"*خلاصة القول *"💥
Randomالقراءة تجعلك تنظر للعالم من زاوية مختلفة ♥️ تساعدك على ايجاد الحلول بطريقة اكثر سلاسة ♥️ هنا سأضع ما رسخ في ذهني من كل كتاب قرأته ♥️