الحب كما ينبغي.
فاطمة محمد.
الفصل الثامن :تتمدد "رضا" داخل أحضان "روضة" على فراشها، كل منهما مغلقة الجفون، والظلام هو من يسيطر على الحجرة، يتحدثان معًا بصوت هامس كي لا يقلقان "ضياء" والتي غطت في نوم عميق منذ دقائق.
-ايه رأيك في الاستاذ بتاعك اللي جهاد جابته؟ فهمتي منه حاجة؟
أكدت رضا ارتياحها له، قائلة:
-هو اداني حتة نونو في الدرس الأول وقعد يزيد ويعيد معايا عشان بصراحة مكنتش فاهمة حاجة.تسللت يد روضة لخصلات الصغيرة مداعبة رأسها بحنان وكأنها أم لها مجيبة بمزاح وبسمة تشكلت على محياها:
-أكيد المشكلة فيكي ما أنا عرفاكي.-ليه مالي ما أنا زي الفل، روضة تعرفي أن استاذ أحمد رغاي اوي، قبل ما نبدأ قعد يحكيلي عن حياته وعيلته وقالي أنه عيلته كبيرة جدًا جده كان فاتح مطعم فول وفلافل وبعدين الزهر لعب معاه وبقوا اغنية وعايشين في قصر وابوه واعمامه اتجوزوا البنات اللي ساكنين قصادهم، عارفة كمان قالي أن محمد اللي شغال عندنا في المطعم يبقى ابن عمه.
فتحت جفونها وردت بعدم استيعاب واضح على محياها:
-محمد مين اللي ابن عمه !!-محمد اللي شغال تحت يا روضي ركزي.
عقدت حاجبيها دهشة ثم قالت بترقب واضح:
-أنتِ متأكدة من اللي بتقوليه ده !!! طب إزاي ده جهاد قالت إنه حالته كانت تصعب على الكافر وكان بيدور على اي شغلانة يأكل منها عيش!!-هو اللي قالي والله أنا مش بفتري عليه والله ولا بتبلى عليه.
رددت رضا كلماتها بأسلوب مرح، اجبر روضة على الابتسام.
وبعد هذا الحديث الذي دار بينهم، استطاعت رضا النوم بسلام، بينما ظلت روضة مستيقظة تفكر فيما قالته والذي يخص محمد ابن عم بطلها والذي فعل معها ما كانت تسمع عنه وتراه بالافلام فقط حتى آتى هو و جعلها ترى هذا على أرض الواقع.
حركت رأسها قليلًا تتأكد من نوم رضا، وما أن تأكدت حتى بدأت بجذب ذراعيها من أسفل رأسها بحذر شديد وظلت تسحبه حتى نحجت بالتحرر.
نهضت عن الفراش وبهدوء شديد كانت تفارق الغرفة وتتجه صوب غرفة إسلام والتي تتشاركها مع جهاد.فتحت الباب دون استئذان وطلت برأسها تحدق بفراش شقيقاتها ومن حسن حظها وجدت إسلام لاتزال مستيقظة لم تنام بعد.
أسرعت بالدخول وإغلاق الباب ثم تقدمت منها جالسة أمامها قائلة بهدوء:
-ايه اللي مصحيكي لدلوقتي ؟
![](https://img.wattpad.com/cover/311531157-288-k375562.jpg)