1

37 16 9
                                    

الفصل الاول :♥️

الجزائر_قسنطينة*

في الصباح المنعش و الشمس الدافئة حيث ينشر فصل الربيع دفئه و روائح الزهور العبقة التي تزين الحدائق و شرف المنازل في البنايات الشاهقة و مقدمات المطاعم و الماركات ، مرت فتاة متوسطة الطول يصل ارتفاع طولها لـ  162 cm ،تَبتسم و تَملئ عينيها بهذه المشاهد الرائعة و المسالمة حيث كان البشر يمرون عكس اتجاهها و منهم يتخذون مسارها ، مشغولة بالتفكير كما سائر الناس و تعلم جيداً إن كلاً منهم يدور في عقله ضجيج لو خرج من ذهنه لـغطى كل من في الشارع أذنيه .

نَظرت إلى المقهى الذي تجلس فيه دائماً و مفضل لديها ، إذ يوجد فيه مقاعد خارجية على الرصيف العريض أمامه ، و حوله تمتد المحلات على طول الطريق ، منها محلات ملابس و منها ماركات للأغذية و منها مطاعم و كافيهات  وغيرها .

جلست سارة على مقعدها الذي يتواجد على الرصيف ، ثم وضعت حقيبتها فوق الطاولة المستديرة امامها . و تنظر ب اتجاه الشارع تراقب المارة كما لو كانت تنتظر وصول أحدهم .

ثم وضعت يديها تحت ذقنها  فلفتت انتباهها  طفلة في عمر الخامسة أو السادسة  تجلس أمام طاولتها في الجهة المقابلة لها,و بقرب الطفلة تجلس والدتها  التي يقدر سنها في الثلاثينيات حيث  كانت  بيضاء ذات شَعراً ذهبي لامع و الذي أورثته لطفلتها.

تبتسم الأم مع ابنتها و تداعب أصابعها بينما تستمع إلى ما تقوله بحب .

وبأثناء تأملها الأم وأبنتها تسلل إلى أنف سارة رائحة القهوة الفواحة التي اختلطت برائحة الفطائر الطازجة بعد ان أنبعثت  من المخبز الذي يطل على الشارع و يلتصق ببناء المقهى .

و ضع النادل فنجان القهوة أمام سارة  ثم شكرته و هو  ينحني بـاحترام مع ابتسامة لطيفة ثم انصرف ليتركها تعود إلى المشهد الذي أمامها و هي تشاهد الام تضع لأبنتها حصتها من فطائر قامت بـإخرجها من الحقيبة البلاستيكية من يدها .

لم تكن سارة جائعة لكنها قررت أن تأخذ بعض الفطائر عندما تنصرف إذ أغرتها هذه الرائحة كثيراً بعد أن امتزجت بـ رائحة القهوة امامها .

ف تناولت فنجان القهوة بيدها و بدأت ترتشف منه و تستمتع بمذاقها اللذيذ ،ثم رفعت يدها لتعيد خصلات شعرها البني و الناعم خلف اذنها بينما باقي شعرها الطويل ينساب على طول ظهرها  فوق قميصها الابيض ذو الاكمام الطويلة  بلونه البيجي المزين ببقع بنية  .

ثم أراحت ظهرها على ظهر الكرسي خلفها لتلف ساقها فوق ساقها  الأخرى و هي مشغولة تماماً بما يحدث أمامها .

اذ تراقب العلاقة اللطيفة بين الأم و ابنتها  بعينيها المستديرة ذات اللون العسلي و الأهداب الكثيفة ،تقضم باطن فمها لتتجعد شفتيها الصغيرتان ذات اللون الزهري اللامع .

عثرات سارة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن