الفصل الاول

623 20 18
                                    

تهادى الى مسامعها صوت آذان الفجر
الذى يصدر من الجامع الموجود بتلك البلدة الريفية
ارهفت السمع الية بينما كانت متكورة على نفسها
تنام بوضع الجنين وهى تضم ساقيها الى صدرها
دموعها تغرق وجهها المتورم ويصدر منها انتفاضات
اثر شهقاتها المتقطعة سمعت صوت باب يفتح
انتفضت بخوف وفزع لترى من هذا الذى
جاء إليها بمثل هذا الوقت يكفيها ما فعلوة بها
هى الآن اصبحت محطمة جسد بل روح لا تقوى على شئ
فتح الباب واغلقة بهدوء حتى لا يسمعة احد
او ينتبة علية احد التفت ليجد. شقيقتة الصغيرة
تنظر الية بخوف وفزع وهى تجاهد لتعتدل فى جلستها
نظر اليها بشفقة وحزن وهو يرى الكدمات التى تملأ وجهها بالاضافة الى الآلم المنتشر بأنحاء جسدها اثر ضرب والدة وشقيقة الاكبر لها لا يعرف كيف خلصها من بين يديهم بعد ان اوشكوا ان يزهقوا روحها
الا يكفيها ما تعرضت الية لماذا القوا اللوم عليها هى فقط
اقترب منها ليجلس بجانبها على الفراش ويربت على شعرها بيدة حركة انتفضت على اثرها خوفا
همس لها يطمئنها:.
_متخافيش محدش هيقدر يعملك حاجة
صمت قليلا ثم ناولها تلك العباءة السوداء ليستطرد
بجدية:.
_البسى العباية دى بسرعة مفيش وقت لزم تهربى من هنا
النهاردة بأي طريقة

نظرت الية بعدم فهم لماذا يريدها ان تذهب وكيف تفعلها
فهم شقيقها نظراتها أردف بنفس نبرة الجدية التى يتخللها الشفقة والعجز تجاة شقيقتة:.
_هيقتلوكى اول ما يطلع النهار هيقتلوكى
عشان كدة مفيش وقت لزم اهربك من البيت
ومن البلد كلها

ارتسمت ابتسامة مريرة على شفتيها واردفت بنبرة ميتة
وعيون زائغة خالية من بريق الحياة:.
_انا اصلا ميتة انا بقيت جسد من غير روح
مبقاش فاضل غير انى ادفن انا عاوزة اموت وارتاح
من اللى انا فية

انهت جملتها لتنفجر بالبكاء احتضنها شقيقها إلية
وقد ادمعت عيناة على حال شقيقتة، شقيقتة التى كانت
تملأ البيت بهجة ومرح كانت تنشر السعادة اينما ذهبت
الان اصبحت محطمة روحها مشوهة يريدون قتلها
على ذنب لم تقترفة اعلنوا حكم اعدامها دون ان يجعلوها
تدافع عن نفسها لكن لا هو لن يكون مثلهم سوف يحررها
من هذا السجن سوف يخلصها من حكم الاعدام الذى صدر عليها ظلم لن يجعلهم يمسونها بسوء يكفيها
ماحدث لها يكفى انها كسرت هامتها وتحطمت حياتها
وهى بمثل هذا العمر ابعدها عن احضانة ليحاوط وجهها
بكفية ويجعلها تنظر الية، اردف باصرار وحزم:.
_مش هتموتى انتى مغلطتيش اللى حصل دة كان
غصب عنك انتى ملكيش ذنب فية،البسى
العباية دى وغطى وشك كويس خمس دقايق بالظبط
وتكونى جاهزة مقدمناش وقت النهار قرب يطلع
يالا بسرعة
انهى جملتة ثم ذهب وغادر الغرفة ينتظرها بالخارج
بينما كان يراقب الرواق الموجود بة غرفة شقيقتة
بينما بداخل اخذت هى تنظر الى تلك العباءة
وسؤال يدور برأسها ما الذى اقترفتة لتصل الى
تلك النقطة يشهد الله انها لم ترتكب اى ذنب
هى فقط ضحية واهلها ومجتمعها حاسبوها
على ذنب لم ترتكبة لماذا هى من تدفع الثمن وحدها
هل حقا ستترك عائلتها ستهرب من المنزل الذى ولدت
وتربت وكبرت بة المنزل الذى كانت جدارنة ملاذا
وحصن لها الان صارت تشكل خطرا عليها
اصبح الحصن سجن ستعدم بداخلة غدا
مسحت عبراتها وتحاملت على آلم جسدها لتنفض عنها غطائها وتستقيم واقفة وقد عزمت امرها على الرحيل نعم ستذهب شقيقها محق لم يكن ذنبها، هى لم تقترف خطأ ليتم معاقبتها بتلك الطريقة ستذهب ولن تعود حتى يعلم اهلها والبلد جميعها انهم ظلموها

عذاب الحب الجزء الثاني "قلوب حطمها العشق"  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن