الفصل الأول

35.4K 2.3K 952
                                    

الحب كما ينبغي.
فاطمة محمد.
الفصل الأول:

داخل إحدى الغرف التي يدوي بداخلها رنين المنبه كي يُقظ صاحبه.
استيقظ الشاب على صوته وسرعان ما اغلقه ونهض من نومه بطريقة آلية، وكأنه إنسان آلي وليس بشر، يطمع ويطمح بالنوم أكثر، خاصة إذا كان اليوم هو عطلته.
هب عن الفراش، ولامست قدميه الأرض وقبل أن يخطو أي خطوات أضافية ويبتعد عن فراشه كان يرتبه بذات الطريقة الذي استيقظ بها.

لحظات وكان ينتهي من أمر فراشه، متحركًا نحو الخزانة مخرجًا ملابس له ثم أوصدها بهدوء وتحرك قاصدًا دورة المياه.

دقائق فقط وكان يخرج متقدمًا من التسريحة ملتقطًا قنينة عطره المفضل لينثر القليل عليه، ثم عاود إغلاقها و وضعها مثلما كانت تمامًا.
منطلقًا من حجرته متجهًا نحو المطبخ كي يعد له فنجانًا من القهوة السادة والذي أيضًا اعتاد عليها.
منتهزًا تلك الحالة من السكون والصمت التي تعم أرجاء المنزل ولن تكون متوفرة بعد وقت قليل وبمجرد استيقاظهم، راغبًا في الجلوس بحديقة المنزل واستنشاق الهواء، وارتشاف قهوته بتمزج مستمعًا بهذا الهدوء.

وهذا ما حدث معه وظل جالسًا دون أن يشعر بالوقت، أو حتى يدركه..فقط ما يدركه ويتمناه أن يظل بهذا الهدوء والسلام بعيدًا عن عائلته الكبيرة من والدين والده، واعمامه و زوجاتهم، وابنائهم فالجميع يعيش معًا وتحت سقف واحد.

أخذ نفسًا عميقًا ثم اطلقه بهدوء، وسارع بترك مكانه وبدأ بالسير واضعًا يديه داخل جيب سرواله.

وعلى حين غرة ظهر أمامه جده مروان (والد والدته) والذي يقبع بالمنزل المقابل مباشرة، صارخًا بوجهه وكأنه قد مسك به بجرم مشهود:
-أنت مين يالا؟؟!

طرح "مروان" سؤاله بأعين قد ضاقت شكًا، وقبل أن يأخذ جوابه كان يخمن متابعًا:
-أنت أكيد حرامي وجاي تسرق البيت، بس على مين قفشتك خلاص، يا ناس حرامي، جاي يسرقنا في عز النهار..

أوصد الشاب جفونه بنفاذ صبر محاولًا قدر الإمكان التحكم بذاته وبأعصابه، واضعًا يديه على يده التي تقبض على ملابسه وتسببت في انكماشها، قائلًا من بين أسنانه:
-حرامي مين بس، ارحم اللي خلفوني يا جدو، أنا مش حرامي، أنا صابر ابن بنتك.

ارتفع حاجبي "مروان" ورفض تركه، متمتم بإصرار وسخط:
-يخربيت بجاحتك، بنتي مين، أنا معنديش بنات يا أخويا، أنا اصلا لسة متجوزتش ومخلفتش، عرفت أنك كداب.

نفذ صبره وقال بنبرة غاضبة:
-طيب أنا حرامي، وكداب، وسبني بقى عشان قربت أفقد اعصابي وأنا لما بفقد أعصابي مبشوفش قدامي وممكن اتغابى، وأنا مش عايز اعمل كدة احترامًا ليك، ولأمي وأنك جدي ومينفعش اعمل معاك كدة نهائي.

الحب كما ينبغيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن