البارت العاشر

634 37 26
                                    

‏" يُجازيك الله على صدقك ، وسلامة قلبك، وصفاء نيّتك، وتمنّيك الخير لغيرك ، فتجدهُ يُسخِّر لك الأحداث، والمواقف ، والأشخاص من حيث لا تحتسب ، وتجد الخير يسعى إليك من حيث لم تطلبه ، ذلك أن الله صدَق وعدهُ إذ قال: "إن يعلم الله في قلوبكم خيرًا يؤتكم خيرًا .."

✍️كائن البهجة


     

البارت العاشر
يقين الفهد

__________________________

ساعة تليها ساعة وساعة
لكن لم يخرج أحد إلى الآن
قلبه يكاد يهلك من شدة الخوف .على صغيرته التي لم ترى إلا الشقاء في هذه الحياة منذ صغر سنها
يا الله كم رحيما بيها فوحدك تعلم ما مرت بيه
لم تكتمل سعادتها قط
دائما ما يحدث شىء يحزنها ويتعبها أكثر لكن الحمد لله على كل حال
رغم ضيقه الشديد من اختفاء فهد في وقت كهذا
هو لا يلومه على ما حدث يعلم أن هذا قضاء الله وكان سينفذ لا
محالة
لكن اختفاءه الغير مبرر ازعجه وبشدة
لم تكن أعصابه اسمح له بالتفكير  والانزعاج فكيفيه ما به من قلق وخوف بل رعب على انيسته الوحيده
___________
مر الوقت ولكن ببطئ السلحفاة
إلى أن رأى ذاك الطبيب المدعو مختار لؤي والذي سيحظى معنا بدور مهم للغاية في أحداث روايتنا أو بالأحرى يجب أن أقول إنه سيحظى بالجزء من العنف
ترى ماذا سيحدث
وما قصة هذا المختار لوئ

ما علينا رقض كل من سيف والدته ناحية الطبيب
والخوف يأكل قلوبهم

طمني يا دكتور ارجوك ب...بنتي كويسة

رد مختار ببعض التعب وإلارهاق :اهدي يا امي الحمد لله العميلة تمت بنجاح  وبنت حضرتك كويسة جدا والله
بس .......

سيف :بس ايه يا دكتور في ايه طمنا ارجوك ....وأكمل برعب
هي فيها حاجة صح ....مش كويسة ......ولا

لا لا أهدى  والله هي كويسة

بس...... يعني ......انا .....قصدييي

سيف :يا دكتور خلصنا بقى

المتبرع اللي اتبرعلها للاسف طلع عنده سيولة في الدم وهو اصلا خطر عليه أي عملية جراحية وماكنش لازم يعملها ...وللاسف حياته حاليا في خطر دعواتكم ليه

ارتجف قلبه بشدة لا يعلم لما اتت في باله صورة فهد يعلم تمام العلم أن صديقة يعاني من هذه المشكلة وكلما أصيب بطلق ناري كاد يفقد حياته أكثر من مرة بسبب هذه المشكلة التي يعاني منها
سأل بلقب مرتجف من شدة الخوف فلا طاقة له بفقد صديقة المقرب أو بالاحرى اخية في سبيل انقاذ أخته :مين المتبرع يا دكتور
:هسالك حد من الممرضين للاسف ما اعرفش اسمه

سيف بصدمه وعيون تملأها الدموع :اسمه .....يبقى اكيد هو ......يارب...... يارب

لحظات ورأى الممرضات يجرون ذاك الفراش اللعين
فراش المرض الذي يحوي صغيرته وهي ممددة لا حول لها ولا قوة
رفضت أمه إلى أخته الصغيرة وهو ذهب يجر قدميه جرا ليرى ذاك المتبرع الذي غامر بروحه ليعيد له روحه
وقف أمام الغرفة قدماه متيبسة لا يقوى على الحركة ليست لديه القوة الكافية ليعلم من بالداخل ....ماذا إن كان صديقه.....ماذا له نصف قلبه وتدمر النصف الآخر
يا الله لن يقوى على فراقه مهما حدث
لحظات مرت ورأى الممرضة تخرج فسألها وهو يحاول أن ينفى الإجابة المتوقعة وكأنها لن تقولها قائلا بنبرة أقل ما يقال عنها انها ماتت من شدة الخوف

يقين الفهد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن