الحب كما ينبغي.
فاطمة محمد.
الفصل التاسع عشر :جحظت عين يوسف وأحمد و سارع أحمد بوضع يديه على فم آسر يحاول اسكاته متمتم بصوت خافض غاضب محاولًا بتلك الأثناء اخراجه من الشرفة:
-يحرقك، يحرقك بتعمل إيه، بتهبب إيه، اموتك واخلص منك واريح البشرية ويوسف الغلبان من اذاك، ما تخرس، وبعدين ما هو متلقح علطول قدامك ليه محسسني أنك بقالك سنة مشفتوش وإيه محما دي يا بيئة.أزاح آسر يده عن فمه ودفعه بيده يبعده عن طريقه، قائلًا:
-وسع كدة خليني اشوف محمد واعرف بيعمل إيه هنا.علق أحمد ساخرًا منه:
-تشوف محمد إيه بس ده كله شاف مش أنت بس.بالأسفل، تفاجئ محمد من تواجد آسر بل ومن ندائه عليه باعلى صوت، فلم يكن ينقصه سوى آسر ليعرف بأمره هو الآخر وكأنه لا يكفيه أحمد، يوسف، وصابر.
صابر الذي لم يتفوه بكلمة أو نطق بحرف كي يستفسر حتى الآن ملتزم الصمت.التفتت "إسلام" إليه واقتربت منه خطوتان وهي تسأله بنبرة شبه ساخرة مترقبة لاجابته الكاذبة القادمة:
-ميـن ده؟؟ تعرفه يا محمــا.!!صك على أسنانه قبل أن يجيبها يشعر بالغضب من ذاته لكذبه المستمر عليها:
-آه، مش أحمد كان قال إننا طلعنا جيران وعرفنا ده صدفه، ده بقى قريبه ساكن معاه برضو.ضاقت عينيها وقالت متلاعبة باعصابه:
-غريبة وبيعملوا إيه عند الساكن الجديد، أنت تعرفه هو كمان.توتر وتلجلج للغاية وشعر بثقل بلسانه يعجز عن إيجاد رد سريع ومناسب لا يكشف كذبه أمامها على الأقل بالوقت الحالي، وأخيرًا تحدث بتوتر سرعان ما سيطر عليه:
-آه، لا، لا معرفوش هعرفه منين، ده أنا لسة عارف دلوقتي أنه أحمد وآسر عنده أكيد هما يعرفوه، أنا همشي بقى سلام عليكم.هرب من أمامها واولاها ظهره يلتقط أنفاسه أخيرًا، مغمضًا عينيه لوهله معتصرًا لقبضة يده كارهًا ذاته ولكذبه المستمر والذي يصبح أكبر يوم بعد يوم.
على الطرف الآخر، ابتسمت جهاد ومالت على أذن برق الواقفة جوارها تهمس لها بطريقة مرحة:
-القمر اللي ظهر بالنهار انهاردة اسمه آسر اسمه حلو والله.نفت برق وهمست لها مثلها وهي تخطف النظرات نحو يوسف المنشغل مع آسر وأحمد غافلًا عن نظراتها المعجبة به:
-لا القمر اللي بجد ظهر قبله.وقبل أن تعلق جهاد كانت برق تتابع حديثها وهي تبصر إسلام والتي كانت تتابع محمد وتوليه كامل اهتمامها:
-ألا صحيح هو هينطق أمتى.عقدت جهاد حاجبيها وسألتها بعدم فهم لما تعنيه كلماتها:
-هو مين ده اللي هينطق امتى؟