ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ : ﻋﻠﻰ ﺇﺭﺗﻔﺎﻉ 3000 ﺃﻟﻒ ﻗﺪﻡ ﻓﻮﻕ ﺻﺤﺮﺍﺀ
ﺑﻴﻮﺿﺔ .. ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﻃﺎﺋﺮﺓ ﻣﺘﺠﻬﺔ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ..
ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ : ﺗﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ..
ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺎﺕ :
ﺍﻷﻡ .. ﺷﻴﺮﺍﺯ ﺳﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﺳﺮﺓ ﺃﺭﺳﺘﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ، ﻓﻲ
ﺍﻟﺚﻼﺛﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻫﺎ ، ﺇﺻﻄﺤﺒﺖ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﺎ ﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﺇﻟﻰ
ﺑﺎﺭﻳﺲ ، ﻭﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ..
ﺍﻷﺏ .. ﺗﺎﺝ ﺍﻟﺴﺮ ﺭﺟﻞ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺯﻥ ﺍﻟﺜﻘﻴﻞ ﻓﻲ
ﺍﻷﺭﺑﻌﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ .. ﺻﺎﺣﺐ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﺼﺎﻧﻊ ﻭﺷﺮﻛﺎﺕ
ﻭﺯﻭﺝ ﺷﻴﺮﺍﺯ ..
ﺍﻹﺑﻦ .. ﻉﻼﺀ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻋﺸﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﺮ ..
ﻳﺪﺭﺱ ﺑﺎﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ..
ﺍﻹﺑﻨﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ .. ﻧﻴﻔﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻫﺎ ..
ﺗﺪﺭﺱ ﺑﺎﻟﺼﻒ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﺍﻹﺑﺘﺪﺍﺋﻲ ..
ﺍﻹﺑﻨﺔ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ .. ﻣﺎﻳﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻫﺎ ..
.
.
.
ﺗﻌﺎﻟﺖ ﺿﺤﻜﺎﺕ ﺷﻴﺮﺍﺯ ﻭﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ..
ﻭﻫﻢ ﻳﺴﺘﺮﺟﻌﻮﻥ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻄﻠﺔ ﻓﻲ ﺑﺎﺭﻳﺲ ..
ﻣﺎﻳﺎ ﺇﺑﺘﺴﻤﺖ ﺑﺒﺮﺍﺀﺓ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﺴﺎﺀﻝ : ﻣﺎﻣﺎ ﺣﻨﻤﺸﻲ ﺗﺎﻧﻲ
ﻣﺘﻴﻦ ؟
ﺇﺑﺘﺴﻤﺖ ﺷﺎﺩﻳﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﻠﻌﺐ ﺑﺨﺺﻼﺕ ﺇﺑﻨﺘﻬﺎ ﺍﻟﺒﻨﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺼﻔﻔﺔ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ : ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺠﺎﻳﺔ ﻳﺎ ﺣﺒﻴﺒﺔ ﻣﺎﻣﺎ .. ﻋﺸﺎﻥ
ﺗﺪﺧﻠﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻫﻨﺎﻙ !
ﻭﺗﺄﻣﻠﺘﻬﺎ ﻣﻌﺠﺒﺔ ﺑﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﺎ ﺑﻬﺎ .. ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺸﻌﺮ
ﺍﻟﺒﻨﻲ ﺍﻟﻨﺎﻋﻢ ﻭﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﻌﺴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺛﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﺗﻬﺎ
ﺫﺍﺕ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ..
ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﺇﺑﻨﻴﻬﺎ ﻧﻴﻔﻴﻦ ﻭﻉﻼﺀ ﻓﻬﻢ ﻳﺸﺒﻬﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪﻫﻤﺎ
ﺗﻤﺎﻣﺎ " ﻓﻬﻮ ﺃﺳﻤﺮ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﻭﺃﺳﻮﺩ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﻭﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﻛﺤﺎﻝ
ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻟﺒﻠﺪ ..
ﺯﻭﺍﺟﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻦ ﻗﺼﺔ ﺣﺐ ﺟﻤﻴﻠﺔ .. ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﺗﺎﺝ
ﺍﻟﺴﺮ ﻳﻜﺎﻓﺢ ﻟﻴﺼﻨﻊ ﺇﺳﻤﺎ " ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺷﻴﺮﺍﺯ ﺇﺑﻨﺔ
ﺃﻛﺒﺮ ﺗﺎﺟﺮ ﺃﻗﻄﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻠﺪ .. ﻛﺎﻓﺤﺖ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺣﺒﻬﺎ
ﺍﻟﺬﻱ ﺇﻋﺘﺮﺽ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻟﺪﻳﻬﺎ ﺑﺤﻜﻢ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻣﻬﻢ
ﻭﻻ ﻣﺴﺘﻮﺍﻫﻢ .. ﻭﻹﻳﻤﺎﻧﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﺑﻄﻤﻮﺡ ﺗﺎﺝ ﺍﻟﺴﺮ
ﺗﺰﻭﺟﺘﻪ ﺑﺪﻭﻥ ﺭﺿﺎﻫﻤﺎ .. ﻭﺻﺪﻗﺖ ﺗﻮﻗﻌﺎﺗﻬﺎ ...
ﻓﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﻗﻤﺮﺓ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﺑﺮﺯ ﻣﻨﻪ ﺗﺎﺝ ﺍﻟﺴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺒﺎﺩﻝ
ﺇﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻋﺬﺑﺔ ﻣﻊ ﺷﻴﺮﺍﺯ .. ﻭﺟﻠﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ
ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭ ﻟﻬﺎ ﻣﻤﺴﻜﺎ " ﻛﻔﻬﺎ ﺑﺮﻗﺔ .. ﻭﻫﻤﺲ ﻓﻲ ﺃﺫﻧﻬﺎ :
ﺇﻧﺸﺎﺍﻟﻠﻪ ﺳﺖ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺒﺴﻮﻃﺔ ..؟
ﺿﺤﻜﺖ ﺑﻌﺬﻭﺑﺔ : ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺇﻧﺖ ﻣﻌﺎﻱ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻣﻜﺎﻥ ﺑﻜﻮﻥ
ﻣﺒﺴﻮﻃﺔ ..!
ﻭﺗﺒﺎﺩﻝ ﺍﻟﺪﻋﺎﺑﺎﺕ ﻣﻊ ﺃﺑﻨﺎﺋﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﺖ ﺃﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻀﺤﻚ ..
ﻓﺠﺄﺓ ﺇﺿﻄﺮﺑﺖ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻭﺇﻫﺘﺰﺕ ﺑﺸﺪﺓ ، ﺟﺎﺀ ﺻﻮﺕ
ﺍﻟﻤﻴﻜﺮﻭﻓﻮﻥ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ : ﺳﻴﺪ ﺍﻟﺘﺎﺝ ﻟﻮ ﺳﻤﺤﺖ ﻣﻄﻠﻮﺏ
ﺣﻀﻮﺭﻙ ..
ﻗﺎﻝ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻬﺾ : ﻣﺎ ﺗﺨﺎﻓﻮ ﻣﺎﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ .. ﻣﻄﺒﺎﺕ ﺑﺲ
ﻭﻟﻜﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻗﺮﺃﺕ ﻣﺎ ﺑﻌﻴﻨﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﻠﻖ .. ﻭﻏﺎﺏ ﻓﻲ
ﺍﻟﻘﻤﺮﺓ ..
ﺣﻀﻨﺖ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﺎ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻻ ﺗﻜﻒ ﻋﻦ
ﺍﻹﻫﺘﺰﺍﺯ ..
ﻋﺎﺩ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﻗﺪ ﻓﺸﻞ ﻓﻲ ﺇﺧﻔﺎﺀ ﻗﻠﻘﻪ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻭﺃﻭﻣﺄ ﻟﻬﺎ
ﻟﺘﻘﺘﺮﺏ ﻣﻨﻪ ..: ﺃﺭﺑﻄﻲ ﺍﻟﺤﺰﺍﻡ ﻝﻸﻭﻻﺩ .. ﻭﺇﺑﺘﺴﻢ
ﻣﺤﺎﻭﻻ " ﺗﺨﻔﻴﻒ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ..
ﺃﻣﺴﻚ ﺗﺎﺝ ﺍﻟﺴﺮ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻣﻦ ﻛﺘﻔﻴﻬﺎ ﻭﻫﻤﺲ : ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ
ﺇﺗﻌﻄﻞ ﻭﻣﺎ ﺣﻴﺼﻤﺪ ﻛﺘﻴﺮ .. ﺣﻨﻀﻄﺮ ﻧﻬﺒﻂ ﺇﺿﻄﺮﺍﺭﻳﺎ .. "
ﺃﻋﻤﻠﻲ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻷﻭﻻﺩ ..
ﺷﻴﺮﺍﺯ : ﻭﺇﻧﺖ ﻣﺎﺷﻲ ﻭﻳﻦ ؟
ﺗﺎﺝ : ﺣﺄﺣﺎﻭﻝ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﻴﺎﺭ ﻧﻠﻘﻰ ﺣﺘﺔ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻧﻬﺒﻂ
ﻓﻴﻬﺎ .. ﻗﻮﻟﻲ ﻳﺎ ﺭﺏ ..
ﺗﻤﺘﻤﺖ ﻭﻫﻲ ﺗﺤﺒﺲ ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ : ﻳﺎﺍﺍﺍﺍﺍﺭﺏ ﺗﺴﺘﺮ ﻭﺗﻠﻄﻒ ..
ﻭﻋﺎﺩﺕ ﻟﻤﻘﻌﺪﻫﺎ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﺎ .. ﺗﺄﻛﺪﺕ ﻣﻦ ﺃﺣﺰﻣﺘﻬﻢ ..
ﻭﺃﺧﺮﺟﺖ ﻣﺼﺤﻔﺎ " ﻭﺭﺍﺣﺖ ﺗﻘﺮﺃ ..
ﻉﻼﺀ : ﻳﺎ ﻣﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺷﻨﻮ ؟
ﺷﻴﺮﺍﺯ : ﻣﺎﻓﻲ ﺷﻲ ﺣﺒﻴﺒﻲ .. ﻣﻄﺒﺎﺕ ﺑﺲ ..
ﻧﻴﻔﻴﻦ ﺇﺣﺘﻀﻨﺖ ﻣﺎﻳﺎ ﺑﺨﻮﻑ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺯﺍﺩﺕ ﺍﻹﻫﺘﺰﺍﺯﺍﺕ
ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﺗﻨﺤﺪﺭ ﺑﺰﺍﻭﻳﺔ ﻣﺨﻴﻔﺔ .. ﺗﺸﺒﺜﺖ ﺷﻴﺮﺍﺯ
ﺑﺄﺑﻨﺎﺀﻫﺎ ﺑﻘﻮﺓ ﺣﺘﻰ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺈﺭﺗﻄﺎﻡ ﻋﻨﻴﻒ ﻓﻘﺪﺕ ﻋﻠﻰ
ﺇﺛﺮﻩ ﺍﻟﻮﻋﻲ ..
.
.
.
ﺷﻌﺮﺕ ﻣﺎﻳﺎ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺑﺎﻷﻟﻢ ﻓﻲ ﻋﻈﺎﻣﻬﺎ ﺍﻟﻐﻀﺔ ﻭﺑﺪﺃﺕ
ﺑﺎﻹﺭﺗﺠﺎﻑ .. ﻓﺘﺤﺖ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺕ ﺇﻣﺮﺃﺓ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﻟﺘﺠﺪ
ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻠﻘﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻣﺎﻝ ﺍﻟﺮﻃﺒﺔ ﻟﺸﻂ ﺍﻟﻨﻴﻞ .. ﺃﺩﺍﺭﺕ
ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻟﺘﺼﻄﺪﻡ ﺑﺈﻣﺮﺃﺓ ﻋﺠﻮﺯ ﺗﻠﺒﺲ ﺗﻮﺑﺎ " ﺃﺳﻮﺩ ﻭﻋﻠﻰ
ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺷﻠﻮﺥ ﻭﻗﻮﺭﺓ ..
ﺇﻧﺤﻨﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻭﺑﻜﻔﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﻗﺮﺑﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ
ﻭﻏﺴﻠﺖ ﺑﻪ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ : ﻛﺮ ﻋﻠﻲ ﻳﺎ ﺑﻨﺎﺕ ﺃﻣﻲ .. ﻳﺎ
ﺑﺘﻲ ﺃﻫﻠﻚ ﻭﻳﻦ ؟ ﻭﺍﻟﺠﺎﺑﻚ ﻫﻨﺎ ﺷﻨﻮ ؟
ﻫﺰﺕ ﻣﺎﻳﺎ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺑﻌﺪﻡ ﻓﻬﻢ ﻭﺫﻫﻮﻝ ..
ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﻟﻢﻼﺑﺲ ﺍﻟﻄﻔﻠﺔ ﺍﻟﻐﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺬﻫﺐ ﺍﻟﺬﻱ
ﺗﺮﺗﺪﻳﻪ ﻓﺨﻤﻨﺖ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺃﺻﻞ ﻫﻲ ..
ﻣﺪﺕ ﻳﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻗﺔ ﻟﺘﺴﺎﻋﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ : ﺗﻌﺎﻟﻲ ﻳﺎ
ﺑﺘﻲ .. ﺗﻠﻘﻴﻜﻲ ﺟﻴﻌﺎﺍﺍﻧﺔ ﺃﻛﻠﻲ ﻟﻴﻚ ﻟﻘﻤﺔ ﻭﻏﺴﻠﻲ
ﻭﺷﻴﺸﻚ ﺍﻷﻏﺒﺶ ﺩﻩ ﻭﻏﻴﺮﻱ ﻫﺪﻳﻤﺎﺗﻚ ﺩﻳﻞ .. ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺩﻩ
ﻣﺎ ﻭﻗﺘﻮ ..
ﻭﺣﻤﻠﺘﻬﺎ ﻟﺘﻀﻌﻬﺎ ﻓﻮﻕ ﺣﻤﺎﺭ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻗﻔﺎ " ﺑﺠﺎﻧﺒﻬﺎ ﻭﺣﻤﻠﺖ
ﺣﺰﻣﺔ ﺑﺮﺳﻴﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺠﺎﻧﺒﻬﺎ ﻓﻮﻕ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﻭﺇﻧﻄﻠﻘﺖ ﺑﺎﻟﺤﻤﺎﺭ
ﻧﺤﻮ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻﺣﺖ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ...
) ﺱﻼﻡ ﻋﻠﻴﻚ ﺁ ﺑﺖ ﻭﺩ ﺭﺣﻤﺔ ( ﺭﻓﻌﺖ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺻﻮﺗﻬﺎ
ﻭﻫﻲ ﺗﺪﻟﻒ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺃﺣﺪ ﺑﻴﻮﺕ ﺍﻟﻄﻴﻦ ..
ﺟﺎﺀﻫﺎ ﺻﻮﺕ ﺯﻳﻨﺐ ﺑﺖ ﻭﺩ ﺭﺣﻤﺔ : ﻭﻋﻠﻴﻚ ﺍﻟﺲﻼﻡ ﺣﺎﺟﺔ
ﺁﻣﻨﺔ .. ﺇﺗﻔﻀﻠﻲ ﻗﺪﺍﻡ ..
ﺩﺧﻠﺖ ﺣﺎﺟﺔ ﺁﻣﻨﺔ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺮﺍﻛﻮﺑﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺭﻛﻦ
ﺍﻟﺤﻮﺵ .. ﻭﺟﺪﺕ ﺯﻳﻨﺐ ﺗﻌﻮﺱ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺴﺮﺓ ﻟﻐﺪﺍﺀ
ﺯﻭﺟﻬﺎ .. ﺯﻳﻨﺐ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻀﻔﺎﺋﺮ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﻭﺍﻟﻠﻮﻥ
ﺍﻟﻌﺎﺟﻲ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻡ ﺍﻟﻤﻠﻔﻮﻑ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺟﻤﻞ ﻓﺘﻴﺎﺕ
ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ .. ﺃﺣﺒﻬﺎ ﺍﻟﺴﻨﺠﻚ ﻓﺘﻰ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﺸﻬﻢ
ﻭﺗﺰﻭﺟﻬﺎ .. ﻭﻇﻠﺖ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺗﺤﺴﺪﻧﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﻗﺮﺍﺑﺔ
ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺑﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻨﺠﺐ ﻣﻨﻪ ..
ﻫﻤﺖ ﺯﻳﻨﺐ ﺑﺎﻟﻮﻗﻮﻑ ﻹﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺣﺎﺟﺔ ﺁﻣﻨﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ
ﻣﻨﻌﺘﻬﺎ ﺑﺤﺮﻛﺔ ﻣﻦ ﻳﺪﻫﺎ ﻭﺟﻠﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﻨﻘﺮﻳﺐ ﻗﺮﻳﺐ ..
ﺯﻳﻨﺐ : ﻛﻴﻔﻨﻚ ﻳﺎ ﺣﺎﺟﺔ ﺁﻣﻨﺔ .. ؟ ﻧﻌﻞ ﻣﺎﻓﻲ ﻋﻮﺟﺔ ؟
ﺁﻣﻨﺔ : ﻃﻴﺒﻴﻦ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ .. ﺑﺲ ﻛﺖ ﺑﺪﻭﺭﻙ ﺗﺠﻲ ﺗﺸﻮﻓﻲ
ﻟﻲ ﺑﻨﻴﺔ" ﻛﺪﻱ .. ﺑﺎﻗﻲ ﺃﻧﺎ ﺧﺎﻳﻔﺎﻫﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻜﺴﻮﺭﺓ ﻭﻻ
ﺷﻲ .. ﻛﺪﻱ ﺗﻤﻲ ﻋﻮﺍﺳﺘﻚ ﺃﻭﻝ ﻭﻭﻛﺖ ﺍﻟﺴﻨﺠﻚ ﻳﺠﻲ
ﻭﺗﻐﺪﻳﻪ ﺃﻟﺤﻘﻴﻨﻲ ..
ﺯﻳﻨﺐ : ﺳﻤﺢ ..
ﻭﻟﻢ ﺗﺴﺄﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﺬﻛﺮﻫﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌﺮﻑ
ﺣﺎﺟﺔ ﺁﻣﻨﺔ ﺟﻴﺪﺍ " ﻭﻛﺮﻫﻬﺎ ﻟﻜﺜﺮﺓ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ..
ﻋﺎﺩ ﺍﻟﺴﻨﺠﻚ ﻭﺃﺳﺮﻋﺖ ﺯﻳﻨﺐ ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻐﺪﺍﺀ .. ﺟﻠﺴﺖ ﻓﻲ
ﺍﻟﺒﺮﺵ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻟﻪ ﻭﻗﺎﻣﺖ ﺑﺮﺹ ﺍﻟﻜﺴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﺡ ﻭﻫﻲ
ﺗﺤﻜﻲ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻓﻲ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻛﻌﺎﺩﺗﻬﺎ ﻳﻮﻣﻴﺎ " ﻭﻫﻮ
ﻳﺴﺘﻤﻊ ﻟﻬﺎ ﺑﺈﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ..
ﺯﻳﻨﺐ : ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺣﺎﺟﺔ ﺁﻣﻨﺔ ﺟﺎﺕ ﻏﺎﺷﻴﺎﻧﻲ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺑﺘﺪﻭﺭﻧﻲ
ﺃﻟﺤﻘﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻏﺪﻳﻚ ..
ﺍﻟﺴﻨﺠﻚ : ﺇﻧﺸﺎﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮ ؟
ﺇﺑﺘﺴﻤﺖ ﺯﻳﻨﺐ : ﺧﻴﺮ ﻣﺎﻓﻲ ﻋﻮﺟﺔ .. ﻗﺎﻟﺖ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺑﺖ
ﺧﺎﻳﻔﺎﻫﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻜﺴﻮﺭﺓ .. ﻟﻜﻦ ﺃﻧﺎ ﺇﺳﺘﻐﺮﺑﺖ ﺗﻨﺎﺩﻳﻨﻲ
ﺃﺷﻮﻓﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺒﺼﻴﺮﺓ ؟؟
ﺍﻟﺴﻨﺠﻚ : ﻳﻤﻜﻦ ﺑﺘﺪﻭﺭ ﺗﺸﻮﻓﻚ ﻋﺮﻓﺘﻲ ﺍﻟﻌﻠﻤﺘﻚ ﻳﺎﻫﻮ
ﻛﻠﻮ ؟
ﺯﻳﻨﺐ : ﺇﻻ ﻛﺎﻥ ﻛﺪﻱ ..
.
.
.
ﺩﺧﻠﺖ ﺯﻳﻨﺐ ﺑﻴﺖ ﺣﺎﺟﺔ ﺁﻣﻨﺔ ﺍﻟﻜﺎﺋﻦ ﻓﻲ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ
ﺑﺨﻄﻰ ﻫﺎﺩﺋﺔ ﻭﺇﺗﺠﻬﺖ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻮﺵ
ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ..
ﻭﺟﺪﺕ ﺣﺎﺟﺔ ﺁﻣﻨﺔ ﺟﺎﻟﺴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻨﻘﺮﻳﺐ ﻭﺧﻠﻔﻬﺎ ﻃﻔﻠﺔ
ﻧﺎﺋﻤﺔ ﺳﺒﺤﺎﺍﺍﺍﺍﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﻭﺻﻮﺭ ..
ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻨﻄﻖ ﺯﻳﻨﺐ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺃﻣﺴﻜﺘﻬﺎ ﺁﻣﻨﺔ ﻣﻦ ﻳﺪﻫﺎ
ﻭﻗﺎﻟﺖ : ﺍﻟﺒﺖ ﺩﻱ ﺭﺑﻨﺎ ﺭﺳﻠﻬﺎ ﻟﻴﻚ ﺇﻧﺘﻲ ﻭﺍﻟﺴﻨﺠﻚ !!!
