بارت 2

105 12 1
                                    

                         الفصل الثاني.

             _______________________

هي تَقول "أحُب صاحِب الزَمان ولكِنه بعيدُ عَن قُدرة وصولي إليه؟".

أخبروها أنهُ لا بأس الحب سيوصلها، لا يُعلم متى ولكِن بالتأكيد سَيوصِلها إلى نتيجةٍ واحِدة ،ما مِن ثَمرة لِلعشقِ سِوا اللِقاء.

مَرت أياماً على تِلك الحادِثة ، أياماً لَم أستطِع تَذكر بالضَبط عددِها لانغماسي فِي التفكير بِكلماتها..

"أو يا تُرى ، كيف سيكونُ شُعور ذاكَ الذي يَرى

بَسمة ثغرُك يا أيها الغائب ؟!..

لا شَك بِأنه سَيبكيكَ فرحاً ،سَيندُبِكَ عاشِقاً كزليخة يا يوسِف!

 عُمقِ حُبه سيجنُه أن لَم يقتِله بالفعل..."

لَقد حانَتْ صلاةُ الفَجر ،ومِن عاداتي الراسِخة أن لا أفوِت صلاةً ابداً ،وخاصةً صلاةِ الليل التي تُعد مفتاحِ كُل توفيقٍ وعنايةٍ رَبانيةّ.

وعادتي الأُخرى أني أتوجهُ بالصلاة بَعد صلاةِ الفجر ركعتين أُهديهما لِصاحبِ الزمان بِنية سلامتهُ توجهاً عاشِقاً ، أضافة لقراءتي دُعاء العهدِ وزيارةِ آل يـس وكذلِك زيارة عاشوراء التي هي نُور القَبر وسلامٌ مِن ظُلمتِه .

ورُغم كِل هذه الأعمال ، ألا أني أشعرُ بأنني أقوم بِها غالباً دون خشوعٍ او حُب بِسبب النُعاسِ والغَفلة المُلازمة في هذا الوقت ، وهذا ما كانَ يشُعرني أنّي أموتُ كُل يومٍ لِقوة الاختناق الحاضِن لِأعماقي جاعِلة مِنها توسوس لي بِكلماتٍ خبيثة أني لستُ اهلاً لأكون أحد العارِجين داخِل عِشق الله.

كانَ ذلِك حالي دائِماً الى ان اتَت تِلك الرؤية ، حينما أغلقتُ عيناي بِثقل بَعد أكمالِ واجِباتي العبادية

رؤية مِن عالَم البلور غيرَت مسارَ حياتي!

اسرابٌ مِن الأوهامِ وطيوفٍ من ذكريات الحُسين قَد تداخلت مع رؤياي مُنشأة احداثً لَم يسبقُ لها أن وقعت لي..

أبصَرتُني جالِسة مستوطِنة للأرض الواقِعة قُرب الشارِع  الواصِل لِمنطقة ما بينَ الحَرمين، ذلك الشارِع المُقدس الذي دائما ما كان مُزدحِما بالزوار الراغبين بِلقاء معشوقيهم، الأمام الحُسين والعباسِ (ع).

"ما أنتِ بِفاعلة!؟"

نَطقتها أختي باستنكار  وملامِح الدَهشة قَد أخذتَ حيزُاً مِن وجهها لِجلوسي على الأرض لأجيبها وكأنه شيءٌ اعتيادي "سأجلسُ هُنا"

أبتسمتُ لها بِعدِم اكتراث وعباءتي الواسِعة قَد توسَدت الأرضية البارِدة والرَطبة بينما كانت يَدي تتمسكُ بِأحكام أحدى تِلك الريش الخاصة بِخدام العتبات والتي طالما حَلمتُ أن أملك واحدة مثلها.

                "أجُنتت!؟,هناً!؟."

"نَعم سأنتظُره هنا لقد سمعتُ أنه يأتي لِزيارة جَدهُ الحُسين كُل ليلةِ جُمعة،فلا شَك أنه موجودٌ الآن ومِن حَق العاشِق ان يَتنعمُ بِرؤيا معشوقِه!."

واثناء إنشغالي بِالكلامِ مَرت هيئتين لِشخصين أمامي أحُدها قَد أحتكَ بِالخطأ بِريشة الخَدم التي أُمسكُها مُسبباً أهتزازاً بسيطاً لها لَم ألاحظه لكِن انحجابِ أشعة الشمسِ عَني فجأة بواسِطة ظله قَد جَذبني جاعلةً مني أرفعُ من رأسي بِفضول رأسي فوقع داخِل بَصري شاب يمَلكُ مِن الجمال ما لَم يوجد لَه مِن الشبهُ أربعون !.

كان ملائكي الطَلة، بهياً ، خلاباً ، بل أية مِن آياتِ الله ، عَمامة سَوداء قَد توجّت رأسه، بُنيته الضَخمة إلى حَدٍ ما كانت مُتناسقة، عَيناه الواسِعة اللامِعة والتي أشعرَتني ان رَحمة الَرب تجسدت بِها، أضافة لِخالٍ قَد توسطَ خَده الأيمن ، والأكثر مِن ذلك، بسمتُه الهادِئة والدافِئة الموجهة نَحوي..

هو حَرك يَده لِصاحبِه يأمرُه أن يتَبعه ،بينما بَقيت مصدومة بِعينان مُتسعة أراقبِه يُغادر الَمكان وصوتِ أُختي المُنادي قَد أصبحَ غير واضِحا داخِل رأسي مسبباً فلم أعد بكامل وعيي لأفَهم ما تقول وكأني جُننتُ..

  وكيفَ لي أن اعقَل أنا العاشِقة وأنا قَد واجهتُ مَعشوقي؟..

إبنة المهدي(ع) مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن