صَدْع..!

208 9 2
                                    

عُيونٌ بَاهِتَة انعَكسَت عَلى صَفحَةِ وَجهِ الْمَاسَةِ المَصْقُولَة بِومِيضٍ أمَلٍ غَرِيب، تُراقِبُهَا وهِيَ تَتَحرّكُ أمَاماً وَخلْفاً كَبنْدُولِ السّاعّة، مُتدَلّيةً مِن سِلسِلةٍ فِضّيّةٍ فِي قَبضَةِ يدِهِ الشّاحبَة الْمكَبّلةِ بالْأصْفَاد، وَال...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

عُيونٌ بَاهِتَة انعَكسَت عَلى صَفحَةِ وَجهِ الْمَاسَةِ المَصْقُولَة بِومِيضٍ أمَلٍ غَرِيب، تُراقِبُهَا وهِيَ تَتَحرّكُ أمَاماً وَخلْفاً كَبنْدُولِ السّاعّة، مُتدَلّيةً مِن سِلسِلةٍ فِضّيّةٍ فِي قَبضَةِ يدِهِ الشّاحبَة الْمكَبّلةِ بالْأصْفَاد، وَالمَليئَةِ بِالشُّروخِ الدَّامِيَةِ كَبقيّةِ جسَدهِ الهَزيلُ هِزَالاً يَصِفُ ضُلوعَ صَدرِه، رُغمَ ذَلكَ شَقّت ثَغرَهُ ابتِسامَةً مُنتَشِيَةً لشَخْصٍ رَأى الخَلاصَ يلُوحُ فِي الأُفُق، تَمتَمَ بِصوتٍ هَامِسٍ كَالفَحِيح حروفاً غير واضِحَة.. بَدا للنّاظِرِ إلى حركَةِ شَفَتيْهِ المَجْروحَة شَيئاً كـ: "مِن خِلَالِك.. سأغيّر هَذا المَصِير.."

.

.

تغضّن جمَالُ مَلمَحِها المُتبَقّي سالِماً مِن ذلِك الحَرقِ البَشِعِ الذّي أفسَدَ نِصْفِ وجْهِهَا، واهْتَزّ صَوتُها المَخْنُوقِ همّا ورَجَاءٍ: "لا أُريدُ أنْ تَمنَحَنِي أَي شَيء.. لكِن فقَط هُمَا.. إنْ كُنتُ سَأمُوت فَلا تَدَعهُمَا يَمُوتَانِ وهُما أحْياء.. أرْجُوك.. امْنحْهُما حَياةَ كَالحَياة.. أرْجُوك ليسَ أسوَأ ممَا عِشتُ أنَا.. أنْتَ قَاِدرٌ عَلَى تَغْييرِ مَصِيرِهِما"

خَطَا مبتعداً دُونَ أنْ يُكلّفِ نَفسَهُ عَنَاءَ النّظَرِ إِليهَا: "تِلكَ لَيسَتْ مَهَمّتِي.. فَأنَا.. مُجَرّدُ عَابِرِ مَرَّ عَلَى أَطْلَالِ ذِكْرَياتِهِ"

والتَفّ مُغَادِراً فَابْتَلَعَهُ ضَوءٌ سَاطعٌ اكتَسَحَ المَكَان، فَكَأنَّهُ مَا كَان سوى ضَرْباً مِنَ الخَيَال.

.

.

وسَطَ الشّرُوخِ العَمِيقَةِ التّي صَنَعتْهَا الحَيَاةُ فِي رُوحِه، وَمِن أَعمَاقِ جِراحِه الدَّامِيَةِ وعَذابِهِ انْتَشَلَهُ ذَلك الأَملُ الذّي كانَ يَلوحُ لَهُ كَشعْلَةٍ تُوشِكُ أنْ تَنْطِفِئ، فَسَعَى لإبْقَاءِ ضَوئِهَا حتّى تَوقّدَتْ وأَحْرَقَتْه.

.

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

.

كنتُ سأكتب "المقدمات لا يقرؤها أحد، مرر الصفحة" كأحدهم.

لكني أود أن أقول كلمتي بصفتي إحدى كاتبتي هذه الرواية!

بلا تحية ولا مقدمات..

هي فكرة تدور في خلدي منذ سنوات، رواية تجمع الحقيقة بالخيال، العلم بالأساطير، والحاضر بالماضي، والمستقبل بالتاريخ..

لا أقول إنها قصة وعقدة وأحداث، إنما هي حياة بمرها وحلوها وعفويتها، بأدق تفاصيلها التافهة للشخصيات التي ستعيشون معها.

لقد كُتِبت هذه الرواية بالاشتراك مع الكاتبة "ضوء"، ابتكرتُ بعض شخصياتها وبعضها الآخر من ابتكارها، تفاصيلها ووقائعها نتاج انصهار بنات أفكاري وأفكارها في قالب واحد، لم يكن الأمر مخططاً له، حدث وأن تورطنا في دمج أفكارنا ولم يعد بالإمكان فصلها عن بعضها؛ أصبحت القصة أكثر تعقيداً وأكثر حماساً وأكثر روعة ما جعلنا لا نرغب في فصلها، فقمنا بكتابة هذه الرواية معاً 😌

وما ستقرؤونه هو نتاج الدمج الذي قمنا به يوماً لمجرد التسلية، لكن الآن وضعتُ فيها كامل جهدي أنا و"ضوء" لحبكها وإخراجها بأفضل حلة.

نصيحتي التي قد لا تتفق مع رأي "ضوء"!

 لا تقرؤوها لأجل أي درر وفوائد، إنما أريدكم أن تعيشوها وتقضوا مع الرفاق وقتاً ممتعاً وحيناً ومحزناً أحياناً كثيرة، أن تتعرفوا على تلك الحياة التي يعيشونها، أتمنى أن تضحكوا معهم وتشاركوهم كل ذلك الهراء، ولتبكوا كثيراً مع مآسيهم لأني أحب أن أرى تأثير كتاباتي على القراء 😌😂

إذن مرروا الآن :")

تاريخ النشر: 

الثلاثاء 2\8\2022 - 5\1\1444

صدع في ذاكرة الزمنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن