الحب كما ينبغي.
فاطمة محمد.
الفصل العاشر:
بعد وقت لم يخلو من المحاولات العديدة للوصول إلى يوسف، شعر "آسر"بالضجر وصاح:
-هو في إيه ؟؟؟ وليه كل ده !! هو يوسف صغير خايفين عليه ليكون ضاع ولا اتخطف، ما تسيبوه براحته هو مش صغير وعارف مكان البيت والله مش هيتوه وأي كان هو فين دلوقتي هيرجع، يعني كل اللي انتوا عملينه ده ملوش لازمه.
ابتسم جابر ورفع يديه مطوقًا عنق "آسر" الجالس بجواره على الأريكة، متمتم بتأيد وموافقة على حديثه:
-اقسم بالله أنت بتفهم ياض، مش أنت ابن عابد بُقو بس بتفهم وقولت كلمتين دخلوا مزاجي، بس خسارة قولتهم لناس مبتسمعش ونكد بيدوروا عليه بمنكاش كدة.
-انا واثق أن يوسف كويس، ادوله مساحته يا جماعة هو مش عايز اكتر من كدة.
ردت"وعد" بطريقة بدت هجومية، معترضة على حديث كل من آسر وجابر:
-انا ابني عُمره ما قعد كل ده قافل تليفونه ولا أنه ميروحش شغله، انا ابني من الشغل للبيت ومن البيت للشغل، انا ابني مش صايع ومتربي وأكيد تأخيره ده وراه سبب.
قالت الأخيرة وهي تتعمد قولها بوجهه آسر والذي فهم تلميحها كما فهمت والدته وئام، وقبل أن تتحدث وتجب عليها كان آسر يقم بهذا متمتم بطريقة ساخرة باردة استفزت وعد كثيرًا:
-والله يا مرات عمي لو الصياعة عندك أنه يبقى ليه حياته ومساحته الشخصية اللي هو محتاجها يبقى هو خلاص بقى صايع فعلا.
آتى "أحمد"في تلك اللحظة ملقيًا السلام على الجميع:
-السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، كيف حالكم أسرتي الكريمة العزيزة؟
تشنجت تعابير وجه صابر ما أن رأى أخيه أمامه، وأثناء نهوضه اقتربت منه وعد وهي تتساءل بتلهف:
-أحمد مشوفتش يوسف، مكنش معاك؟ متعرفش هو فين؟
-لا مش معايا والله انا جاي لوحدي اهو، هو في ايه ؟؟
وقف صابر أمامه متمالكًا لاعصابه بصعوبة، قائلًا بغضب مكتوم:
-ليه عملت كدة؟؟ ليه بتحب تعصبني ها ؟؟ ليه هتخليني أمد أيدي عليك دلوقتي ها ليه ؟؟؟؟ انطق يالا.
تراجع أحمد خطوة إلى الخلف جاهلًا عما يتحدث، متمتم بصدق:
-وربنا ما عملت حاجة ؟؟ وبعدين تمد إيدك ليه يسطا مش عيب، ما تكلم بلسانك ليه بتحب تكلم بأيدك والله لسانك يزعل منك ويقاطعك.
![](https://img.wattpad.com/cover/311531157-288-k375562.jpg)