أبصرها وهو مختبئ خلف جذع إحدى الأشجار.
وجهها كزهرة الأوركيـد في بياضـه الممزوج بورديةٍ رقيقة، بدا مشرقًا وقد اصطبغت وجنتيها الدقيقتيـن بحمرة طازجة فـوكأنهما فصّان من فصوص الرمان الحمراء القانيـة، وبندقيتيها، اللتان لم ترفعهما عن خطواتها الوئيدة إلا هُنيهات معدودة، يبين بهما تلألؤ مُستحي يزيـد من الجمال على جمالها قدرًا منـه وفيرًا.
تسير بين نسوة عائلتها ونسوة عائلة عريسها إلى الحمام العام.. حمام العروس.
وقف على مقربـة منهن، مُتخفّن ببرقعه الذي اهترأ من كثرة استعماله، أضاءت شرارة شرهٍ بعينيـه وفمه تدلى حتى كاد يسيل لعابـه؛ نصيبه اليوم نصيب أسد.. نعم؛ فريسـة اليوم فاقت في حلاوة خلقتها كل من سبقنـها.
صباح اليوم الباكر علم بمجيئهن، فلم يتثنى له الوقت لإجراء تحريـاته المعتادة عن أفراد عائلتها وأفراد عائلة العريس ليقدر على الإفلات من كل طرفٍ إن سأله، وهو مُتشحٌ بينهن في الحمام بوشاحـه الأملس الأسود الذي يُغطيـه كُله وكل وجهه ورأسه كذلك، فيخبر أهل العريس أنه من نساء العروس، ويخبر أهل العروس أنه من طرف العريس.
جاء والنية معقودة أن يُلقي نظرة، إذا لم تُلهفه عروس اليوم لرؤيـة جمالها كاملًا؛ يرجع، وإن أعجبتـه يدخل معهن، وبدا من عينيه اللتان لم تبرحـا ساكنتين وهما تصعدان وتنزلان على جسد الفتاة؛ أنها أعجبتـه وبشدة.
أنت تقرأ
حمام العروس - ندىٰ فرج - قصة قصيرة
Short Storyجاء والنية معقودة أن يُلقي نظرة، إذا لم تُلهفه عروس اليوم لرؤيـة جمالها كاملًا؛ يرجع، وإن أعجبتـه يدخل معهن، وبدا من عينيه اللتان لم تبرحـا ساكنتين وهما تصعدان وتنزلان على جسد الفتاة؛ أنها أعجبتـه وبشدة.