ناول سُرة النقود الباهتة قُماشتها إلى فرس البحر التي لا تكف عن مضغ العلكة، والتي تُدير الحمام، ثم تسلل وراءهن وانزوى في جزءٍ بعيـدٍ يُراقبهن، لكن.. ما هذا!؟
تسائل في نفسـه بعد أن أبعدن وشاحهن عن وجوههن فرأى الألوان الغريبة المرسومة بأشكالٍ غريبـة عليهن، ووثب عندما سمع زغاريـدهن.. زغاريـدهن صريخًا مُنّفر مُفزع!
أخذن يضربن أجداثهن بكفوفهن بغلظةٍ أرعبت فرائسه حتى انكمش في مكانـه وبدأ الخوف يتسرب إلى نفسه.
أزلن عنهن أوشحتهن فرأى جل أجسادهن.. حمراء كأنها مُلطخة بـدماءٍ.. دماء طازجـة تُزكم أنفـه وهو متكورٌ في زواية الحمام يُراقب بعينين متسعتين ترتجف بهما سوداويتيه.
وبعضهن سوداء كالزفت أجسامهن، ثم رأى أسفل ظهورهن.. ذيولًا تتمايل على مؤاخرتهن؛ وهنا أطلق ساقيـه فرًّا من الحمام إلى الخارج على مرأى فرس النهر التي نادتـه لأنها وجدت ما اتفقت معه عليه من نقود مقابل دخوله الحمام ناقصًا أربع جنيهات، ظنتـه يفر منها فـسبتـه وتوعدته، بينما هو ركض مُخلّفًا وراءه الغُبار على الطرق المقفرة، ولم يتوقف، حتى ليلتقط أنفاسه، إلا عند باب بيته، هرع إلى غرفتـه وقفز على فراشـه ليتدثر بغطائه منتفض البدن جفّ الحلق بعدما أصبحت ذرات عرقـه تتناثر في محيطـه إثر ارتجافاتـه العنيفة.
أنت تقرأ
حمام العروس - ندىٰ فرج - قصة قصيرة
Contoجاء والنية معقودة أن يُلقي نظرة، إذا لم تُلهفه عروس اليوم لرؤيـة جمالها كاملًا؛ يرجع، وإن أعجبتـه يدخل معهن، وبدا من عينيه اللتان لم تبرحـا ساكنتين وهما تصعدان وتنزلان على جسد الفتاة؛ أنها أعجبتـه وبشدة.