-الحلقة 01-

197 12 7
                                    

________/

#أمنيتي_أنتْ_(كوني_لي)
#الحلقة_01


كان الهدوء قاتلا في أرجاء تلك -الفيلا- .. لا يُسمع سوى صوت المطر لشدة غزارته ممزوجا بنغمات الرعد المتباعدة .. سواد الغيوم في السماء دليل على قدوم عاصفة قوية هذه الليلة و ربما ستمتد الى عدة ايام بعد .. إنه "الشتاء" .. يا له من فصل رائع! .. هذا ماكان يتمتم به قبل ان يغلق تلك النافذة .. رجل لم يكمل عقده الثلاثين بعد .. ذو جسم رياضي .. طويل القامة و خمري البشرة .. كان يسير بخطوات هادئة داخل تلك الغرفة الصغيرة و التي كانت عبارة عن شبه قبو علوي ...لا يحوي سوى مكتب صغير و شاشة عرض تتوسطها صور لفتاة .. جلس في مكتبه وسط ذلك الظلام الدامس .. يصدر بأصابعه صوت طقطقة على سطح مكتبه .. فماهي الا دقائق معدودات حتى انتشر الصدى بالغرفة .. بقي يتأمل في تلك الصور بعيونه السوداء .. لا يستطيع أحد فهم مغزى نظراته ويردد نفس الجملة بهمس : ( أخيرا لقد وجدتكِ يا من أمست و أصبحت حلمي ستكونين من نصيبي مهما كلفني الامر لأنكِ و ببساطة لي) .......

_ روتردام - الساعة 06:00 صباحا _

في الصباح الباكر .. تصحو من نومها على صوت المنبه فتغلقه .. ثم تستقيم من السرير بنشاطها المعتاد .. تغتسل تصلي و ترتدي بذلتها الرياضية لتتناسب مع خمارها ذي اللون الأسود المفضل لديها .. هذا هو وقتها المناسب لممارسة عادتها بحكم عدم وجود اي احد بالخارج .. وبالتالي التخلص من الانتقادات والكلام البديء عن استحالة سياقة امراة لدراجة نارية ؟ .. تحمل هاتفها و المفاتيح لتتجه نحو دراجتها فتصعد و تنطلق بسرعة فائقة .
هناك بجانب البحر .. لقد كان مضطربا و مرتفعة امواجه للغاية .. الغيوم ملبذة في السماء لكن دون مطر .. انها الاجواء المفضلة لديها .. اكملت القيادة بسرعة .. غير مبالية بمدى خطورة الأرض الزلقة .. استنشقت هواء البحر .. حتى امتلأت رئتاها على اخرهما .. ثم زفرت بهدوء عكس ضوضاء ذلك المحرك إثر سرعتها الجنونية .. تعيد التنفس بعمق مرارا طاردة كل الضغط و التوتر الناجم عن العمل .. تدعس على الفرامل بقوة .. فيصدر صوت انزلاق عال .. لتتوقف الدراجة فجأة .. تنزع خوذتها بهدوء لتظهر ابتسامتها .. هذا ما دلّ على مدى سعادتها بمناورتها .. حدقت بالبحر لبرهة .. فإذ بها تستمتع بمزاجه المعكر .. لأنه المرآة العاكسة لكل تلك البراكين الثائرة داخلها .. فهو الوحيد الذي يفهمها و يريحها دون اصدار كلمات .. فقط تبادل للأحاسيس بلغة لا يفهمها سواهما .. ظلت على تلك الحال مدة معتبرة .. ليقاطع تفكيرها رنين هاتفها .. نظرت للمتصل لبرهة ثم اجابت ليأتيها صوت سكرتيرتها ياسمين ..

ياسمين : صباح الخير انستي
..... : صباح النور ياسمين هل من مشكلة في هذا الوقت المبكر؟
ياسمين : قبل ذلك لا تغضبي انستي فقط نحتاجك بالشركة من أجل مراجعة أوراق اجتماع اليوم لأنك منعتنا حتى من لمسها دون إذنك
..... : حسنا سوف آتي شكرا لتذكيري
ياسمين : إنه واجبي انستي

♡ أُمْنِيَتِي أَنْتْ ♡ (كُونِي لِي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن