بارت 1

232 22 12
                                    

حمامة الحضرة
رواية : ابنةُ المهدي
الفصلُ الاول

___________________________________

يا مَهديُ إبنَتك المُغترِبة أنّي
كُنت أبحثُ لي عَن وطنٍ مُمزقة القُطع داخِل أرواحِ الغَير
حَتى وَجدتُ مَجرة دِفئُكَ وطناً لي

طِفلة الأفعال كُنت بدلاً عَن سِنيني !
كانت دُنياي كَصحراءٍ قاحِلة
تَنتظرُ غَيثك ، مَتى سيَكون الري أملي ؟.
أي حُزن ؟ ، لا وِجودَ لِتَعريفاتٍ كَهذه داخِل قَلبي
أجل كان يوجدُ القَليل مِن الآهات المُتفرقة التي أحتبسَت صَدري ، ولكِنها لَم تَكن لِأجلك مَولاي
بَل كَانت لِغُربتي..

اتصَفُح بِالهادف و نَوعٌ مِن التوجِم قَد سادَ ثُغري أثرَ كئابة أجتاحَت دواخلي ، لَم أدرُك سَببها حَقاً ولِكن لا أعتقُدها بِجديدة لِكثرة عُبورِ سابِقاتِها..

حُبكَ كانَ أسماً لا عَملاً سيدي !
أحبَبتكُ كلاماً فارغ قَد أَطّرتُهُ بِألفاظي
فَقط حَتى ،شَملتني رَحمتُك بِت أرى بَسمتُك وطَني .

مواقِع التواصُل كانَت كالعادة،لا زالَت بِنفس صَخبها الغَير هادِف الذي بُت أجده روتيناً مُملاً لِتكررُ النَشر الذي كان يَضم مواضيعاً شَتة، تَبدأ أخبارِ سِقوط سياسي او مقاطِع فُكاهية تستهدفُ الفِئة التافِهة مِن المُجتمع واخيراً نَوعي المُفضل،الصُور الدينية الذي كُنت أراه الجاذبية الوَحيدة أول دُخولي لِمواقِع التواصُل،أثر ايمانيّ بِحقيقة الكلامِ المُحب والمُتلهف لِلائمة عَليهم السَلام الذي قَد جملَّ تِلك الصور .
كُنت أراقِب بَعض المُزيفين المُدعين لِلذوبان داخِل عُشق الحُجة (عج) ، اتوجعُ لِأدراكي أنها كانَت لِلعرض داخِل مواقِع التواصل فقط.. ، فيا شُتان ما بَين واقِع صاحِب الصَفحة وصَفحتِه نَفسها..
وبِالطَبع، لم يَكن الموضوعُ يستَغرقُ وقتاً طويلا حَتى يبدأ بِتغيير شَخصيته مُبيناً قِبح حَقيقته..
فَتراهُ يبدأ بِنشر النِكتِ المُضحِكة هو مَن أدعى ألمهُ وحُزنه الذي كان يُرافِق عُشقه لِصاحِب الزمان والذي كانَ مِن المَفروض أنهُ لم يَفارِقه ابداً ؟
ثُم يليها أن يَنتقل لِنشر الصورِ الشَخصية مِن كَفٍ وسيقانٍ وعَينٍ وهكذا ..
اتسائل أن كانوا مُرائين مِن البداية، أو رُبما تَغيروا مَع الأيام؟ ، لا أحد يَعلم سِوا الله..
على كُل حال،من اكون أنا حَتى انتقِدَ غيري ؟.
مِن الصحيح أني لست فَتاة سبقَ وانحرفَت عَن الصوابِ اتجاهَ مُغرياتٍ زائلة ولا زلتُ مُتمسِكة بأيماني وتعليماتِ ديني وأخلاقي وحُبي لأهل البيت (ع) ولكِن..

انا فارغة..أو بالأصح ، جافة..سنينُ مَرت لأدراكي نُقصي ولازلتُ أشعُر بِه يستوطنِ أعماقي ، أحساسُ العَدم كان يتأكلُني..
وأدرُك أيضاً ما أنا بِحاجَته وابحثُ عنه ،أني أبحث عَن عِشقهم!, أبحثُ عَن عِشقٍ تُلازمه غصَة ولوعة..غَصة أِشتياقٍ ولَوعة تلهُفٍ ، حُزن يَغمُرني حَتى يعيدَ بِنياني،يُعيد صياغةِ تصرفاتي،أفعالي وحَتى أقوالي !.

تنهدتُ بيٲس وقررت ان اتركَ هاتفي واتجه لدراستي فلا جديد هنا ولكني وقبل ان اقوم بإغلاق الهاتف جذبتني احدى الصور، كانت مجرد كلمات لا اكثر ولا اقل جعلت قلبي يخفق بقوة.
( اسِتقم من اجلِ ابتسامة صاحب الزمان )
هاجت بي الاحزان وانا اتذكر ذنوبي والألم الذي ادخلته في قلبه فرحتُ اقول في نفسي
من المستحيل ان ارى نوره يوماً فكيف بإبتسامته؟ .

انتهى بي الامر بغصةٍ حزن فاغلقتُ هاتفي ووضعته على الرف ثم توجهتُ لمكتبتي الدينية علني انسى ما انا فيه من هم وغم ولكن هيهات
فالعاشق لاينسى معشوقه.

الكاتبة -- hamamat_alhadraa

إبنة المهدي(ع) مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن