الفصل الأول

3.5K 172 19
                                    

  
                              .. **الفصل الأول **..

.. .. يقال لكل امرؤٍ من إسمه نصيب.. واسمها كان رحيل ومعناه فراق.. وقد نالت مايكفي من نصيبها لأن تكون جديرة به.. بدأً من وفاة أب بحادث
تلاه موت الأم كمداً على زوجها.. وتُركت وحيدة إلى أن تبنتها الخالة والتي كانت بمنزلة أم وأكثر ، ووعدتها بالزواج من وحيدها  "الغالي" كما تناديه.. وبنت الأحلام وسهرت الليالي وكحل الُسهاد عينيها وهي تحلم بالغالي كزوج لها وأب لأطفالها.. والحلم أصبح واقع.. والواقع أضحى كابوس.. ف "الغالي" مجبور!!
.. أيجبر رجل..!!؟
وليس مجبور وفقط بل كان يريد أخرى.. يتمناها مكانها.. وأوقات أخرى يستبدلها بخياله بالأخري.. وانتهى الكابوس على إجهاض جنينها..
ثم فراق "الغالي"...!!
وها هي تقف أمام المرآة تتأمل هيئتها بشرود.. ف اليوم الذكرى السنوية الثانية على فراق" الغالي".. والذي غادر البلاد بعد الانفصال مباشرة..

-جبان...

قالتها بحدة وهي تنظر بغل لانعكاسها وكأنها تراه أمامها وتوبخه..
زفيراً حاداً أطلقته.. تخرج ذكريات الماضي به .. عدلت من بلوزتها الحريريه بلون القهوة الذائبة.. ثم شدت  تنورتها السوداء الضيقة.. وبأناملها الرقيقة مسدت على خصلاتها السوداء ترتبها .. تمشط بعينيها جسدها بنظرة رضا وقد صار ممشوقاً بعد أن كانت ذات جسد مكتنز ...  ارتدت حذائها الأسود عالي الكعب .. وخرجت من شقتها وقد تأخرت عن موعد عملها فوق النصف ساعة..  وقفت بإنتظار المصعد وما أن أصبح أمامها حتى دخلته سريعاً... وقبل أن تضغط
على زر الهبوط للدور الأرضي وقبل أن يغلق الباب.. دخل....!!
.. إتساع في بؤبؤ العين.. وفاهٍ مفغورٍ.. وملامح شبه مصعوقة.. بالتأكيد أنها الصدمة.. فمن دخل كان "الغالي" سابقاً..!!
هزت رأسها بحركة غير مرئية..  بالتأكيد حلم.. فهي تحلم به كل يوم.. رؤيته بمنامها عادة تحولت لأمر روتيني.. بداية كل يوم تحلم به يعتذر ، يحتوي يحتضن ويقبل كفيها ورأسها.. ثم يرُدّها ...!

-صباح الخير...

كان هذا صوته بعد أن قطع عليها أفكارها وصدمتها.. قالها بثقة رجل يعلم تأثيره جيداً.. وكأنه لم ينتظر ردها.. فكان يعدل من خصلاته البنية الطويلة نسبياً بمرآة المصعد.. حاجب مرفوع يأبى النزول فهو من أشد المعجبين بوسامته.. ثم عدل من ياقة قميصه الأبيض .. تحت أنظارها الذاهلة..!!
أيتجاهلها.. أم يهيأ لها..؟
هتف بترفع.. يرمقها بطرف عينه.. يكتم ضحكة بداخله من مظهرها وقتما رأته..

-أخبارك إيه؟!

-إيه اللي رجعك تاني يامازن..!!

زعقت بها وقد استوعبت وجوده و اغتاظت من بروده وثقته والتي زادت الضعف.. ثارت أنفاسها وانتظرت رده.. والذي جاء بارد كبرودة ديسمبر..

-راجع لبلدي وأهلي.. اكيد مش هفضل متغرب عمري كله!

وقبل أن تفتح فاها.. اغلقه بحديثه الواثق وبذات الحاجب المرفوع غروراً..

كل الطرق تؤدي إليك لـ ريهام محمود "نوفيلا" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن