لهيب من اللون البرتقالي
دخان مشكلا غيوما رمادية فوق مكان ما
نيران تتصاعد عاليا و عاليا
لتغطي المكان كله
تاركة مجرد حطام ..
مجرد امنيات خامدة ...
مجرد احلام محطمة ..
مجرد همسات خافتة
مجرد ...
مجرد
ذكرايات فقط ...شعرت بنسيم من البرد ، نسيم من الخيبة ، نسيم من اشياء لم ارد حدوثها لكنها حدثت .
تلك النسمة اعادت تفكيري من جديد و اعادتني نحو صوب الحقيقة ...
حقيقة أن مكاننا الوحيد في هذه الدنيا
المكان الذي كنا نفرح فيه ، نشارك بصمتنا
نشارك احلامنا
نفس المكان الذي اتفقنا من اجل الالتقاء هنالك بعد 18سنة
كله تحطم ..
أصبح رمادا لا أستطيع حمله بين اصابعي
و لا بين راحة يدي ...
أصبح فتات هامد .
شعرت بيد وضعت على كتفي ، ادرت وجهي لأرى وجه جدي ينير فرحا
" قلت لك أن ما سيحدث لن يعجبك ؟ ماذا قلنا على مخالفة القوانين يا سييرا ...
هل ترين تلك القطة ؟
نظرت على يميني لأجد قطة مستلقاة على الارض في حالة من الجروح و حروق شديدة
" اذا اقتربت من الخطر ، لن يتركك بشأنك
بل سيطاردك و سينال منك في نهاية المطاف .
ما الذي نفعله حتى لا نقترب منه؟
علينا بالقوانين ..."
ابتسامة خفيفة رسمت على شفاهه ، ثم ليمسكني بقوة و يدخلني الى سيارته ..
إنه خطئي ..
بسببي...
ربما اذا إختفيت...
سيكون من الافضل لنا ككل .قبل 24 ساعة
رأيت أشعة صفراء تتخلل نحو النافذة ...
لتعطي شعري صبغة براقة ...
مسحت دموعي ، و نهضت من هذه الليلة التي لم أنام منها
سوف يكرهونني....
لن يسامحونني ...
بينما نهضت من ذلك الفراش ، حضرت نفسي ، إبتسمت قليلا لألعب آخر دور في مسلسل حياتي ...
آخر حلقة منها ...
علي أن أحصل على ذلك التسجيل اليوم .
سمعت طرقات في باب الغرفة ليدخل جدي بعد ذلك .
" تبدين في حالة جيدة ...حفيدتي "
إبتسمت قليلا لكي لا اظهر ردة فعلي " الحياة تتقدم و كذلك علينا بالتقدم الى الامام ...ما حدث لن يتكرر أبدا يا جدي "
اخذ يلعب بخصلات شعره البيضاء ، ليضحك بعد ذلك ..
قبل أن يخرج وضع ورقة و قلم من اجل الكتابة
" عليك أن تكتبي رسالة لاصدقائك ،حتى لا يقلقوا عليك "
رسالة ؟
رسالة ماذا ؟
رسالة إعتذار لأنني سمحت في صداقتنا ؟
او أنني تسببت بتحطيم اغلى شيئ عندنا ؟
رمز صداقتنا تحطم ، عليهم أن يمضون قدما ...
ليس من أجلي ، بل من اجلهم .
لست جيدة لهم ، لم أكن ، و لن أكون من الان ...
عليهم بنسياني .
انتهى كل شيئ...
من حياة ، من أحلام
لقد تحطمت ...
لكن لن اتسبب في حطامهم من جديد .باتريك
من المتوقع أن التقي بسييرا على الساعة العاشرة صباحا ..
هذا ما وعدتني به البارحة و سييرا لا تتأخر أبدا
غريب هذا ..
ليس من شيمها ...
اصبحت الآن الساعة تشير الى منصف النهار ...
و لم تظهر بعد .
حاولت أن انتظر و أنتظر الى غاية الساعة الثالثة زوالا ..
لكنها لم تظهر.
سييرا أين أنت ؟
هل حدث شيئ معها ؟
علي أن اتفقد عنها .
توجهت مباشرة الى منزلها .
عندما وصلت اليه ..
أحسست بشعور غريب ...
سييرا ليست هنا .
كان المنزل في حالة من الصمت الدائم ، شبه ميت .
لا حركة ، لا لون و لا صوت فيه .
وجدت مفتاح منزلها هنالك ، فتحته و دخلت .
حاولت مناداتها ، لكن بدون جدوى
سييرا ليست في منزلها ...
و هي ليست عند سبينوزا و لا عند آرين و كاثرين في المستشفى تعالج نفسها .
أين هي فتاتي ؟
صعدت الدرج بسرعة ، لاصل الى غرفتها ...
خاوية تماما ..
خزانتها خالية من الملابس ...
سريرها منظم ...أين امضت الليلة ؟
وجدت على مكتبها رسالة ما ...
مكتوب عليها : إقرأها معهم .
يعني هي على علم بقدومي ؟
اين أنت يا سييرا ؟
اين أنت يا جميلتي؟
لا يمكن انك ذهبت ...
هل ..
هل تركتنا من اجله ؟
ذهبت الى منزلي أين كان الجميع متواجد .
" اين هي سييرا ؟ " سألتني آرين ثم لتليها سبينوزا
" مهلا باتريك أين هي ؟ نحن ننتظرها من اجل اخبارها بما حدث في حلم الشباب "
ثم فاليرو ثم الجميع ثم قلت
" حسنااااا!!! اصمتوااا "
صمت الجميع ، ليجلسوا فوق كراسي بينما بقيت ارتعش خوفا و قلقا عليها.
" يا جماعة ...سييرا ...في الحقيقة قد تركتنا و تركت لنا رسالة ما "
"مهلا ...ما الذي تقوله ؟ " اجابتني كاثرين ليليها درايك
" سييرا لا تفعل هكذا ، سييرا لا تتركنا من أجله اليس كذلك ؟ "
ثم دييغو " ربما هناك شيئ ما ربما هي مهددة منه "
" توقفوا !!!!" مسحت قطرات من الماء على جبيني لاواصل الكلام
" طلبت مني أن اقرأها عندما نكون مع بعضنا البعض ...و الان اصمتوا و انصتوا جيدا ..
و ركزوا في كلامها....
ربما تركت لنا لغزا ما ..
او شيئا ما ..."
مرت بعض الدقائق ، لأستجمع قواي ثم لأفتح تلك الرسالة و لأقرأها .
"مرحبا جميعا ...
ربما أنتم الآن تتسائلون عن مكاني...
ربما حتى أنتم الآن مع بعضكم البعض تتناوشون عني و عن مكاني ..
لأقول لكم هذا ، انا بخير و انا بصحة جيدة ...
إحتجت لبعض الوقت حتى اركب بعض القطع الضائعة .
أنتم تعلمون طبعا انني وجدت أحد أفراد عائلتي الضائعة...
جدي طبعا....
بعض الراحة و الإطمئنان ليست جريمة يا أصدقاء ...
انا اكتب هذا بقلمي ..
سييرا او سيرينا ..
لأعلمكم أنني من الآن و صاعدا ، لن التقي بكم...
سأبتعد عن كل مشتت ، و إعتني بنفسي و بفتاتي ...
كنتم اصدقائي ، من ساندتموني في أوقات لم أكن اعرف نفسي بها ...
من كنتم معي دائما ، سبينوزا ، آرين ، درايك ، دييغو و حتى اوستن ...
من عرفتكم و احببتكم كثيرا ، باتريك عزيزي ، كاثرين ،دافيد ...
معرفتكم هي أجمل صدفة في حياتي ...
و ذكراياتي معكم هي أجمل ما حدث لي في هذه الثمانية عشر سنة.
لكن ، اظننا في نهاية مشوارنا مع بعض ..
الحياة تستمر ، و عليكم بالإستمرار حتما ...
طبعا لن يكون بالأمر السهل عليكم ...
لكن كونوا أقوياء كنا عرفتكم دائما ..
اجمل ثنائي أحبه ، درايك و دييغو ...
اجمل صداقة آرين ، سبينوزا و كاثرين
اجمل ذكور فاليرو و دافيد
و اجمل فتى الى قلبي ، باتريك ...جميلي ..
انا آسفة حقا ...
كان علي فعلها ...
كان علي حرقه لنسياني....
حلم الشباب كان مكاننا صحيح هذا ...
لكنه لن يصبح هكذا حقا....
آسفة لفعل هذا ، آسفة ، انا آسفة ...
لكن ..
من اجل امساك طائر ما ، عليك أن تتسلق في شجرة كبيرة ..
ستقابلك الرياح ، و الشتاء و حتما بعض الحشرات ...
لكن إن احضرت معك شيئا لحماية نفسك به ..
ستصل الى العصفور ...
و ستجد عصافير في نهاية المطاف ..
اليكم ...
احبكم ...
انا آسفة ...
سيرينا ..."
وضعت تلك الرسالة على الطاولة ، قابلتني وجوه مندهشة ،وجوه غامضة ..
وجوه خائبة في آمالها ...
هل حقا فعلت هذا ؟
هل سييرا ...
هل تركتنا ؟
هل حرقت المكان من اجله فقط ؟
او من اجل نسياننا؟
هل يمكنها التفريط فينا؟
هل كانت حقا حقيقية بمشاعرها معنا ؟
"سييرا لا تفعل هذا ... لا تفعل هذا " صوب دييغو لترد كاثرين
" جماعة أظن أنه هناك شيئ لا نعلمه،ماذا لو جلسنا و ..."
" يكفي هذا ...لن نجلس و نتكلم عن شخص تركنا من اجل شخص آخر ، نعم هذه هي نهاية صداقتنا معها ربما ..."
خرجت تلك الكلمات من فمي ، ليكمل درايك
" تركنا هو شيئ عادي ، لكن حرق حلم الشباب ؟ هنا انا حقا مستاء منها ...و لن اتكلم عنها بعد الآن...انا ذاهب وداءا "
بدئ الجميع بالخروج ، بقيت انا و كاثرين و آرين و سبينوزا و دييغو
" لا أعلم ما أقوله ..." مسحت آرين دموعها لتخرج هي الثانية .
" كنت سأقول لا تفعل هذا ، لكن حرق ذلك المكان ؟ على الأقل هي تعرف مدى تعلقنا به "
خرجت سبينوزا لترد كاثرين
" لو ارادت البقاء معنا ، لكانت معنا بالفعل ، انا في غرفتي "
خرجت كاثرين لأبقى انا و دييغو
" ما العمل اذا ؟ "
رد دييغو لانظر في الرسالة ثم لاصوب
" ربما علينا حقا بنسيانها .... هذا هو الشيئ الانسب حقا .."
و ربما معي الحق تماما ، ربما سييرا لم تكن سييرا ..
مثلما زيفت شخصيتها ، مثلما فعلت الكثير من الاشياء
ربما هذه كانت خطتها ...
ربما ...
خطتها ؟؟؟
ربما هي حقا سيرينا و ليست سييرا .
أنت تقرأ
The Magical Book |الكتاب السحري
Viễn tưởngبعد البدايات تأتي دائما النهايات . بعد العسر يأتي دائما اليسر . و بعد الصبر يأتي دائما الأجر . و بعد المشقة تأتي دائما الراحة . و بعد الحلم يأتي دائما الإستيقاظ . كلنا نطمح لكي نعيش شيئا خياليا ، مثلا بعد قراءتنا لكتاب أليس في بلاد العجائب نريد أن ن...