.. **الفصل الثالث **..
.. بعد وعده لها بتنفيذ ماتريد وإيصالها لمكان عملها.. ومن وقتها لم تراه.. انطلق بسيارته وغادر محبطاً وكالعادة لم يحارب أو يترجي.. من هي بالأساس كي يترجاها أن تعطيه فرصة أخرى.. بالأمس توقعت أن تراه عند عودتها من العمل ولكن خاب توقعها.. وليلاً خرجت الشرفة وقد تأكدت من عدم وقوفه هو الآخر.. مشروب من الشيكولاته الساخنة بين كفيها تستمد منه الدفء والحرارة.. وكل بضعة دقائق ترمق شرفته بصمت مطبق.. وهي لاتنتظر أو تريد رؤيته لا سمح الله.. ولكن من باب الاطمئنان ليس إلا.. فـ بالاخير هو ابن خالتها الحبيبة كما قال صباحاً ، خالتها التي سافرت إلى مكة تنوي الحج ومن ثم استقرت هناك.. وحينما يأست من ظهوره دخلت وأبى النوم أن يزور جفنيها..
وصباحاً تلكأت أمام مرآتها.. وتلكأت أكثر أمام المصعد.. وتلكأت أكثر وأكثر ف الخروج من المبنى ولم يظهر أيضاً.. ويبدو أنه نفذ وعده ورحل.. وكالعادة الكلمة الملاصقة لمعاليه..
"جبان".....
والروتين اليومي كما هو لازيادة ولا نقصان.. ف بالليل وقفت بالشرفة ومشروبها الساخن بيدها ، والشال الصوفي ملتفاً حول عنقها وكتفيها..
.. "والليل وسماع ونجومه.. وقمره.." ... والقمر غائب والسماء صافية عدا عن بعض النجوم المتناثرة بها..
ودب القلق بصدرها.. وتوترت.. ورحيل حين تتوتر تتصرف بـ غباء.. أمسكت مشبك بلاستيكي موضوع جانباً بعلبة.. ومالت بجزعها قليلا خارج السور الرخامي خاصة شرفتها وقذفته على بابه .. ثم ، وكأن شيئا لم يكن.. ابتعدت قليلاً ترتشف من مشروبها دون أن تظهر أي اهتمام حقيقي.. وتفاجأت بالباب المجاور يفتح أو بالمعنى الأصح ادعت المفاجأة.. وعند وقفته وضعت كفها على صدرها من أثر "الخضة".. وابتسامة غامضة أشبه بـ ساخرة ارتسمت على محياه رغم أنفه المحمره وعلبة المحارم الورقية في يده..
وببحة صوت يبدو أنه لم يخرج من حنجرته منذ الأمس قال بتودد..-مساء الخير..
وولته الاهتمام والانتباه وكل شئ.. فـ يبدو عليه المرض.. فردت تحيته بهدوء عكس القلق بداخلها.. ...
ومازال مبتسماً رغم التعب البادي عليه.. يقفان بينهما مسافة ليست بالكبيرة.. مسافة تمكن كلاً منهما من الاستماع لصوت خفقات الآخر المضطربة..
وقطعت هي الصمت وقد طال وملت..-شكلك تعبان خالص.. خدت علاج.؟ .
والإجابة " أتسووو" والعديد من المناديل و " يرحمكم الله" وصوت مبحوح إثر الاحتقان..
-دور برد بسيط.. مش مستاهله أخدله علاج..
-بسيط!!؟
وسؤالها جاء مستهجناً..
-منظرك مبيقولش أنه بسيط خالص..
وأشاحت بوجهها عنه وبداخلها رغبة بأن تأخذه للطبيب أو تحضر الطبيب له أيهما أسهل .. وتباً لطيبة قلبها.. وتباً له أيضاً...

أنت تقرأ
كل الطرق تؤدي إليك لـ ريهام محمود "نوفيلا"
Romanceأجمل شيء .. أول شئ.. من كل شئ.." .. البدايات وروعه البدايات.. لو سألت أحدهم عن البدايات..لأجاب بأنها لحظات ساحره مذاقها لا يُنسى.. .. تفاصيل مختلفه لا تستطيع مقاومتها.. البدايات كالحلم.. كحدث غريب يبهرك وانت لست مدرك له ، تنساق وراؤه دون...