بارت 3

49 11 4
                                    

                          الفصل الثالث

                     ______________

ما أنا حَتى تَشمُلني بَسمتُكَ مَولاي..

لازِلتُ جالِسة في مَكاني مشدوهة أحدُق بِعدم أستيعابِ في هَيئته المُتلاشية بينما عقلي قَد توقفَ الزمَن بِه لجمالِ ما قَد أبصَره..
الأحداثُ قَد ترابَطت في عَقلي تَدريجياً..صِفاتُه..جَماله..الخال في
خَده الأيسر وكونَه متوجهاً لِزيارة الحُسين (ع)..هو بلا
رَيب مَن أنتظُره !.أفقتُ على نَفسي أثر يَد اختي التي هَزت أكتافي بِخفة وهي تناديني لأنتفِض مفزوعة وقَد عَلّى صَوتي بِوجهِها
"أنه هو،انه المُنتظَر،هو بِلا ريب مَن أنتظر !  سيرحَل ويَختفي ولا بُد أن اوقفَه بأي ثَمن،فلا زِلت أرغبُ بِالذهابِ معه!"
وما أن قُلتها حَتى بدات بِالأسراعِ نحوه ،مُتمنية الوصولَ لِطيفهُ والتَنعُم بِه،ولكِن هيهات..فها أنا الآن أبصرُه يَتلاشى بَين الزوارِ ولم يترُك لِظمأة خافِقي العاشِق سوا ذِكرياتِ بسمَتُه..

أستيقظتُ مِن حُلمي وشعورُ الفُراغ وعَدم أستيعابي قَد أستولى علي،صَمت جَسدي وفمي بدون  عَقلي وقَلبي فلقد كُنّ يزددنَ صخباً ..مظهري بَدا وكأني بأقصى حالةٌ مِن الأستقرارِ الروحي..ولِكن أي استقرارٌ هذا!؟..

"ما أنا حَتى تَشمُلني بَسمتُكَ.."
هذا ما همستُ بِه لنفسيّ بينما كَفي قَد أستقَر على يسارِ صدري مُتحسساً نبضاتِه المُتعالية مُستنكِرة حالي ، رحتُ أقارنُ نَفسي بالذين قَد سبقَ وأن تشرفوا بِرؤيته..
لقد كانَت تصيبُهم عجائب الحالاتِ الأنسانية بَعد اللِقاء مِن هَسترية البُكاء وصرخاتِ العويل  ، لقد بكوهُ عشقاً!
بينما ها أنا ذا..بِحالٍ مُختلِفة تماماً عَما خُيل لي او خُيل لأحد..

بِدون دَمعة تشرحُ حُبي ،فَعيناي أتخذَت من الكُبرِ صديقاً لها وأبت ذلك!
دون كلامٍ فوضوي يُعبِر عَن حالِ دواخِلي ، فقَد أستولى الصَمتُ على كُل كلماتي جاعلاً مِني لا أسمعُ شيئاً سِوا قَلبي الذي باتَ يَهمُس لي بإنّي لا أستحق،ومن تكونينَ حَتى يُهديكِ المَهدي (ع) بَسمةً خِصيصةً لك؟ ،لا شَك بِأن تلك البسمة ليست موجهةً نحوكِ أنت !.

حَتى اني بِتُ أخال لِنفسي أنها ليسَت رؤية حَقيقية!..
أحاول أيهامَ نفسي بأنها كانَت أوهامً عابِرة أخترعها عَقلي لِمواساة خاِفقي..

وأي أوهامٍ تِلك تَملُك مِن الجمالِ كهذا!؟,أيُمكن لِتلك البَسمة الملائكية أن تكونَ وهماً!؟ ، أو أن تُلك الهيبة كانَ بِأستطاعةِ عقلٍ أن يَصنعها؟! ، ماذا عَن الخالِ الذي زَين خَدهُ الأيسر؟,ألم تَكُن علامة كافية يا أنا؟,فضلاً عن جمالِه المُحمدي...الم يَكُن علامة؟.

نَعم هو أبي المُنتظر وانا أُصدقُ ذلِك ، ولكِن كوني أنا مَن رأته هذا ما لا أستطيعُ تصديقَه!

اكملتُ حياتي اليومية بِهدوء تام...لا حياةَ بأعماقي ولا بَسمة ثغرٍ او كَلمة خارجي..عُمق الفراغِ كان يَزيد ويتأكلُني بِبطء ..

يقولون أنَّ اللِقاء بِالمحبوبِ يَبث السعادة في القلبِ ويحييِه،فيا ترا لِما انا قد زادَت همومي بَعده؟...كان تأثير الرؤية ليسَ بِهين،صراعاتي كانت تَتأكلُني فلا قَلب عاشِق يؤمن بِأستحقاقِه ولا نفسٌ توقِف وسوستها بِالسوء ولا عَقل ينفكُ عن التَفكير..أضافة لِضميري الذي أنضمَ مؤخراً بتأنيبه لي وأخباري أن أبتسامتهُ تِلك كانَت رسالة لكِ منه كِنت بحاجتِها لِتيقظني مِن سُباتي ..

وكانَ الأخيرُ هو الشُعلة الأخيرة التي أضرمتُ النار داخِل عشقي مسبِبة هيجانِه،فها أنا الآن أبحِث عن جوابِ مِن شخصٍ ما عَن اسألتي

"إن كانَّ هو ،لِما أنا؟.."

وأثناء بَحثي بِالهاتفِ صادفتُ أحدى المقاطعِ التي كانت تَحوي على شَيخ روحاني بَهي الطِلة معروفاً بأيمانِه وحسنِ أخلاقِه كان يَبدو لي عاشِقاً حقاً..

"لما تستحقُر نفسك؟ ، لِما تيأسُ مِن روحِ الله؟ ،انه هذه لَمِن مكائِد أبليس العُظمى !
أنه يوهمُ الأنسانَ إنَّهُ فناء وأنهُ ليسَ اهلاً لِحُب الله او حُب صاحِب الزمان فيأخذُ بِه للتَهلكة، صدِقني كُل الذينَ دخلوا الجنةَ كانوا مِثلك".

.

إبنة المهدي(ع) مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن