رابعًا: تساؤل

37 3 2
                                    


فقط لأنه يوم الأحد، هذا وحده سبب أكثر من كافٍ
ليصبح المرء مستاءً.

















بكل ما أمتلكه آصف من سرعةٍ ومرونة جسدية بدأ بالركض حيث ذلك المبنى، وما أثار استياءه تمامًا تلك الجموع التي تراصت أمام الحدث المهيب، دون أن يبادر شخص واحدٌ منهم للمساعدة أو حتى محاولة إيقاف ما يحدث.

في تلك اللحظة أدرك آصف أن هنالك شيء محدد دون سواه يحب البشر مشاهدته، ولكن دون أن يعترفوا بذلك بقرارة أنفسهم، إذ أنهم على استعداد للموت قبل أن يعترفوا بنشوتهم الغريبة تلك، يحب البشر أن يشاهدون معاناة أحدهم، أن يراقبوا موته بفضول محض... وتكمل متعتهم بمواساة أنفسهم من خلال معاناة الآخر بأن يشاهدوا كيف عاش كل مرحلة من حياته ببؤس مطلق، يثير ذلك غريزة الفضول لديهم ويوقضها، حد أن انسانيتهم تكاد تُعدم تمامًا من الوجود.

عندما وصل لسطح المبنى، حيث كانت تقف هي بثقةٍ هشة، كان جسدها بأكمله يرتعش بشدة لشدة ما كانت تضحك بطريقة هستيرية واضحة.


وعندما رأته صرخت بصوت عالٍ
: أهلا سائقي العزيز، وخادم جدتي المخلص لقد وصلت في الوقت المحدد تمامًا كما لو أنك بطلي الخارق!!

ماتهربُ منه سيحدثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن