فيروز : فؤاد بجد أنا فرحانة اويي
فؤاد : إشمعني ؟!
سألها بفضول.
فيروز : فارس بصلي النهاردة و أنا بطلب البطاطس، احلي مين يبصلي اقسم بالله
دحرج فؤاد عيناه.
فؤاد : بصلك بالغلط
فيروز : و يمكن كان قاصد
فؤاد : يا بنتي بقي عشان خاطري طلعيه من دماغك، الواد ده مش سالك
فيروز : مش هطلعه من دماغي يا فؤاد، أنا بحبه و مش عايزة أطلعه من دماغي
فؤاد : طيب يا فيروز، مترجعيش تزعلي لما تتخزوقي، ماشي ؟!
فيروز : مش هزعل اصلا
فؤاد : ادي دقني اهيه إن عبرك
فيروز : نينينينينيني
راسلت تالا نيرة علي الماسنچر لتسألها إن بإستطاعتها أن تكلمها في هذه اللحظة، وافقت نيرة.
تالا : أنا هدخل فيروز اهو
دخلت فيروز المكالمة.
فيروز : هاي شباب
احست نيرة بإبتسامة فيروز بالرغم عن عدم رؤيتها لملامحها، فابتسمت هي الأخري.
نيرة : هاي فيروز، عاملة ايه ؟!
فيروز : أنا تمام، انتي عاملة ايه ؟
نيرة : أنا تمام، اولي جامعة عاملة ايه ؟! سهلة صح ؟!
تالا : سهلة بس ولا يوم من أيام الثانوي الصراحة
فيروز : والله يا بنتي أنا كنت دحيحة دخلت الكلية معرفتش ايه اللي حصلي
ضحكت نيرة، فهمت تالا عن ماذا تتكلم.
نيرة : شدوا حيلكوا كده امال ؟! هتعملوا ايه في رابعة
فيروز : والله يا بنتي ما احنا عارفين، إن شاء الله خير
قالتها بتنهيدة.
نيرة : متقلقوش يا شباب هتعدوا و هتجييوا تقديرات كمان المهم بس تذاكروا عشان تطلعلكوا بكام معلومة اشتغلوا بيهم
نست كل منهم هذا الموضوع، خاصة فيروز، فبالنسبة لها، فارس هو مستقبلها.
تالا : المهم، ما تيجوا نبقي نخرج، جو الجامعة ده ممل اوي
نيرة : اشطا جدا، صحيح
تالا و فيروز في صوت واحد : ايه ؟!
نيرة : فاكرين الولد اللي سألتوني عليه ؟!
تالا و فيروز في صوت واحد : اه
نيرة : كان واقف مع واحدة كده في هندسة
فيروز : هو دايما بيقف كده مع بنات
نيرة : اكيد لأ
تالا : طب هي مين دي ؟! البنت الزرقا دي ؟!
نيرة : لا لأ واحدة تانية، لما نشوفها هقولكوا عليها، طب بصوا، أنا ماخدتش السنة جد من ساعة ما بدأت، هروح اذاكر بقي
تالا : ماشي باي
نيرة : باي
بات وجهها محمرا، انفاسها متسارعة، ليبتل كلا خديها.
فيروز : رمت المصيبة و جريت
قالتها بصوت مرتجف، قلقت بشدة عليها.
تالا : فيروز، انتي كويسة ؟! فيروز
فيروز : كويسة منين بس يا تالا ؟!
انفعلت، إنهارت.
تالا : ميغركيش، هيجيلك لحد عندك والله
فيروز : امتي يا تالا ؟! هيجيلي لحد عندي امتي ؟!
تالا : متستعجليش يا فيروز قدامنا سنة طويلة
فيروز : تالا هو أنا مش بنت زيي زيهم يا تالا ؟! مش انثي أنا ؟! و بيبقي شايفني علي فكرة بيبقي شايفني و ببقي قدام عنيه عشان براقبه، ليه مش بيكلمني زيي زيهم ؟! ليه ؟!
تالا : بيتقل عليكي يا بت، بكره هيبقي مش قادر يسيطر علي نفسه قدامك كده
ابتسمت فيروز إبتسامة خفيفة، إبتسامة خبيثة من جانب واحد.
فيروز : بيحبني صح ؟!
تالا : امااال
مرت الساعات، جاء اليوم المقبل، قابلت تالا نيرة، لم تأتي فيروز بعد.
نيرة : بقولك يا تالا
تالا : قولي
نيرة : أنا لما قولتلكوا علي البنت امبارح، سكوتكوا قلقني، حسيت إن في حاجة غلط، هو انتوا تعرفوا الولد ده او البنت او تعرفوهم الإتنين
تالا : أنا هقولك علي اللي فيها
أخبرتها كل شئ، أخبرتها عن مشاعر فيروز، عن إضطرابها عندما تراه أمام عيناها، عن الفراشات اللتي تملأ معدتها بسببه، عن كيف تسحر كلما رأته، استغربت نيرة، اخذت تتسائل، لما هو بذات، تسائلت أيضا لم تحب أحد من اللذين في سنها، لكن لم يتفوه لسانها بحرف واحد.
نيرة : واو! طب و انتوا هتعملوا ايه ؟!
تالا : لا انتي هتعملي معانا، انتي لازم تساعدينا يا نيرة، لازم تساعدينا و بعدين هو مش معاكي في الدفعة ؟! اكيد هتعرفي توصليله بسهولة يعني
ضحكت نيرة بسخرية و خفة.
نيرة : الموضوع مش سهل زي ما انتي متخيلة كده، أنا بكلم الناس اللي معايا في المدرج بالعافية، احنا هنهزر ؟!
تالا : عشان خاطر فيروز يا نيرة، هو احنا مش صحاب ولا ايه ؟!
نيرة : ا... اه، طبعا طبعا، لو عرفت اساعدكوا هعمل كده اكيد
جائت فيروز مع أخيها، سكتت كل منهن.
نيرة : هاي شباب
فيروز : هاي نيرة
عانقتها.
فؤاد : ازيكوا يا شباب
نيرة : ازيك يا فؤاد
فؤاد : تمام
تالا : يارب دايما
ابتسم فؤاد محاولا تلطيف الأجواء.
فؤاد : أنا لازم اطلع بقي، عايزين حاجة ؟!
تالا : سلامتك
فؤاد : نيرة، تطلعي معايا ؟!
نيرة : لا لا، هفضل هنا شوية
فؤاد : تمام، اطلعي علي طول، ها ؟!
قالها و هو يجز علي أسنانه.
فيروز : مش طالعة
فؤاد : إنجزي
فيروز : ربنا يسهل
ضحكت فيروز بخفة لتلطف الأجواء، طلبت كل منهم طبق بطاطس، ثم ذهبت نيرة، أخبرتها تالا أن نيرة علمت.
فيروز : يا ستي احنا صحاب اه بس مش للدرجة
تالا : يا بنتي ما هما مع بعض في الدفعة، فهتساعدك
فيروز : يا شيخة اتنيلي ده اخويا معاه و مش عايز يساعدني و مش مقتنع بالموضوع اساسا هي هتساعدني ؟!
تالا : اه، احنا صحابها و واجب علينا تساعدنا
فيروز : علي ضمانتك ؟
تالا : علي ضمانتي
غمزت لها تالا، ابتسمت فيروز، ذهبا لطلب البطاطس السوري مجددا، ليجداه واقف وحده يطلبها ايضا، أخذ يدندن بينما ينتظر، صوته احلي ما سمعت، الغنوة مؤلوفة لدا كل منهن.
فيروز : أنا حاسة إن انا سمعت الأغنية دي قبل كده
تمتمت لتالا.
تالا : دي اغنية لتشيس اتلانتيك، استني احاول افتكرها، ايوه دي swim
اخذت تدندن هي الأخري، اخذت فيروز تحدق به، وصلت البطاطس، اخذها و رحل، مازلت تحدق به بينما هو يخطو بعيدا متمنية ان يكون نصيبها في اقرب وقت، اخذت تالا البطاطس.
تالا : فيروز
مازالت تحدق به.
تالا : فيروز!
فيروز : هاه!
تالا : يلا بينا
فيروز : يلا بينا فين ؟!
تالا : يلا نمشي يا فيروز، هنطلع دلوقتي ولا كمان شوية ؟!
فيروز : نطلع ايه ؟!
تالا : المحاضرة يا فيروز!
فيروز : شوية كده... شوية كده...
بدأت في اكل البطاطس بينما هي تفكر به، في كم هو جميل و وسيم، ثم دخلوا المحاضرة، رأت الدكتور اللذي جعل فؤاد يرسب في مادته.
الدكتور : انتي اخت فؤاد مش كده ؟!
فيروز : ا... اه
نتقطها بإستغراب، نظرت كل من الصديقتين لبعضهن.
فؤاد : بصي أنا مش هشيلك مادتي كلها زي ما عملت مع اخوكي، بس اعتبري نفسك سقطتي في أول كويز، اسمك ايه بقي ؟!
فيروز : فيروز
الدكتور : ثلاثي
فيروز : فيروز فرج الله فهمي
الدكتور : تمام
دحرجت فيروز كلتا عيناها، أخذ الدكتور يشرح.
تالا : ابتدينا
مرت الساعات، محاضرة تلو الأخري، حتي انتهي اليوم، احست فيروز بتعب، شعرت بثقل لم تشعر به من قبل، رحلت فيروز في صمت، تاركة كل من صديقاتها و اخيها، لتتكلم مع إستشاريتها النفسية ماجدة، قائلة لها أن تخصص معها معاد لجلسة، وافقت.
فيروز : أنا مبقتش عارفة اعمل ايه، مش عارفة، حاسة إن الأعراض زادت
تنهدت فيروز تنهيدة تعبر عن الآلام التي تحسها.
ماجدة : ايه اللي خلاكي تقولي كده ؟!
فيروز : بقيت زعلانة عن الأول، مليش نفس اكل خالص ولا احط حاجة في بقي، حتي بوق الماية بستسخره في نفسي
ماجدة : طب ليه كده يا فيروز ؟! قولنا تشربي كل شوية ماية، الماية اهم من اي حاجة يا فيروز، نزلي الapp بتاع الماية ده او اعملي reminder أو خلي حد في البيت يفكرك
فيروز : حاضر
ماجدة : فيروز
فيروز : طب ممكن ماية ؟!
احضرت لها كأسا من المياه، شربته علي الفور، صعب عليها حال فيروز.
ماجدة : و بعدين يا فيروز ؟! ماينفعش تبقي dehydrated كده
فيروز : ممكن تاني ؟!
ماجدة : حاضر يا حبيبتي
احضرت لها كأسا اخر، شربته علي الفور.
ماجدة : شوفتي بقي انتي عطشانة ازاي ؟! الماية مهمة يا فيروز
فيروز : حاضر والله
تنهدت بضيق.
فيروز : حاسة إن انا مخنوقة كده، مبقتش عارفة اركز زي الأول و بقيت بنسي كتير عن الأول
دونت ماجدة كل ما قيل.
فيروز : و ارق، ارق فظيع، فريدة اصلا مبتعرفش تنام من كتر ما أنا بفرك و بتقلب
ماجدة : تمام
فيروز : و دايما مجهدة، دايما، أنا حتي مش قادرة اتكلم اصلا، دايما جسمي مهدود كده
ماجدة : سلامتك يا حبيبتي الف سلامة، بصي لو علي التركيز خدي اوميجا 3 و لو علي النوم، غيري مكان نومك أو خلي حد ينام معاكي، فريدة أو ماما
فيروز : السرير بيكفيني بالعافية و اكيد مش هنام مع ماما و بابا يعني
ماجدة : طب قوليلي يا فيروز، هو في حاجة حصلت هي اللي خليتك تحسي الأعراض زايدة عليكي ؟!
فيروز : مش عارفة، بس أنا شاكة، أنا شاكة في حد، بس اكيد شكي مش في محله، اكيد أنا غلط
ماجدة : طب قوليلي و أنا احدد إذا كان شكك في محله ولا لا
فيروز : انا بحب واحد معايا في الكلية، هو مع فؤاد في الدفعة، أنا بجد بحبه اوي و نفسي نرتبط في يوم من الأيام، مببقاش علي بعضي كده لما بشوفه، مش عارفة و مش عارفة اشمعني هو، بس اهو، اديني بحبه و بغير عليه و أنا مليش الحق اني اغير عليه، تقريبا مش بفكر في حاجة إلا فيه، انتي عارفة ؟! أنا حاسة إني مش هتعافي من إكتئابي غير لما نرتبط
ماجدة : فيروز، متربطيش سعادتك بأي بني ادم مهما كان مين و مهما كانت غلاوته عندك قد ايه، انتي فاهمة ؟
فيروز : مش عارفة بس هو ده اللي بحسه، اعمل ايه طيب ؟!
احست فيروز بحرارة وجهها و إحمراره.
فيروز : حاسة إن انا محتجاه جنبي، حاسة إن انا مش عايزة حاجة في الدنيا غيره، طب انتي عارفة ؟! أنا كنت دايما بقول إني مش هتجوز عن حب، هو ده الحب اللي أنا عايزة اتجوز عنه، هو ده، أنا من ساعة ما اتشخصت بالزفت الاكتئاب ده و أنا عمري ما حسيت إن الدنيا بتضحكلي، عمري ما حسيت إن في امل، طب فاكرة لما قولتيلي ادور علي سبب اعيش عشانه لما فؤاد كان بيقولك إنه انقذني من الإنتحار مرة و اتنين و تلاتة و عشرة ؟! دلوقتي أنا لقيت سبب اعيش عشانه، لقيت الامل، الدنيا ضحكتلي من تاني، أنا بجد عمري ما حسيت نفسي مرتاحة كده، عمري ما حسيت إني فرحانة كده
احست للزوجة وجنتيها، اخرجت كل هذا بشهقات تعبر عن آلامها، تعبر عن مضاد ما تتفوه به، مسحت ماجدة دموعها لها، احتوتها في احضانها، أمسكت يداها المرتجفتان.
ماجدة : شششششش، اهدي اهدي، شششششش، كل حاجة هتبقي كويسة، اتنفسي و خرجي كل حاجة وجعاكي في النفس ده، أهدي اهدي
نفذت ما قيل.
فيروز : بس أنا لو فضلت اعمل كده مش هخلص
ماجدة : مش مشكلة، انتي كده وجعك هيقل و هتتحسني و لما تتحسني هتحسي بأمل
فيروز : فارس هو الأمل
ماجدة : فيروز، حبيبتي، انتي عارفة إن الامل موجود في كل حد نفسه طيبة و موجود في كل حتة في العالم، صح ؟!
اومئت فيروز بأن نعم.
ماجدة : طيب، اهدي كده و اللي فيه الخير يقدمه ربنا، خلي عندك ثقة و ايمان بربنا
فيروز : و نعم بالله
ماجدة : خدي ماية
بلت ريقها.
فيروز : أنا مابقتش طايقة اشوف بنت بتقربله يا ماجدة، حرفيا بغير عليه من الهوا الطاير
ماجدة : بصي يا حبيبتي، حب الإمتلاك ده غلط كبير اوي، لو بتحبيه بجد، سبيله مساحة، لكن ممكن بسبب غيرتك دي يتخنق و لو حبك يبطل يحبك، فبلاش كده
فيروز : حاضر، أنا بحاول والله يا ماجدة، أنا كل يوم بحاول و بفشل
ماجدة : كل يوم بيبقي فرصة جديدة للمحاولة يا فيروز، عدي كده عندك كام فرصة، ياما
اخذت فيروز تفكر في كلام ماجدة، مر الوقت، انتهت الجلسة، احتضنتها قبل الذهاب، طلبت اوبر، مر الوقت، وصلت لبيتها، وقفت أمام باب الشقة، اخذت تحدق به، غير عالمة ماذا تريد فعلا، بماذا تشعر، ماذا ستقرر، لتصفع علي رقبتها بقوة.
فؤاد : كنتي فين كل ده ؟!
اخذت تضربه بحقيبتها ضربا مبرحا بحقيبتها.
فؤاد : خلاص خلاص، هدي نفسك، هدي نفسك
فيروز : قولتلك مية مرة متضربنيش علي قفايا!
قالتها بأعلي صوت.
فؤاد : خلاص بقي، المهم كنتي فين ؟!
فيروز : بر عنك
فؤاد : جوا منك، كنتي فين ؟!
فيروز : أنا قولت بر عنك
فؤاد : و أنا بسألك كنتي فين ؟!
فيروز : طب ادخل و احنا نتكلم
فتح الباب.
فاطمة : الحمد الله علي سلامتك يا حبي، كنتي فين كل ده ؟!
فيروز : الله يسلمك يا ماما
نطقتها بإبتسامة خفيفة، ثم ذهبت لغرفتها، أغلقت الباب.
فؤاد : ايوه برضوا مقولتيش كنتي فين ؟!
فاطمة : خلاص يا فؤاد، سيبها في حالها، شكلها تعبان
فؤاد : مش المفروض تقولنا هي رايحة فين ؟! ملهاش أهل خايفين عليها يعني ؟!
فاطمة : يا حبيبي في الاول و الاخر اختك مبقتش صغيرة، اكيد هتعرف تاخد بالها من نفسها و بعدين احنا الدنيا نهار و احنا اكيد واثقين فيها يعني، متقلقش علي اختك يا واد، اختك ميتخافش عليها
سمعتهم فيروز، ابتسمت بالرغم من السواد الذي يحاصرها.
فاطمة : طب يا حبيبتي مش عايزة تاكلي ؟!
خرجت.
فيروز : لا يا ماما، شكرا، تسلم اديكي، مبدأيا، شكرا لخوفكوا عليا...
فؤاد : عيلة هبلة!
فيروز : بتكلم جد والله
فاطمة : أنا مش هرد، عشان انتي هبلة فعلا
فرج : فيروز جت ؟!
فيروز : اه يا بابا
فرج : حمد لله على السلامة
فيروز : الله يسلمك يا بابا، ثانيا، كنت عند ماجدة و متقلقوش أنا زي الفل
فريدة : يا جدعان ما هي زي القردة اهيه
فاطمة : الله اكبر في عينك، جزمة قديمة
فؤاد : القردة بتاعتنا و التوم بوي بتاعنا
ضحك فؤاد بشدة هو و أخته الصغيرة.
فيروز : حققت الكوميديا انت كده يعني ؟!
فؤاد : بجد والله ده مش عشان احقق كوميديا، اهتمي بنفسك شوية مش كده
فرج : يا واد متكسفش اختك كده
فؤاد : حقك عليا يا حج، طب والله أنا بحسك واحد صاحبي
فاطمة : ما تبطل يا واد، دي فيروز دي ست البنات، حبيبة قلب امها
ابتسمت فيروز، عانقتها امها ثم أعطتها قبلة علي رأسها متمنية أن يحفظها الله لها.
فاطمة : مش هتاكلي اكيد ؟!
فيروز : لأ، ابنك سد نفسي اكتر ما هي مسدودة
دخلت غرفتها ثم أغلقت الباب.
فاطمة : يا واد ابقي امسك لسانك ده شوية!
فرج : انت مش عارف انها مكتأبة ؟!
فاطمة : ما انت عارف انها مش عارفة تهتم بنفسها زي بقية البنات عشان كده، هي اختك دي كانت بتتحرك اساسا ولا كانت بتقدر تعمل حاجة ؟!
تمتم كل منهم لفؤاد.
فؤاد : حقكوا عليا والله، أنا هبقي اصالحها
فاطمة : اما نشوف
نظرت له نظرة لوم، اخذت فيروز تفكر في قول أخيها، فقررت أنها ستهتم بنفسها و بمظهرها لعلها تلفت نظر فارس، انتهي اليوم، هل اليوم الجديد، لم تذهب فيروز لجامعتها، مرت الساعات و هي تبكي و تصيح، عندما وصل فؤاد، صالح اخته، ليرن هاتفها.
نيرة : الو يا فيروز، ماجتيش ليه ؟! و مش بتردي علينا ليه ؟!
فيروز : حقك عليا يا نيرة والله ماكنتش قادرة، انتي عرفتي اني بحب واحد معاكوا في الدفعة، صح ؟!
نيرة : اه، بس هو انتي مفيش حد من اللي معاكوا في الدفعة عاجبك خالص ؟!
فيروز : خالص يا نيرة، كلهم مقرفين
نيرة : طب بقولك ايه، بصي كده تحت شباكك كده ؟!
نظرت لتري نيرة و تالا في سيارة، مبتسمتان لها، لم تصدق فيروز عيناها.
نيرة : get in loser, we're going shopping
فيروز : مش معقول بجد! طب اطلعوا طيب
تالا : مفيش الكلام ده انتي اللي هتنزليلنا
فيروز : هلطعكوا كده
نيرة : لا انجزي، البسي اي حاجة و انزليلنا
تجهزت فيروز، نزلت سريعا، ركبت معهم.
فيروز : عاملين ايه يا شباب ؟!
نيرة : رايقين و فايقين و في احسن حال، احنا هنروقك معانا
تالا : النهاردة كان يوم جامد جدا بجد بس كان ناقصك
فيروز : جدعان أنا بحبكوا جدا بجد
نيرة : احنا اكتر
فيروز : مين فيكوا صاحب الفكرة ؟!
نيرة و تالا في صوت واحد : احنا الإتنين
نيرة : قوليلي بقي يا ستي، نوع بشرتك
فيروز : دهنية
نيرة : ايه ده! زيي! كويس هتوفري علينا، هنلاقيلك الحاجة بسرعة، كده كده لو معرفناش حاجة هنسأل اللي بيشتغلوا هناك، طب طبيعة شعرك ايه ؟!
فيروز : جاف
نيرة : سيم بجد، انتي بجد هتوفري عليا، طب ستايلك في اللبس ايه ؟!
فيروز : شايفة الهودي اللي أنا لبساه ده ؟! مقلباه من فؤاد اصلا
نيرة : بتحبي الهوديز ؟! بتحبي اللبس الbaggy ؟
فيروز : خلينا نقول اه
نيرة : انتي تقريبا شبهي في كل حاجة، بالنسبة للmakeup انا هساعدك
فيروز : أنا محطتش makeup في حياتي غير كام مرة يتعدوا علي الصوابع
نيرة : لعلمك حاجة كويسة، بس هجيبلك برضوا
فيروز : هتجيبيلي ؟! لا طبعا، أنا هبقي ارجعلك الفلوس
نيرة : مفيش الكلام ده
تالا : طب بقولك يا نيرة، احنا ممكن نخليها النص بالنص، أنا معايا فلوس و كده كده انا اصلا بجيبلها
فيروز : لا لا أنا هرجع الفلوس
نظرت كل من تالا و نيرة لبعضهن ثم أعادوا النظر لها.
تالا : فيروز افهمي احنا كده بنساعدك، دي حاجة كده مننا ليكي عشان احنا صحابك
نيرة : حاجة رمزية يعني
تالا : بظبط
فيروز : انتوا بتتكلموا جد ؟!
تالا و نيرة في صوت واحد : ايوه!
فيروز : بطلي وجع دماغ بقي يا فيروز، الله!
فيروز : ماشي يا ولاد اللذين
وصلوا للسوق التجاري، بدأوا بمنتجات العناية بالبشرة من ثم منتجات العناية بالشعر، اخذت نيرة تستفسر عن المنتجات، ساعدتها في اختيار المنتجات الأنسب لبشرتها من غسول للوجه، مقشر، مرطب للوجه و اخر لليدين، أقنعة و بعض الكريمات و سيروم، اما بالنسبة لمنتجات الشعر فأشترت لها شامبو، بلسم، حمام كريم و بعض من الزيوت و الكريمات و الچيل من ثم ذهبوا لشراء بعض العطور، اخذن يختبرن العطور لترش فيروز أحدي العطور في أعين صاحب المحل علي انها ترش في الجو لتشم الرائحة، اشتعلت عيناه، اخذت تالا تضحك.
نيرة : أنا اسفة جدا، حضرتك كويس ؟!
اخذ يبربش و الدموع تفر من عيناه.
الرجل : أنا تمام، اساعدكوا في حاجة ؟!
نيرة : تساعدنا ايه بس ؟! انت محتاج اللي يساعدك، طب روح اغسل وشك طيب
ذهب الرجل.
نيرة : يا حبيبتي لما بنعمل testing بنرش علي ادينا مش في الجو
فيروز : اعمل ايه بس ؟! اول مرة طب رشيلي علي ايدي كده اشوف ازاي
رشت لها أسفل كفها، استنشقتها.
فيروز : الله! حلوة دي! أنا هجيبها
نيرة : مش عايزة غيرها ؟!
فيروز : لا هي حلوة دي
جاء الرجل، قامت نيرة بمحاسبته ثم ذهبوا لمحل الإكسسوارات.
نيرة : ده بقي يا ستي اشيك و احلي محل accessories و jewelery هتروحيه بجد
فيروز : هو احلي مكان فعلا!
نتقطها بذهول.
تالا : أنا هاين عليا اشتري المحل كله بجد
فيروز : و لما انتي هتشتري المحل كله، أنا هشتري ايه إن شاء الله ؟!
تالا : تعبير مجازي يا فيروز يعني!
نيرة : تعالي نشوف الjewelery
أمسكت بيديها للذهاب لقسم المجوهرات.
نيرة : لو سمحتي هي الأسعار بتبدأ من كام ؟!
البائعة : من 455 و حضرتك طالعة، يعني ده مثلا خاتم سوليتير ب500
نيرة : تمام، ايه رأيك يا فيروز ؟!
البائعة : في sets هنا حلوة اوي للخطوبات، الset الواحدة فيها دبلة و محبس و انسيال و سلسلة، الواحدة بألف
نيرة : لا لا لا، هي سينجل اصلا، احنا عايزين نجيبلها حاجة بس رمزية
اخذت فيروز تتخيل فارس و هو يشتري لها الخاتم السوليتير و يضعه في اصبعها ليقوم بالإعتراف لها بأنه يحبها امام الجميع.
تالا : يا بنتي! قولي رأيك في الحاجة يلا!
فيروز : هاه! جميلة جميلة، جمال كلهم اوي، طب أنا عايزة اشوف الفضة
البائعة : بصي الخاتم ده ؟! ب500 وريني صباعك كده
وضعت الخاتم في إصبعها، تخيلت أن فارس هو من يضع الخاتم.
نيرة : ايه رأيك ؟!
اخذت تتأمل الخاتم في يديها.
فيروز : تحفة اوي بجد!
البائعة : يلا مبروك عليكي
فيروز : الله يبارك فيكي
قالتها بإبتسامة من الأذن للأخري.
البائعة : يلا اديهوني بقي
فيروز : ليه ؟!
البائعة : اتخضيتي ليه ؟! هحطهولك في علبة
ضحكت كل من البائعة و تالا و نيرة.
البائعة : ابتسامتك حلوة بالمناسبة
فيروز : شكرا، ربنا يخليكي
قالتها بفرحة عارمة.
البائعة : اتمني تشرفونا تاني، انا علي فكرة عارفة حضرتك
نيرة : ايوه انا زبونتكوا اصلا
البائعة : يارب علي طول
نيرة : ربنا يخليكي
فيروز : يا جماعة دي قالتلي إني ابتسامتي حلوة!
تالا : طبعا يا فيروز
نيرة : ده انتي القمرة بتاعتنا
فيروز : يا جماعة بقي
عانقتها نيرة.
فيروز : ها ؟! ايه رأيكوا في ده ؟!
تالا : لا مش مقتنعة بيه الصراحة
نيرة : سيم
فيروز : طب و البلوزة دي ؟!
نيرة : جامدة، هاتيها
تالا : لا وحشة
نيرة : حرام عليكي دي تحفة!
تالا : خالص
فيروز : طب السكيرت دي ؟!
نيرة : لا مش حلوة
تالا : يعني البلوزة هي اللي حلوة ؟!
نيرة : اه
تالا : هاتيها، دي تحفة
فيروز : طب البنطلون ده ؟!
نظرت كل من الفتاتان للأخري، تبادلت نظرات فيروز بينهن.
تالا و نيرة في صوت واحد : جامد
نيرة : ميزته كمان أنه high-waisted عشان انتي قصيرة
تالا : مع heels بقي هيبقي روعة
نيرة : حصل
تالا : جبيه بقي
فيروز : اشطا
نيرة : مش عايزة تجيبي حاجة تاني ؟!
فيروز : لا لا
حاسبت نيرة علي البنطال ثم انتقلوا لمحل مستحضرات التجميل، اخذت نيرة تستفسر عن المنتجات، ساعدتها البائعة في اختيار الدرجات المناسبة لها، حاسبت نيرة البائعة ثم انتقلوا للخلاء.
نيرة : البسي البنطلون بقي كده و وريهولنا
فيروز : ماشي
دخلت فيروز لتلبس البنطال، اخذت نيرة تبحث عن مستحضرات التجميل، لم تجدهم فتوترت.
نيرة : الميكب فين ؟! الميكب فين ؟!!!
بدت اعراض التوتر و القلق عليها، خرجت فيروز.
نيرة : اوففف، فين التوك كمان ؟!
بدأت يداها في الارتجاف.
تالا : يا نيرة انتي اتوترتي ليه ؟! هتلاقيهم
استغربت فيروز.
فيروز : نيرة انتي كويسة ؟!
نيرة : اه اه
تالا : نيرة انتي بجد كويسة ؟!
نيرة : ايوه كويسة والله، أنا بس اتوترت شوية، الحمد لله لقيتهم، البنطلون جامد عليكي
قالتها بإبتسامة.
فيروز : ربنا يخليكي يا نيرة
قالتها بقلق علي نيرة.
نيرة : تعالي بقي يلا، اولا هنلم شعرك كده و بعدين نرطب بشرتك دي
وضعت لها المرطب.
نيرة : ثانيا، هنحط البرايمر و بعدين نحط الفاونديشن
وضعت لها كريم الاساس.
نيرة : و بعدين نحط الكونسيلر، فيروز، انتي مابتناميش ؟!
فيروز : لأ، مابنمش
نيرة : انا اسفلك بجد
فيروز : عادي عادي
نيرة : هعملك الأيشادو بقي
تالا : نيرة هو أنا ليه حساكي مستعجلة ؟!
فيروز : ايوه و أنا، بس عادي يا نيرة خدي راحتك
نيرة : المشكلة لما بتوتر ده اللي بيحصل، بحس اني لازم اخلص الحاجة اللي في أيدي بسرعة ولا كان قطر بيجري ورايا
تالا : طب ده ليه ؟!
نيرة : محدش عارف
قالتها بتنهيدة، احستا بالأسف تجاهها، عانقتها فيروز بكل ما اوتيت من قوة، سكنت قليلا، اخذت نفسا عميقا ثم أكملت وضع المكياج علي وجه فيروز، اخذت تتأمل عسليتاها، انتهت بعد خمس دقائق.
نيرة : ايه رأيك ؟!
دهشت كل من تالا و فيروز.
تالا : مين دي ؟!
فيروز : هو مين دي فعلا! واو، نيرة انتي بجد احلي صاحبة في الدنيا، أنا بحبك
عانقتها بشدة، احست تالا بالغيرة بسبب "احلي صاحبة في الدنيا" هذه، لكنها لم تعطي هذا أهمية.
نيرة : أنا بحبك اكتر يا زوزو
احست بالغيرة أكثر، حاولت أن لا تكترث.
نيرة : المهم بعد كده هربطلك الخصلتين دول كده بالتوك دي
رشت لها بعض من المعطر و البستها الخاتم الفضة.
نيرة : voila
فيروز : ده لو فارس بنفسه اللي بيلبسني الخاتم مش هفرح كده
دحرجت نيرة عيناها.
نيرة : ايه اللي جاب سيرة فارس دلوقتي ؟! Tonight is all about you انتي فاهمة ؟! حتي لو انتي عايزة تعجبيه بس خلي اليوم دي ليكي و لنفسك و بس
فيروز : حاضر
نيرة : تمام يلا بينا
فيروز و تالا في صوت واحد : يلا
نيرة : جماعة ايه رأيكوا في يوم نبقي نلبس كلنا بينك ؟!
فيروز : اشطا
تالا : حلوة الفكرة
نيرة : يوم الأربع
تالا : اشطا
فيروز : اشطا بس إشمعني الأربع ؟؟
نيرة : اشمعني ؟! عشان on Wednesdays we wear pink
تالا : لا اقنعتني
فيروز : طب يلا يا جدعان عشان نروح
نظرت كل من نيرة و تالا لبعضهن ثم ضحكوا شديدا.
نيرة و تالا في صوت واحد : نروح ؟! إحنا لسه هنبتدي اليوم
فيروز : يا جدعان مش هقدر الف كل ده، ما تقولي حاجة يا تالا
تالا : ما أنا قولت احنا لسه هنبتدي اليوم
فيروز : تعبت والله
نيرة : انشفي يا بت
تالا : قوليلها
فيروز : حاضر
اكلوا حلوي الدونتس ثم قاموا بشراء الفيشار لدخول فيلم في السينما ثم قاموا بأخذ بعض الصور ثم تناولوا الغذاء و هن في طريقهن لديارهن، قاموا بتشغيل الأغاني و الرقص عليها في السيارة، أوصلتهن نيرة. نامت كل من نيرة و تالا بسلام، اما فيروز، فلم يغمض لها جفن، اخذت اللاب توب الخاص بفؤاد تتأمل صور محبوبها كلها غيرة من اي فتاة تكلم معها غيرها، اكتشفت أنه حقا يحب هذه الفرقة اللتي تدعي تشيس اتلانتيك، احست بدوار، ليغشي عليها، لا تري شيئا و الاصوات من حولها تنخفض تنخفض حتي تتلاشي، فجأة، احست بحركة السرير اللذي يجروها عليه في المستشفي.
فؤاد : متقلقيش يا فيروز، هتبقي كويسة والله
قالها و القلق ينهش فيه، لم تفهم فيروز ماذا يقصد لتشعر بنفسها مستلقية علي سريرها في غرفتها، سمعت صوت لعبتها اللتي اعتادت امها أن تشغلها لها كلما احست بأي مشعار سلبية في صغرها، احست فيروز بأحد الناس يقوم بنقلها لسرير اخر، سمعت صوت الجهاز اللذي يقيس عدد دقات القلب، تجانس صوت الجهاز مع صوت اللعبة، احست بنور الشمس يدخل في غرفته غرفتها لينير عسليتاها و خصلاتها الذهبيات، ليستقيم الخط علي الجهاز، أخبر الطبيب أهلها أنها فارقت الحياة، انهار كل منهم خاصة فاطمة، اخذت اللعبة تصدر في الأصوات، لم تعلم فيروز اين هي، لم تعلم ماذا يحدث.
فؤاد : إيه ده يا هانم ؟!
قالها بتكشيرة.
فيروز : فؤاد ؟!
فؤاد : اه فؤاد، مراقبة اي ولاد تاني ممنوع، انتي فاهمة ؟!
فيروز : فؤاد هو أنا فين ؟!
فؤاد : انتي في اوضتك، فيروز هو انتي كنتي بتحلمي ؟!
فيروز : بايني كده، انت ايه اللي جابك هنا الاوضة ؟! انا قولتلك تدخل ؟!
صمت فؤاد.
فيروز : فؤاد اطلع برة
فؤاد : طالع
قالها اخذا اللاب توب.
فريدة : هو في ايه ؟!
تثائبت بعدها.
فيروز : مفيش يا حبيبتي، نامي انتي بس
فريدة : أنا عايزة انام جنبك
فيروز : من وسع السرير يعني ؟!
فريدة : عشان خاطري
فيروز : تعالي
نامتا الأختان، ايقظتهن امهن لتذهب كل منهن لمدرستها و جامعتها، أقامت فريدة لتتجهز بينما استلقت فيروز علي السرير لبعض من الوقت.
فاطمة : مال وشك عامل كده ليه يا فيروز ؟!
فيروز : حاطة ميكب
فاطمة : حاطة ميكب ؟!
فيروز : اه
فاطمة : لا بس قمر يا فيروز، قمر يا حبيبة قلب ماما
أقامت فيروز لإحتضان امها.
فيروز : ماما، هو ينفع أنا و فريدة نبقي نايمين في اوضتنا و فؤاد يدخل علينا كده ؟!
فاطمة : ايه ؟!
فيروز : متقوليش لحد بقي ولا حتي فريدة عشان متعرفش، كانت نايمة
فاطمة : ايه اللي انتي بتقوليه ده ؟! ده بجد ؟!
فيروز : مش هتبلي عليه يعني
فاطمة : يا فؤاد!
وجدته غارقا في نومه، لم تكترث.
فاطمة : قوملي كده علي حيلك
فؤاد : طب شوية بس حاضر
قالها بصوت ملئ بالنعاس.
فاطمة : مفيش شوية! قوم!
قالتها بنبرة غاضبة، نزل من علي سريره.
فؤاد : صباح الخير طيب
فاطمة : صباح الخير ؟! صباح النور يا حبيبي، تعلالي
أدخلته غرفة فيروز ثم أغلقت الباب.
فاطمة : اللي اختك بتقوله ده صح ؟!
فؤاد : اختي بتقول ايه ؟!
فاطمة : لا ما هو انت يا عبيط يا بتستعبط
فؤاد : أنا ولا عبيط ولا بستعبط أنا مش شايف قدامي اساسا و مش مركز
فاطمة : والله ؟!
فؤاد : والله العظيم يا امي
فاطمة : من امتي و انت بتدخل علي اخواتك البنات كده عادي و هما نايمين ؟!
حاول فؤاد إستيعاب ما قيل.
فؤاد : اه، يا ماما والله أنا ماكنتش مركز أنا برمت البيت كله علي اللاب ماكنتش لاقيه، لاقيته عندهم، أنا اكيد مقصدش يا ماما والله ماكنتش مركز
فاطمة : بس انت عارف إن ده مش مبرر صح ؟!
فيروز : بظبط
فؤاد : صح والله يا ماما، أنا آسف يا فيروز حقك عليا والله وعد مش هتتكر تاني
احتواها في أحضانه مقبلا رأسها.
فيروز : مش واخدة عليك و انت طيب كده
ابتسم فؤاد بخفة.
فؤاد : طب تعالي معايا البلكونة نتكلم شوية
فيروز : لا يا عم البلكونة برد
فؤاد : تعالي معايا البلكونة يا فرفورة
فاطمة : متقولش علي اختك كده يا واد و متتأخروش عشان محاضراتكوا
فؤاد : يا ماما يعني احنا بنحضر يعني ؟!
فاطمة : يا واد متعلمش اختك الصياعة، والله تلاقيها مؤدبة و بتحضر
فيروز : حصل
شهق فؤاد.
فؤاد : يا كدابة، اقسم بالله ما حصل
فيروز : شششششش
دخلا البلكونة.
فؤاد : بصي يا فيروز أنا عارف اني غلطت امبارح والله بس انتي كمان غلطانة لما تفتحي اكونت واحد و تقلبي في صوره كده و كمان علي اللاب توب بتاعي
فيروز : حصل أنا غلطانة
قالتها نظراتها علي الأرض.
فؤاد : بس اقسم بالله العظيم لو اتكررت تاني ما هسمي عليكي و مش هتعامل علي إنك مكتأبة و مش مكتأبة و مش عارف إيه و الكلام ده كله
بدأت عيناها تمتلأ بالدموع.
فؤاد : و علي فكرة أنا بقول الكلام ده و أنا عارف أنه هيخليكي تعيطي
فيروز : و لما انت عارف بتقلهولي ليه ؟!
قالتها بوجه احمرا كالطماطم.
فؤاد : عشان تفوقي لنفسك! عشان انتي من ساعة ما انتي قولتيلي علي فارس و انتي مش عجباني و لو عملتي اي تصرف تاني مش هيعحبني مش هسمي عليكي، بكررها تاني
فيروز : علي فكرة في طريقة احسن من كده تقولي بيها الكلام، انت كده بتجرح مشاعري
فؤاد : و لما تتقفشي و هو و شلته يعرفوا انك هتموتي عليه يفطسوا من الضحك عليكي مش ساعتها مشاعرك هتتجرح بجد ؟!
صمتت فيروز.
فؤاد : ما تردي عليا!
اومئت برأسها.
فؤاد : يبقي تفوقي عشان مفوقكيش انا، عشان لو أنا اللي فوقتك هزعلك
فيروز : حاضر
فؤاد : اصل بصي يا فيروز أنا اللي خايف عليكي مش فارس اللي بتعيطي عليه ده حتي و لو عمره ما هيخاف عليكي قدي
فيروز : طبعا
فؤاد : يا بت يا هبلة هو احنا لينا غير بعض ؟! مش هاين عليا اشوفك بتضيعي نفسك كده
انتقلت نظراتها من الأرض له.
فيروز : حاضر يا فؤاد، هحاول اmove on من فارس عشان خاطرك
احتضنته، احتواها في احضانه.
فؤاد : أنا مش عايز منك حاجة، انسيه عشان خاطر نفسك و ركزي علي نفسك شوية
فيروز : حاضر، عارف يا فؤاد، علي قد ما انت بتبقي حنين، علي قد ما انت بتبقي عايز اللي يديك علي دماغك
مسح لها دموعها اللتي تسبب في نزولها مبتسما.
فؤاد : ماشي يا جزمة
تجهزا ثم طلب فؤاد سيارة اوبر لتوصيلهما، دخل كل منهم المحاضرات مباشرة، بعد قليل...
بس بس
فيروز : أنا ؟!
اه، اسمك ايه ؟!
فيروز : فيروز و انتي ؟!
سيلين
تكلمت سيلين بتمتمة.
فيروز : فرصة سعيدة
قالتها متمتمة.
سيلين : أنا اسعد
صمتا لبرهة.
سيلين : أنا مبطقش الدكتور ده
فيروز : إشمعني ؟!
سألتها بفضول.
سيلين : معرفش مش بطيقه كده
انتهت المحاضرة، مرت الساعات، انتهي اليوم، تحاسبت كل من نيرة و تالا علي مشتروات فيروز، فكل من الاكسسوارات و البنطال و منتجات العناية بالبشرة و الشعر علي نيرة، أما عن مستحضرات التجميل و العطر علي تالا، عرفت فيروز سيلين علي كل من صديقاتها، مرت الأيام، اصدقاء تالا و فيروز في تزايد، حاولت فيروز مرارا و تكرارا ان تلفت نظره حتي يصبح ملكها لكنها لم تفلح، بنتابها الشعور باليأس.
في يوم من الأيام، تنزهت كل من فيروز و نيرة معا.
فيروز : نيرة
نيرة : نعم
فيروز : هو أنا حلوة، صح ؟!
نيرة : طبعا، انتي من احلي الناس
فيروز : طب أنا ليه مش بحس بده ؟!
نيرة : صدقيني يا فيروز أنا ممكن اعمل اي حاجة في الدنيا عشان احسسك إن انتي جميلة، عشان اوريكي نفسك في عيون الناس
فيروز : بجد ؟!
نيرة : طبعا يا فيروز، أنا بجد بحبك اوي و عندي إستعداد اعمل اي حاجة عشان اساعدك
فيروز : طب أنا نفسي اشوف نفسي في عيونه
ترددت نيرة.
نيرة : إشمعني يعني ؟!
فيروز : هو إيه اللي إشمعني ؟! بحبه يا نيرة! بحبه!
قالتها بتنهيدة، ناقلة نظراتها للأرض.
نيرة : فيروز، اهدي، ركزي مع الناس اللي بتحبك بجد، ملكيش دعوة بأي حد تاني غيرهم
نظرت لنيرة.
فيروز : مش يمكن هو بيحبني ؟!
ترددت نيرة.
نيرة : معرفش بقي يا فيروز، أنا حاسة إن هو مخلي حالتك اسوأ، فسيبك منه
فيروز : مقدرش! مش بالسهولة دي! يا نيرة أنا بحبه، فاهمة يعني ايه حب اساسا ؟!
نيرة : اه، اي نعم محبتش حد قبل كده بس اه فاهمة، اي نعم الموضوع مش بالسهولة دي زي ما بتقولي، بس مش مستحيل
فكرت فيروز في ما قيل.
فيروز : اوعدك اني هحاول، بس هاخد وقت، مش بعيد اخد العمر كله
نيرة : يكفيكي شرف المحاولة
قالتها بإبتسامة، ابتسمت هي الأخري.
فيروز : طب نيرة
نيرة : نعم
فيروز : خلينا نفترض إن هو مش بيحبني، مش يمكن هو مش بيحبني عشان أنا عندي low grade depression مش يمكن إكتئابي ده هو العائق ؟!
نيرة : فيروز بطلي هبل، اولا هو ميعرفكيش عشان يعرف إذا كنتي مكتأبة ولا لا، ثانيا لو محبكيش عشان كده يبقي مبيفهمش و حد مش كويس و يبقي العيب فيه هو مش فيكي انتي
فيروز : صح برضوا
تنهدت نيرة.
نيرة : اخيرا فهمتي
انتهت النزهة، قضت نيرة الأيام المقبلة محاولة إقناع فيروز و تالا بأن فارس ليس بشخص جيد و تحذيرهن منه، لكن دون جدوي، حتي أن في يوم من الأيام، قررت فيروز أن تطارد فارس، شك فارس أن هناك من يسير ورائه لكن لم يري اية اشخاص، حاملا ساعتها باقة من الزهور الزرقاء، تسائلت، لمن سيهدي هذه الباقة ؟! اهل سيهديها لها ؟! وقفت لتراقبه لحظة وقوفه أمام بوابة شامخة مخبئا الباقة، رن الجرز، بعد دقيقتان، فتحت له همس، استغربت فيروز، ليعطيها الزرقاوات.
فارس : أنا اسف
صدمت، أنفاسها ثقيلة، تركيزها كثير، عبوسة همس قليلا، نظرت إليه من الاسفل للأعلي آخذة الباقة.
همس : شكرا
نطقتها بإبتسامة اخف من الريشة، كثر إستغراب المراقبة.
فارس : ممكن ادخل ؟!
سألها بإبتسامة.
فيروز بينها و بين نفسها : تدخل فين ؟! تدخل فين ؟!!
الغضب يملؤها، أنفاسها متسارعة.
همس : لأ
فارس : مفيش اي حد خالص ؟! ولا حتي اشرقت ؟!
همس : ولا حتي اشرقت و حتي لو في حد مش هدخلك
فارس : ليه يعني ؟!
همس : عشان انت مستفز يا فارس!
فيروز : عشان انت مستفز يا فارس نينينينينيني
قالتها بصوت منخفض.
فارس : اخر مرة بجد
همس : اما نشوف
فارس : انتي وحشاني اوي علي فكرة
همس : و انت كمان
قالتها بابتسامة خفيفة.
فيروز : نينينينينيني، اشبع بيها
فارس : طب البسي و بينا علي اي حتة
همس : انا كنت داخلة انام علي فكرة، تصبح على خير
فارس : بقي كده ؟!
همس : اه... تعبانة يا فارس والله، تتعوض تتعوض
فارس : ماشي يا همس، اشوفك علي خير
همس : إن شاء الله، باي
فارس : باي
رحل فارس، اخذت تراقبه حتي تلاشي من امامها، لم تعلم بماذا تشعر في هذه اللحظة، أدمعت عسليتاها بينما انعكس ضوء القمر عليهما ذاهبة إلي بيتها المربوط بأبشع لحظات عمرها اللذي تشعر بالإحتواء و الإنتماء فيه رغما عن ذلك، قليلة الحيلة، وصلت، وقفت أمام الباب، ناظرة للأرض، غارقة في افكارها، حتي فتح فرج الباب.
فرج : فيروز! حمد الله على السلامة!
لا رد.
فرج : فيروز
فيروز : هاه!
فرج : حمد الله على السلامة
فيروز : الله يسلمك
دخلت فيروز.
فرج : كنتي فين ؟!
فيروز : كنت بشم شوية هوا ؟!
فرج : ايوه كده فكي عن نفسك
تنهدت فيروز ثم دخلت غرفتها، اخذت تتجول في حسابات البنات اللاتي يتابعهم فارس، اخذت تنظر لهن ثم تنظر لنفسها في المرآة.
فيروز : طب ما أنا قمورة اهو، امال فارس مبيحبنيش ليه ؟!
سألت ذاتها متعجبة.
تمر الأيام و نيرة تستمر في تحذيرهن منه، دون جدوي حتي تبدأ تتأثر علاقتها بهن.
نسرين : قوليلي بقي، عاملة ايه ؟!
عم الصمت لبرهات.
نيرة : مش عارفة
نسرين : ازاي ؟!
نيرة : مش عارفة، مش لاقية إجابة للسؤال ده
نسرين : طب تعالي نعرف مع بعض
لاحظت نسرين يداها المرتجفتان.
نسرين : انتي متوترة، مش كده ؟!
نيرة : باين عليا ؟!
نسرين : جدا
نيرة : ما هي دي المشكلة، أنا بحاول علي قد ما اقدر أبين اني كويسة و مبقتش عارفة خلاص، بقي يبان عليا، بقي يبان عليا بطريقة مرعبة، أنا متضايقة، متضايقة اوي بجد
نسرين : قوليلي يا نيرة، انتي حاسة بإجهاد ؟!
نيرة : اوي يا نسرين، اوي بجد
نسرين : طب انتي حاسة إنك موجوعة ؟!
اومئت برأسها أن نعم بعينين ممتلئتين بالمياة مملوءة بحزن، مملوءة بكثرة نفس تعبر عن قلة حيلتها.
نسرين : عيطي، العياط بيريح، بس مش هنعيط طول العمر، اكيد هندور علي حلول للمشاكل اللي عندنا
نيرة : صح صح
نسرين : طيب، نهدي كده و نفكر بعقلنا و نشوف حلول
نيرة : ماشي
نسرين : اعملي تمارين تنفس، practice gratitude ، انزلي مع صحابك، العبي رياضة، انتي ايه اكتر مكان بتقعدي فيه ؟!
نيرة : الاوضة
نسرين : بتتروق ؟!
نيرة : لأ
نسرين : ده بيخلي حالتك اسوأ، لازم المكان اللي انتي قاعدة فيه يبقي متروق
نيرة : حاضر و المرة دي بجد
مر الوقت، انتهت الجلسة.
ماجدة : ايه يا بطلة! عاملة ايه ؟!
فيروز : بحاول ابقي كويسة
ماجدة : كويس، حاولي و عافري
فيروز : هو كمية البنات اللي بيهزر و يضحك معاهم و يعملهم likes و comments احسن مني في ايه ؟!
ماجدة : ممممم، بدأت اقلق ؟!
فيروز : ايه ؟!! مبيحبنيش ؟!!
ماجدة : مبيحبكيش ايه بس ؟! عنه ما حبك!...
فيروز : يعني ايه عنه ما حبني ؟!
ماجدة : اسمعيني الاول يا فيروز! حطيها حلقة في ودانك، اوعاكي تقارني نفسك بأي حد، ماشي ؟! اي حد!
فيروز : مبعرفش!
ماجدة : يا فيروز مينفعش تعملي في نفسك كده! انتي كده بتقتلي نفسك بالبطئ، طب قوليلي انتي بتستفيدي ايه لما بتعملي كده ؟
فيروز : معرفش، معرفش! الموضوع بقي شبه الإدمان، أنا حرفيا بقيت مدمنة ده و الحاجة الوحيدة اللي هتخليني ابطل ده اني اعرف ايه الفرق بيني و بينهم، هما احسن مني في ايه عشان يكلمهم ؟! أنا وحشة ؟! معيوبة ؟!
ماجدة : لا يا بابا ما عاش ولا كان اللي يقول عليكي كده، بصي يا فيروزتي، الشخص الوحيد اللي المفروض تقارني بيه نفسك هو نفسك السابقة بس، بصي علي الprogress اللي عملتيها
ضحكت فيروز.
فيروز : هقولك أنا، زمان كنت في ثانوية عامة و مكتأبة، دلوقتي بقيت في الجامعة و مكتأبة اكتر و بحب فارس
ماجدة : يا ربنا، المشكلة فعلا ان حالتك بقت أسوأ بس أنا هساعدك تعدي من اللي انتي بتعاني منه ده
أمسكت بيدها محاولة طمأنتها، ابتسمت لها فيروز بعيناها المدمعتان، شاعرة بالإمتنان لها.
انتهت الجلسة، ذهبت لبيتها.
الأيام تمر بثقلها و تستمر فيروز في مراقبة الأقرب إلي قلبها لتستمر حالتها في سوء، ذهبت فيروز لجامعتها كالعادة، سلمت علي صديقاتها، حضرت محاضرتها بعقل مغيب، جسديا فقط، انتهي اليوم، كل منهن كادت أن تذهب لدارها حتي استوقفهما شاب ينادي كل من في عين شمس.
الشاب : أنا عامل party هيفوتك نص عمرك لو ماروحتهاش، مفيش في جمالها ولا حلاوتها، و الجامعة كلها معزومة ببلاش
دهش الجميع، الحماس يملأ الأنفس
فيروز : بنات، تفتكروا فارس جاي ؟!
نيرة : يا ربنااا، يا بنتي خرجيه من دماغك!
تالا : معتقدش إن فارس يفوت حاجة زي دي