ᵖᵗ8: عقول مضطربة

473 57 45
                                    

عزيزى القارئ ضع لمستك على نجمتك بالأسفل قبل القراءة..

6714 كلمة

قد تقع الصدفة مرةً واثنتين ولكنها لا تكون صدفةً في المرة الثالثة
تجعلنا نتسآل حول علاقتنا بتلك الصدف فهي وإن بدت عشوائية في ظاهرها إلا أنها في باطنها ليست إلا انعكاساً لما يَحيكهُ القدر لنا


استيقظت إيما بفزع مرة أخري تشعر بضيق وانقباض شديد بسبب حلم مظلم عاشته ثانيةً فى الليلة السابقة

وفى كل مرةٍ تحاول ألا تترك فراشها وأن تسترخى قليلاً فى غفوتها محاولةً منها لتذكر أدق تفاصيله

ومضات غير واضحة من صور سريعة قليلة  قد تستغرق فى الواقع بضع ثوانٍ ولكن عقلها النائم وشبه المخدر يحاول أن يربطها ويملأ الفجوات بين أحداثها ليخلق منها قصة قصيرة كئيبة

نهضت بهدوء عن فراشها وقدماها قد لمست الأرض لترتشف القليل من الماء من الكوب المجاور لفراشها علي الطاولة لتبدأ أنفاسها بالإنتظام

شهيق زفير كى تستعيد وعيها تدريجيًا، لتنبس بحزن

"مرة أخري لِما لا يتركني ذلك اليوم وشأني ، لما لا تَقِل آلامي منذ هذا الحادث"

تحدثا بينما تمرر أصابعها علي معصمها
"وكأن جروحي تنزف كل يوم مجددًا"

أسدلت جفنيها تتنهد بألم لتتذكر ملامح هذا الوجه الذي رأته مرتان ولا تعرفه لتفتح عينيها بحيرة وملامح ضائعة

"من أنت!"

........


على سور شرفة غرفته الواسعة التى يقبع بها يتأمل نجوم الليل التى تناثرت فى السماء
هواء بارد يداعب جسده المعضّل العاري فلم يكن يرتدى إلا بنطالاً رياضي أظهر قوة فخذيه

خصيلاته السوداء انسدلت على حدقتيه اللامعة فتحركت لُطفاً استجابة للهواء
يده اليسري على الحائط والأخري يسحب بها أنفاساً من سيجارته

يستنشق سُمها كأنما أدمنها
يحرق دخانها بجوفه
استنشق نفساً آخر وأغمض عينيه يزفر دُخانها وتمتم بأحرف ينظر للقمر كأنما هو إنسان يفهمه

"دخان السجائر الخاص بي يخرج حزينًا أيضاً بعد رؤية الأشياء في صدري"

زفر بهدوء ليتمتم
"لا أعرف ما إن كنت أحرق ما بداخلها...
أم ما بداخلي ما يحترق"

𝕊𝕔𝕙𝕨𝕒𝕣𝕫𝕨𝕒𝕝𝕕حيث تعيش القصص. اكتشف الآن