لا يُمكن للإنسان أن يصِف شعورًا لم يعشه بشكل واقعي مهما نمّق من العبارات.كانت تعابير وجهها المصدومة تُظهر مدى ضيق مساحة الغرفة التي يعيش بها آصف.
: اهلا بكِ بمنزلي آنستي
واردف بصوت منخفض ليقين:
إلا أنه لا يجب عليك مرافقة أي شاب لمنزله، خصوصًا أن لا أحد بجواركما، هذا سيكون خطيرًا..عل..لتُقطع نصائحه من قبل الحركة الجريئة التي بادرت بها الفتاة أمامه، فقد أحاطت ملامحه بكلا كفيها ورفعت كلتا قدميها محاولةً بمشقة الوصول لشفتيه لفارق الطول الملحوظ بينهما، وبدأت بتقبيله... كانت هذه الآنسة المتهورة تقبله بشغفٍ حاليًا..
و بعد دقيقة كاملةً قد مضت استوعب آصف مايحدث بذهول ليسحبها بشدةٍ عنه ويدفعها تجاه الحائط.
: ماللذي تفعلينه!! يجب ان يكون هنالك حدود لتمردك أيتها الآنسة!
حسنًا
في الواقع آصف لم يتوقع ابدًا ان يستمع لبكاء مثير للشفقة كهذا يومًا ما.اتجه لها معتذرًا بتخبط ملحوظ :
أعتذر لدفعك بشدة، لكن مافعلتهِ قد فأجاني حقًا، هل أذيتك في مكان ما؟ هل تشعرين بالألم؟لتجيبه بهدوء غريب:
: لم يكُن هذا ما أذاني حقًا، حقيقة إنك دفعتني بعيدًا عنك هي الأشد إيلامًا، هل لا تجدني جميلة ابدًا؟ هل حقًا أنا بذلك السوء؟أراد آصف أن يصرخ بعد هذا اليوم المرهق معها "بنعم" بصوت عالٍ كجواب لسؤالها، أنتِ أشد الناس سوءًا من كل الاتجاهات... ولكنه يحتاج للمال لذلك سيُبقي رأيه لذاته بالوقت الحالي على الأقل.