.. **الفصل الثاني **..
قد أوشكت الشمس على الغروب.. يجلس بسيارته ينتظرها ، يتأفف بضيق وهو يرمق ساعة يده كل دقيقة ، فاليوم تأخرت عن موعد عودتها من المجلة..
.. فهو لديه جدول بمواعيد العمل وبعض العادات المستحدثة عليها بعد الإنفصال..
دقيقة أخرى وقرر أن يقود سيارته ويتجه إلى مقر عملها ولكن رآها وهي تترجل من إحدى سيارات الأجرة ، ثم دخلت المبنى.. لحظات وكان هو الآخر خلفها..
أنتظر حتى تدلف إلى المصعد.. ثم تبعها.. كانت مرهقة؛ بشرتها شاحبة؛ نظراتها باهتة مع غياب لمعتهما الطبيعية بسبب رجوعه.. أو غيابه، حقاً لا يعرف..!
.. ولكن ما آثار حنقه كانت ملابسها.. فـ حضرتها كانت ترتدي فستان بلون بترولي ضيق بالكامل من عند الصدر يبرزه بسخاء نزولاً للخصر والذي حدد
مدى نحافته يتجاوز الركبتين بـ إنش تقريباً ..
وتبادلا النظرات وقبل أن يغلق باب المصعد عليهم دخل أحدهم ووقف بينهم..
وبدأ الجار الثالث بالسلام وهو يعرف عن نفسه لـ مازن "الجار الجديد"-أستاذ سيد عبد الفضيل.. ساكن ف الشقة اللي فوقك علطول..
وهو لا طاقة له بأحد.. فيكفي تأخرها وملابسها.. بترفع أجابه..
-تشرفنا...
وفقط..!! وتلونت ملامح استاذ سيد باالاحمر حرجاً.. وحمحمت هي ترمقه بإشارات خفية كي يكمل تعريفه عن نفسه منعاً لإحراج الرجل.. ف التقط اشارتها على الفور.. وأستكمل بابتسامة مصطنعة..
-مازن نصر السبكي.. ..جارك الجديد... شريك في شركة السبكي لاستيراد وتصدير معدات ومكن..
-نورت العمارة يااستاذ مازن..
وابتسم كمجاملة.. ووقف بجوارها صامتاً يرمق ساقيها الظاهرين بحنق وجرأة.. لتبادله هي الأخرى بنظرة محذرة .. بداخله رغبة عارمة بتأديبها وتعليمها أصول الاحترام.. الجو بات مشتعلاً بالمصعد ولاحظ الجار الثالث ذلك فتراجع بظهره ليراقب بصمت..
وحين وصل المصعد لطابقهما.. خرجت هي أولاً.. ثم تبعها مازن بعد هزة رأس بسيطة كتحية لجاره قبل أن يغلق به المصعد ويصعد لطابقه..
وبارتباك بسبب نظراته المثبتة عليها فتحت باب شقتها ... وقبل أن تغلق الباب بوجهه رأته يكز على أسنانه وكأنه يتوعدها.. فصفعت الباب بوجهه لا تأبه به واستندت عليه براحة تسمع خطواته القوية وصوت غلق باب شقته هو الآخر....وليلاً.. رأته من فتحة بسيطة بباب شرفتها يقف مستنداً على سور شرفته.. ينفث دخان سيجارته بعصبيه.. بين حين وآخر يرمق شرفتها وكأنه ينتظرها.. وتراجعت خطوتان للخلف وكأنه يراها.. وتجاهلت الموقف كله.. كما نصحتها نهلة بنت الخالة وشقيقته بعد مكالمة دامت ساعة َمن النصائح والعتاب.. ستتجاهله وحتى ستتجاهل وقفتها اليومية بذات الوقت في الشرفة....
...............
تمسك هاتفها بتردد.. واليوم زوجها سيتأخر بعيادته الخاصة .. نبضات قلبها مضطربه مما ستقدم عليه.. فقد أنشأت حساب مزيف بإسم مزيف وصورة شخصية لفتاة شقراء محجبة ولكن نصف خصلاتها تخرج من حجابها المزيف ككل شئ فعلته.. وبعض المنشورات التي قامت بمشاركتها لزيادة الحبكة.. ثم ارسلت له طلب صداقة سرعان ماقبله..!!
وبقبوله ألقت بالهاتف بعيداً بصدمة وكأن مسها تيار كهربائي.. أمانةً لم تتخيل انه سيقبل ف هي تعلم أنه لايقبل إضافات من غرباء.. وصوت رسالة على تطبيق الماسنجر جعلتها تلتقطه ثانيةً.. واتسعت مقلتيها وكأن الشياطين تتراقص أمامها.. فـ الرسالة كانت قادمة من الزوج المبجل عبارة عن إشارة ترحيب....!!
.. وتخطت صدمتها بعد وقت ليس بقصير.. وأكملت التعارف بأسمها الوهمي وأنها مطلقة تقطن بعد انفصالها عن زوجها لدى شقيقها.. . وقليل من الكلام والذي وضح أن طارق ليس بالمستقيم كما يدعي.. والمزيد من الوجوه التعبيرية من قِبلها فهي ولأول مرة تكون بموقف كهذا..
وختم المحادثة "سلام دلوقتي عشان مروح وبكرة نكمل كلامنا.."..
أنت تقرأ
كل الطرق تؤدي إليك لـ ريهام محمود "نوفيلا"
Romanceأجمل شيء .. أول شئ.. من كل شئ.." .. البدايات وروعه البدايات.. لو سألت أحدهم عن البدايات..لأجاب بأنها لحظات ساحره مذاقها لا يُنسى.. .. تفاصيل مختلفه لا تستطيع مقاومتها.. البدايات كالحلم.. كحدث غريب يبهرك وانت لست مدرك له ، تنساق وراؤه دون...