لم ترى القمر في السماء الخاليـة من نجماتها الليلة، بدت كئيبة ووحيدة، والشجر، على حذاء الطريق أمام بيتها، كانت ساكنـة وريقاته أيضًا، وهي كما هي متربعة أمام غرفتها.
مسّدت ذراعيها وارتجفت ارتجافة طفيفة إثر البرد الذي زار بيتها فجأة، ثم نهضت واقتربت من السرير تتأكد من تغطية جسده جيدًا لتحميه من البرد، لكن جسده كان أكثر برودة من البرد نفسه.
رأت وجهه شاحبًا، ليس كشحوبه في الليالي الماضيـة، قربت وجهها منه وحدقت فيه بجمود ثم ما لبثت أن أطلقت من فمها صرخـة التم على إثرها جيرانها.
أنت تقرأ
حمام العروس - ندىٰ فرج - قصة قصيرة
Kurzgeschichtenجاء والنية معقودة أن يُلقي نظرة، إذا لم تُلهفه عروس اليوم لرؤيـة جمالها كاملًا؛ يرجع، وإن أعجبتـه يدخل معهن، وبدا من عينيه اللتان لم تبرحـا ساكنتين وهما تصعدان وتنزلان على جسد الفتاة؛ أنها أعجبتـه وبشدة.