"لم أنتِ مصرة؟
ثم إنَّ أخي فطين سيجهز لنا مسكنًا قريبًا منه في صقلية.. لا نستطيع رفض هذه الفرصة يا هُدى، من أجل مستقبلنا.. مستقبل تميمة ورحيم!"____
ما الذي حدث، وأي سفر يتحدثون عنه؟
ابتعدت عن الغرفةِ لئلا يُعد تصنتًا وجلست بعيداً على أملٍ أن يهدأ أمي وأبي.
ماذا أصابهما؟.. إنها المرة الأولى التي اسمعهم يتشاجرون فيها بهذهِ الشدة.بعد وصول النزاع بينهم إلى ذروته خَرجت أمي من الغرفة في استياء مغلقةً الباب وراءها بقوة لتراني جالسة على الأريكة في منتصف الصالة.
كانت عيناها مغرورقة، وتود الدموع لو تفر من عينيها لكنها مدت يدها لتمسحهم بسرعة، نَظرت إليَّ وقد علمت أنني سمعت كل ما دار بينهم.ساد السكون في المكان لدقائق قبل أن يقطعه صوت رحيم -أخي الصغير- من الغرفة المجاورة لتهب أمي لتراه.
وبينما أمي مع رحيم، خرج أبي من الغرفة مرتديًا قميصه المخطط بالأزرق متجهًا إلى الخارج دون أن ينبس ببنتِ شفة.في تمام العاشرة قد عاد أبي، لم نتحدث أنا وأمي إلا بضعة كلماتٍ عابرة، ولم أفكر حتى في سؤالها عن أمر السفر.. حتى خلدت إلى النوم.
أو ربما لم أخلد، فقد استلقيت ممددةً على السرير.. أُفكر..
سئمت من الحراك يمينًا ويسارًا فنهضت واشعلت المصباح الصغير بجانب السرير وجلست،
ثنيت ركبتاي واسندتُ يداي عليهما لأخفض رأسي في وضعية القرفصاء.صوت طرق.. كانت أمي، فَتَحت الباب ببطء بعدما رفعت رأسي لأراها،
"مَا زِلت مستيقظة؟"
أجبتُها بالموافقة، أزاحت الغطاء وجلست على طرف السرير.
تَنفست بصوتٍ واضح، يبدو أنها لا تعرف من أين تبدأ.. وكذلك أنا، وددت لو أعرف أي شيء، ولم أعرف ما السؤال المناسب."تميمة..
لستِ صغيرة بعد، تعرفين الحوار الذي دار بيني وبين والدك اليوم؟"إذا كنتم تسمونه حوار.. " أجل. "
"فقد والدك وظيفته منذ اسبوع، وقد عرض عليه عمك فطين العمل معه في صقلية.. ربما يجب علينا أن نسافر قريبًا."
نظرت إليها، بدا لي أنها غير مقتنعة بما تقول.. صقلية؟
لم أترك وطني من قبل، كما أن السفر الآن يُعد أمرًا صعبًا بسبب دراستي والاختبارات التي شارفت على البدء."وماذا عن دراستي..؟"
"سيتدبر والدك الأمر."
"حسنًا.."
وهكذا انتهى الأمر، مَسحَت على رأسي برفق وخرجت مغلقةً الباب.
أنت تقرأ
اضطراب
Actionوكأني أخوض حربًا خاوية، بيني وبين نفسي.. مَن ينتشلني؟ تتصارع الأفكار في رأسي، كـحربًا أهلية شنَّها عقلي على قلبي. ......... ∆جميع الأحداث الواردة في القصة من خيال الكاتبة وإن تشابهت مع الواقع فهي محض صدفة. ∆الغلاف من تصميمي. .........