الفصل الرابع
_______________________________
"وراءَ كُلِ صمت حِكايةِ عشقٍ مُندثِرة".
أيامٌ مرت، قَد كان البَحثُ والصَمت وحدهما مَن جَعلاني أحافظُ على أتزانِ عَقليي واخفاءِ فوضايَّ الداخِلية التي غالباً ما أشعرَتني أنها تَمُزقنُي من الداخل الى مَتاهاتٍ غَير معروفة الأجِوبة والأوجِهة..
وبسببِ تشتتُ تفكيري أنقطعتُ عن أغلبِ علاقاتي كَي لا اتعرضُ لإسئِلة مثل "مابِك؟" "أ حَزينة أنت؟" ،وفي الجلساتِ العائلية بَدى شِرودي وكثرة نَظري لِلفراغِ واضِحاً وملاحظ مِن قَبلِ الكُل..
لقَد طرقَت لأذني قديماً مَقولة أنّ من يَشردُ كثيراً عاشِق!
'نَعم وأنا عاشِقة لَه،ولِما لا؟.'
مُنذ سنينَ وأنّي بِكامِل الأنتظار لإشارةٍ واحِدة منه توحي لي أنه راضٍ بي..
وها أنا الآن قَد ذُقت حلاوةَ مُبتغاي،وايأس بعده؟،هيهات.
لَقد حدِث الوصالُ والتقيتُ أعيُنّ معشوقي،فل يُهمني يا عَقلُ عَدم أيقانَك كونَك التقيته ،لم يَعد يُهمني أن كانت رؤية أم واقِعاً،انا أعلمُ أنه هو،معشوقي !.أحسستُ ان غمامةً سَوداء قَد زالت عَن روحي وارتياحٌ كبيرٌ سَرى داخِلها حينما أمطرَت مجرتايّ عشقاً زينَ وجهي ..
كانَت ليلةُ الجُمعة حينَها،ليلة مِن أعظمِ الليالي عِند الله،تناولت بيَدي المُصلى وتربة الحُسين (ع),واتجهتُ لِسقفِ المَنزل الخالِ من أي بَشر حتى لا يزعجوني او يقاطِعوا خلوتيَّ مع رَبي ومعشوقي،فجُل ما أرغبُ بِه الآن أصلاحِ ما فاتِ والأعتذارَ بأفضل صورة حَتى يُقبل ندمي..
لَم اتوانى بِقراءة دُعاء كميل والخشوعِ فيه ،فلقَد بُح صوتي لِعمقُ النحيبِ وقُطع،الآهات كانت تُغادرُ فمي دونَ وعي مَع كُل مقطَع اجشَّ مَشاعري..
"إلهي أي عَبدٌ عاصٍ أنا!
بَعد ان منِنتَ علي بِرؤية وليكَ وخليفتِك ومحبوبِك في أرضكَ كذبتُ ما رأيت وبَعد الوصالِ ابتعَدت!"
أجهشتُ في البُكاء في تِلك اللحظة التي سجدتُ بِها لِلربِ شاكِرة لَه على هذا الشَرف الذي خَصني بِه ، وتلاها ذلِك أني توجهتُ بِروحي قَبل جسدي نحو كَربلاء فَوضعتُ يَدي اليُمنى حَيث يقَعُ قَلبي مُسلِمة ناطِقة بِ
"السَلام عليكَ يا صاحِب الزمانِ ، السلامُ عليكَ يا وَلي الله وأبنَّ وليه،السلامُ عليكَ يا خَلفية الله وأبن خَليفتَه ، أبتي أيها المُهدي ، لقَد طرَق أذني ذاتَ مرة قَول أحدهم أن كُلِ فتاةٍ مؤمنة مُجتهِدة في خِدمتِكَ تشعرُ بِك وتحُبك ثم تَجتهدُ لِتصل إليك وتشعرُ بِغَيبتِك بِحق فيوجِعها فِراقُك ويؤلِمها حُزنك تكونُ "أبنَتك" ولِأنك غائب يا أبتي فَهي يتيمتُك..
لَقد كُنت يوماً بِالنسبة لي أنا واليومَ كُن لي أنت اباً وماً وأخ وأختٌ وصَديق ومَعشوق، يا أبتي ،اني أعاهدُك عَهد أبنةً لِأبيها أن لا تَسمحَ لِكيانِك الكَريم أن يَذرِف دمعةً واحِدة مِنك رُغم عِلمها بأنها ليسَت اهلاً لِهذا الوَعد فَهي بأتمُ اليَقين أن نفسّها أمارةٌ ىِالسوء إلا ما رَحِم رَبي ! ، ولَكني سأجاهِد ، سأكون جُنديكَ وأحاربُ ذاتي مِن أجلك ،وحدكَ وليسَ سِواك،أحُبك أبتي، والسلامُ عليكَ ورحمةِ الله وبَركاتَه..
.
أبتسمتُ بِخفة بينما دموعي عادَت لتُزين وجهي هاتفتا بِالعشِق، وأغمضَّت عيني أتخيل كَيف لو أنّه الآن أمامي ويَبتسم تِلك الإبتسامةِ الدافِئة ويردُ علّي السلامِ .
________________________________
أنت تقرأ
إبنة المهدي(ع) مكتملة
General Fictionقال المهدي(عج): أنا بقيّةٌ من آدمَ ، وذخيرةٌ من نوحٍ ، ومصطفىً من إبراهيمَ ، وصَفوةٌ من محمدٍ (صلى الله عليهم أجمعين). المصدر : بحار الأنوار